فيما دخلت “محادثات فيينا” النووية في فترة توقف موَقتة نتيجة “عوامل خارجية” قد تنسف جهود إحياء إتفاق العام 2015، شنّ “الحرس الثوري” الإيراني هجوماً بـ12 صاروخاً باليستيّاً استهدفت “مركزاً استراتيجيّاً إسرائيلياً” في أربيل فجر الأحد، حسبما أعلن “الحرس”، بينما نفت سلطات إقليم كردستان العراق وجود أي مواقع إسرائيلية على أراضيها، مشيرةً إلى أن الهجوم استهدف القنصلية الأميركية وأسفر عن جرح شخصَيْن.
وبعدما كان “الحرس الثوري” قد توعّد قبل نحو أسبوع بالردّ على قصف إسرائيلي قرب دمشق أدّى إلى مقتل اثنَيْن من ضبّاطه، أوضح في بيان نُشِرَ عبر موقعه الإلكتروني “سباه نيوز” أن “المركز الإستراتيجي للتآمر والشر الصهيوني استُهدف بصواريخ قوية ونقطوية (دقيقة) تابعة لحرس الثورة الإسلامية”، في حين ذكرت الوكالة الحكومية الإيرانية “إرنا” في تقرير أن الصواريخ أطلقت من “مواقع تابعة لحرس الثورة الإسلامية في شمال غرب” إيران، متحدّثةً عن أن هذه الصواريخ من نوع “فاتح 110″ بمدى 300 كلم و”فاتح 313” بمدى 500 كلم.
وردّت حكومة إقليم كردستان ببيان على “الهجوم الجبان بذريعة ضرب قاعدة إسرائيلية بالقرب من القنصلية الأميركية”، بالقول إن “الموقع المستهدف كان مكاناً مدنيّاً” وإن “التبرير كان فقط لإخفاء هذه الجريمة البغيضة”، فيما نفى محافظ أربيل أوميد خوشناو وجود “مقرّات إسرائيلية” في أربيل.
لكنّ المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس لفت إلى أن “أيّاً من المنشآت الأميركية لم يتضرّر في الهجوم، وأن أيّاً من موظّفيها لم يُصب بأذى”. وإذ أعرب عن تنديد بلاده “الشديد” بالإعتداء، اعتبر أنّه “لا مؤشرات لدينا إلى أن الهجوم كان موجّهاً ضدّ الولايات المتحدة”.
وفي الأثناء، نظّم مكتب الإعلام المركزي للحزب الديموقراطي الكردستاني النافذ جولةً للصحافيين في موقع متضرّر من الهجوم الصاروخي. ويضمّ الموقع قصراً كبيراً يعود للمدير التنفيذي لشركة “كار” النفطية الشيخ باز كريم. ويبدو القصر متضرّراً بشكل كبير من القصف، حيث تفسّخ سقفه وأبوابه ونوافذه منهارة، فيما انتشرت شظايا في المحيط.
كما نشرت قناة “كردستان 24” التلفزيونية المحلّية صوراً عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تعرّض مقرّها القريب من القنصلية الأميركية في أربيل، لأضرار نتيجة الهجمات. وتظهر الصور زجاجاً متكسّراً وأجزاء منهارة من السقف.
وبينما ندّدت الخارجية العراقية في بيان بـ”الإنتهاك السافر الذي طال سيادة وأراضي جمهوريّة العراق”، استدعت سفير الجُمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في بغداد وأبلغته احتجاج الحكومة العراقيّة على القصف الصاروخيّ الإيرانيّ الذي تعرّضت له محافظةُ أربيل في إقليم كردستان العراق.
كذلك، أعلن العراق أنه “طلب عبر المنافذ الديبلوماسية توضيحات صريحة وواضحة من الجانب الإيراني”، وفق بيان للمجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي الذي عقد مساء الأحد برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وفي وقت سابق، طالب زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر الجهات المختصة برفع مذكرة احتجاج للأمم المتحدة والسفير الإيراني فوراً، اعتراضاً على الهجوم الصاروخي على أربيل. وقال الصدر في بيان عبر حسابه على “تويتر”: “لا ينبغي استعمال الأراضي العراقية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ساحة للصراعات السياسية والأمنية والعسكرية”.
وتوالت الإدانات الإقليمية والدوليّة للهجوم، خصوصاً من قبل السعودية والأمم المتحدة وفرنسا، في وقت أفادت فيه وكالة “إرنا” بأنّ أي موعد لعقد الجولة الخامسة من الحوار بين طهران والرياض لم يُحدّد بعد، وذلك بعد تقارير عن “تعليق” الجمهورية الإسلامية مشاركتها فيه.