الأنباء الكويتية – اتحاد درويش
أكد رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب د.عاصم عراجي أن عدم اتباع الإجراءات والتدابير الوقائية، سواء بارتداء الكمامات واحترام التباعد الاجتماعي والتعقيم المستمر، ساهم في زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا في غضون الأسابيع القليلة الماضية، مشددا على أن الوضع الاقتصادي الضاغط في لبنان لا يتحمل إعادة إغلاق البلاد مجددا لمحاصرة الوباء ومنع انتشاره.
واشار الى ان لبنان دخل مرحلة جديدة من تفشي «كورونا» بتسجيله ارتفاعا قياسيا منذ أكثر من أسبوع في عدد الاصابات، وهي أرقام صادمة، كما عبر وزير الصحة د.حمد حسن الذي دق ناقوس الخطر، معلنا أن لبنان أمام منعطف خطير وأننا بتنا في حالة من التفشي المجتمعي، ولقد ساهمت في ذلك اعادة الحركة الى الأسواق وافتتاح المطاعم والمقاهي والمسابح، مؤكدا وجوب التزام المواطن بالتدابير الوقائية وأن يكون على درجة كبيرة من التنبه، والمطلوب أيضا حملة توعية تتعلق بأهمية الالتزام بالإجراءات الصحية ومعاقبة المخالفين لأبسط قواعد الحماية وهي ارتداء الكمامة والتزام المسافة الآمنة.
وأبدى عراجي خشيته من أن يكون لبنان قد دخل منعطفا خطيرا ذلك أن كورونا أخذ بالانتشار الذي طاول عددا لا بأس به من المناطق والبلدات أدى معه الى الارتفاع المتزايد يوما بعد يوم في عدد الإصابات، ورأى ان أسباب هذا التزايد في الاصابات تعود الى ارتفاع نسبة فحوصات الـ PCR والتي بلغت 4 آلاف فحص يوميا والتي ينجم عنها وجود حالات لا اعراض عليها، ثانيا عدم التقيد بالاجراءات الوقائية، ثالثا الوافدين من الخارج، ورابعا وجود حالات مجهولة المصدر أدت الى تفاقم المرض والى التفشي المجتمعي، مؤكدا أن هذه الطفرة هي طفرة جينية جديدة وسريعة الانتشار عنها في المرحلة الأولى وهي تدعو الى القلق إذا كانت صحيحة ولا يمكن التأكد من مصدرها: أوروبا أو أفريقيا أو أميركا.
وأشار د.عراجي الى عدم وجود مختبرات متقدمة في علم الفيروسات لمعرفة مصدر الطفرة الجينية التي تحتاج الى فحوصات دقيقة، مؤكدا أن الأمر يحتاج الى ترصد وجهد علمي، لافتا الى وجود 30 مختبرا تجري فيها فحوصات الـ PCR بشكل يومي بعد ان كان المختبر الوحيد في مستشفى رفيق الحريري الحكومي.
وأوضح د.عراجي انه تم تجهيز المستشفيات الحكومية للمصابين بكورونا، أما المستشفيات الخاصة فمنها ما هو جاهز كما جرى الطلب منذ 5 أشهر اما البعض الآخر فمازال غير جاهز، لافتا الى الأزمة المالية التي تعاني منها المستشفيات الخاصة والتي تركت اثرها على فاعلية الجسم الطبي والتمريضي وأدت الى خسارة عدد كبير من الممرضين والممرضات لأعمالهم، لافتا الى وجود 2500 سرير في مراكز العناية منها ما بين 1500 و2000 سرير مشغولة لمرضى القلب والرئة أو لحوادث معينة كحادث سير مثلا والباقي منها مجهز لمرضى كورونا.
وأكد د.عراجي أن لبنان قد تعلم في الأشهر الماضية واكتسب خبرة كبيرة في التعامل مع فيروس كورونا وتمكن من تحصين قطاعه الطبي، لافتا الى إصابة 302 من الطواقم الطبية والتمريضية ومن الصليب الأحمر اللبناني في المرحلة الأولى لأنه لم تكن لدينا الدراية الكافية اما اليوم فباتت الخبرة أكبر والمختبرات والألبسة الواقية أصبحت متوافرة أكثر، ورأى أن الحذر يبقى عند الأطباء وطواقم التمريض دون أن ننسى الأطباء الذين توفوا جراء انتقال العدوى فضلا عن إصابة ممرضين وممرضات وأفراد من الصليب الأحمر اللبناني.