تتعرض عائلة الصحفي الصيني “فانغ بين” لضغوط تمارسها السلطات عليها لمنعها من التحدث عن قضيته، حيث لا يزال مفقودا بعد نشره معلومات عن وباء كورونا في البلاد، فيما يضغط ناشطون للحصول على معلومات عن حالته، بحسب إذاعة آسيا الحرة.
واعتقلت الشرطة الصينية “فانغ بين” في مدينة ووهان بوسط البلاد العالم، بسبب تقاريره الصحفية التي أعدها من الخطوط الأمامية لوباء فيروس كورونا.
وقالت مصادر إن فانغ اعتقل في البداية للاشتباه في “التحريض على تقويض سلطة الدولة”، ولكن تم تعديل التهمة إلى “إثارة الخلافات والمشاكل”، وهي تهمة كثيرا ما تستخدم لاستهداف المنتقدين السلميين للحزب الشيوعي الحاكم.
ويثير “اختفائه” المطول مخاوف بشأن صحته وسلامته.
وقالت المعارضة المقيمة في المنفى، تساي شيا، عبر حسابها على تويتر، الجمعة، “لقد مر عام ولم ترد أنباء عن فانغ بين وهو أمر مقلق”. “يجب ألا ننسى فانغ بين، أو نتوقف عن البحث عنه.”
وكتبت: “أولئك الذين يشقون طريق الحرية يجب ألا يتركوا للذئاب” مضيفة: “أين فانغ بين؟”
وقال مصدر مطلع على الوضع، لإذاعة آسيا الحرة، إن العديد من أصدقاء فانغ اتصلوا بالسلطات في الأيام الأخيرة في محاولة لاكتشاف مكان وجوده.
وقال إن “عدم وجود أخبار عنه أمر مقلق للغاية” ، مضيفا أن أصدقاء فانغ كانوا يأملون في الحصول على أخبار عنه بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية وتنصيب الرئيس، جو بايدن، “لكن شيئا من ذلك لم يحدث”.
واحتجزت الشرطة فانغ في البداية بعد نشر مقاطع فيديو من العديد من مستشفيات ووهان خلال الأسابيع الأولى من وباء كورونا، بما في ذلك مقطع فيديو في الأول من فبراير 2020 وثق نقل خمس جثث من مستشفى ووهان.
وقال أحد سكان ووهان إن اعتقال فانغ يعود لـ 10 فبراير2020.
وأضاف “لقد مر أكثر من عام ونحن قلقون بشأن مصيره”.
وانتقد فانغ أسلوب تعامل الحزب الشيوعي الصيني مع المراحل الأولى من الوباء، قائلا إنه لم يشرف على كارثة طبيعية، بل “أشرف على كارثة من صنع الإنسان”.
ويحذف المراقبون الحكوميون الصينيون أي منشورات عن فانغ على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، بالإضافة إلى إرسال الشرطة لتحذير المستخدمين.
وقال شخص معني بالقضية طلب من إذاعة آسيا الحرة عدم الكشف عن هويته إن أنصار فانغ يريدون أن يظل المجتمع الدولي مركزا على القضية.
وفانغ بين كان أول من حذر المجتمع الدولي من خطورة الوباء، لأنه رأى ثلاث جثث يتم إخراجها من المستشفى في غضون خمس دقائق، وجثثا أخرى في غرفة الطوارئ، وثماني جثث أخرى في سيارة متوقفة خارج الأبواب”.
وفي وقت سابق من هذا العام، شنت هيئة تنظيم الإنترنت في الصين عن حملة قمع ضد صحافة المواطنين في جميع أنحاء البلاد، ومنع أي شخص من نشر المعلومات المتعلقة بالأخبار على الإنترنت دون ترخيص.