طوابير الذلّ أمام أفران طرابلس وعكار… سوق سوداء واحتكار مع احتقار الناس (الديار)

Share to:

الديار – دموع الأسمر

مشهد طوابير الذل امام افران طرابلس، يذكر بطوابير الذل امام محطات البنزين.

انه المشهد يتكرر في طرابلس، تحت أشعة الشمس الحارقة، حيث يتدافعون، ثم يتضاربون، ويختلط الحابل بالنابل امام معظم الافران، يعلو الصياح والشتائم، والافران تحرص على تقنين التوزيع فتخفضه عند الظهيرة من خمس ربطات الى ربطتين، وصولا الى ربطة واحدة، بحجة نفاد الكميات ولتقنين الطحين المدعوم.

تجار لقمة العيش يكشفون اقنعتهم غير مكترثين للاوضاع المعيشية المتدهورة، وقد لامست نفق الجوع الحقيقي.

رفوف المحلات التجارية في طرابلس وعكار والمنية و”السوبرماركات”، خالية من الخبز منذ ايام.

الطوابير اليومية امام الافران دلالة على مدينة منهوكة اوقعها القدر بين مطرقة التجار وسندان سلطة لا ترحم، دأبها قرارات جائرة تمعن في قهر المواطن.

مواطنون امام احد الافران يؤكدون انهم عاشوا الحرب الاهلية وبقيت لقمة العيش حاضرة، اما اليوم فهي حرب تجويع حقيقية تستهدف الطبقات الشعبية وتفاقم في تطويق الناس الى حد الاختناق.

الواقع المعيشي المنهار كشف عورات البعض ممن يلهثون خلف ارباح آنية في استغلال فاضح للازمات، وكشفت مصادر ان عصابات تشتري من عدة افران كميات من ربطات الخبز، لبيعها في عكار بسعر خمسين ألف ليرة للربطة الواحدة، حيث لا رقيب ولا حسيب.

زد الى ذلك، حوادث الضرب والاشكاليات اليومية، واغماء مواطنين ينتظرون تحت حرارة الشمس ليحظوا بربطة خبز، وكل ذلك في ظل غياب الاجهزة المختصة.

هذا واصدر محافظ الشمال تعليمات الى قوى الامن الداخلي والى اجهزة الرقابة في مصلحة الاقتصاد لمواكبة توزيع الخبز في الافران وضبط الاوضاع، ومراقبة كميات الطحين في الافران وكشف الافران التي تخزن حصصها من الطحين، لكن لم يغير القرار من واقع الحال، وتبقى الازمة ملتهبة مع لهيب الشمس، مترافقا مع لهيب اسعار ربطة الخبز الواحدة التي باتت لا تقل عن ثلاثين الف ليرة وصولا الى خمسين ألف ليرة.

وهنا يتحدث المواطن ابو خضر قائلا: انا رب عائلة مؤلفة من ثمانية اشخاص نحتاج يوميا الى خمس ربطات خبز بالحد الادنى، عرضت علي ربطة الخبز بثلاثين الف ليرة، اي مئة وخمسين الف ليرة، وانا عامل على بسطة خضر بالكاد انتج مئة الف ليرة في أحسن الاحوال وفي حالات نادرة، فكيف اعيش، وانا لدي امراض واتناول ادوية، هل يريدون تجويعنا وقتلنا؟”.

اكثر من ذلك، فلدى المواطنين مخاوف من ازمة بنزين جديدة في حال اقرت سعر الصفيحة بالدولار، او رفعها الى المليون ليرة، فماذا بقي لنا سوى الهواء نتنشقه وغدا يضعون عليه ضريبة، حسب قول مواطن يقف في طابور الخبز، حتى الشمس ستكون عليها ضريبة …

مواطنون طرابلسيون يعتقدون ان السلطة تهمل طرابلس وتدع اهلها يقلعون اشواكهم باياديهم، رغم ان رئيس الحكومة ووزير الداخلية من اهل طرابلس، لكنهم لا يقدمون على خطوة واحدة لحل ازمات المدينة، ولا يحركهم مشهد طوابير الذل امام الافران .

وكان رئيس “حركة الناصريين العرب” الشيخ عبد الكريم النشار قد اصدر بيانا دعا فيه الاجهزة الامنية كافة لكبح جماح تجار المحروقات، فاشار الى “ان اسعار المحروقات تتراجع عالمياً بنسبة 10في المئة، وكارتلات النفط في لبنان تتحكم بالسعر، وما زالت تحتكر هذه المادة عبر شائعات تبثها عبر وسائل اعلامها المشبوهة بفقدان المحروقات، بينما هي تمتلك آلاف الاطنان في خزاناتها ، بهدف عدم تراجع اسعارها، بحيث تتهافت الناس على المحروقات، وما نشهده من طوابير امام المحطات يعيدنا الى حالة الفوضى وسرقة المواطن”.

وسأل “الى متى تستمر هذه المهزلة؟ واين الحكومة ووزير الطاقة والاقتصاد مما يجري”؟

وناشد الجيش والقوى الأمنية “بالتدخل الفوري لكبح جماح تجار المحروقات من اصحاب المحطات، واصحاب الشركات المستوردة، الذين لم يكتفوا بنهب المواطن، بعد ان فقدنا الثقة بكامل الطاقم السياسي حكومة ومجلساً نيابياً وكافة القوى الرسميةً”.

وختم: “لن نقبل ان يبقى المواطن تحت رحمة هؤلاء اللصوص ، فعلى القوى الامنية بمختلف اجهزتها ان تتحرك وهي التي نثق بها ، قبل فوات الاوان، وإلا فأن الشارع سيكون هو الحكم بيننا وبين مافيات المحروقات” …

Exit mobile version