شهر العسل الحكومي انتهى في الأسبوع الأول… والدولار الى ارتفاع!

Share to:

المصدر: القبس

بعد أسابيع ثلاثة على تشكيل الحكومة تبددت الصدمة الإيجابية التي خفضت سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية إلى حدود الـ15 ألف ليرة، وذلك بعدما تجاوز 19 ألف ليرة قبيل ولادة الحكومة.

خلال اليومين الفائتين، اتجه سعر الدولار نحو مزيد من الارتفاع. فقد وصل سعر الصرف إلى نحو 17500 ليرة، وسط توقعات للصرافين بمزيد من الارتفاع في الأيام المقبلة، لكن بوتيرة بطيئة.

وفي حين يبقى الشغل الشاغل للبنانيين ترقُّب مسار الدولار، اشار الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة أن استقرار سعر الصرف يجب أن يقترن بخطوات ملموسة وليس باجواء ايجابية.

وفي تصريح لـ “القبس” أوضح عجاقة أن الخطوات الملموسة مرتبطة بشقين:

• القصيرة المدى عبر ضرب الاحتكار والتهريب والسوق السوداء. ولغاية الآن لا إجراءات بهذا الخصوص.

• المتوسطة المدى، وتتعلق بسير المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

وبحسب عجاقة، فإن الدولار مستمر في الارتفاع لأنه لا تبرير اقتصادياً لانخفاضه، إذ لم يتحسّن أيّ من المؤشّرات الاقتصادية في لبنان وأهمها مكافحة السوق السوداء.

وسأل عجاقة: «من أين ستأتي الحكومة بالدولار لتمويل استيرادها خلال الفترة المقبلة إلى حين التوصل إلى خطة مع صندوق النقد؟».

والى جانب العامل الاقتصادي الأساسي يشير عجاقة إلى عامل سياسي يتعلق بالتباينات التي بدأت تبرز بين أركان الحكومة. ويقول: «من الواضح أن المسار لن يكون سهلاً لناحية الملفات الشائكة التي تعهدت حكومة ميقاتي العمل عليها، من ملف التعيينات الى التفاوض غير المباشر مع اسرائيل في مسألة ترسيم الحدود البحرية، وصولا الى ملف انفجار بيروت». ويوضح أن من يتلاعبون بالسوق السوداء يدركون طبيعة هذه الملفات الحساسة وبالتالي يستفيدون اليوم من هذه الفرصة.

ورغم محاولته الابقاء على نفحة ايجابية لفت الخبير الاقتصادي الى ان البدء بمفاوضات مع صندوق النقد الدولي لن ينعكس فوراً على سعر صرف الدولار بل يستلزم وقتاً وعوامل اقتصادية ملموسة.

ويقول: التمايز الحكومي أصبح واضحاً. وأخشى أن يكون انتهى شهر العسل الحكومي في الأسبوع الأول.

من جانبها، أشارت “نداء الوطن” الى ان مؤشرات الثقة بدأت بالتناقص على مستوى الداخل اللبناني لا سيما مع عودة سعر صرف الدولار إلى الارتفاع صعوداً بالتزامن مع السقوط المتسارع لـ”ورقة تين” التوجهات الحكومية إزاء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وفق تعبير مصادر مواكبة لمجريات تشكيل الوفد المفاوض على “الأسس التحاصصية نفسها”.

وأوضحت المصادر أنّ “استئناف الدولار مشواره التصاعدي (ملامساً ظهر أمس عتبة 18 ألف ليرة) مرده إلى خيبات الأمل التي توالت تباعاً منذ تشكيل الحكومة الجديدة، وصولاً إلى تفخيخ لجنة التفاوض مع صندوق النقد الدولي بـ”ألغام” اللجنة السابقة نفسها، بما يعيد تكريس وجود وجهتي نظر مختلفتين شكلاً ومضموناً ضمن صفوف أعضائها”، مشددةً على أنّ ذلك “يهدد مجدداً بعدم التوصل إلى رقم موحد لكيفية احتساب الخسائر وتوزيعها وبدء المفاوضات على أساسها”، واضعة في الإطار نفسه، مسألة “رضوخ الحكومة سريعاً لاستنساخ وزارة الطاقة “سلف” أسلافها في معالجة أزمة الكهرباء لتستهلّ مشوارها من حيث انتهى وزراء الطاقة السابقون، بتمويل شراء الفيول مما تبقى من أموال المودعين في مصرف لبنان، ضاربةً بعرض الحائط وصول هذه الاحتياطيات إلى التوظيفات الإلزامية والتأثير المباشر لاستعمالها على سعر صرف الدولار في السوق”.

Exit mobile version