لندن- كمال قبيسي
نسب الدواء لطبيب شهير بين الفنزويليين قضى مدهوساً بعجلات سيارة قبل 100 عام
ظهر الدكتاتور الفنزويلي نيكولاس مادورو، على شاشات تلفزيونية بثت كلمة ألقاها مساء أمس الأحد من القصر الرئاسي بالعاصمة كاراكس، وفيها فاجأ مواطنيه والعالم، بعرضه قطرات وصفها بأنها “معجزة” وعجيبة، وقال إنها تقتل “كورونا” المستجد بنسبة 100% عند تناولها كل 4 ساعات. أما العقار الذي سمّاه Carvativir بحسب ما نسمعه في فيديو أدناه، فذكر أنه للطبيب الفنزويلي José Gregorio Hernández الذي يبدو أنه شهير بين الفنزويليين، وإلا لعرّفهم به على الأقل.
موقف لحظة
هذا الطبيب الراحل في 1919 بعمر 54 سنة، درس الطب في جامعة بكاراكس، وبعد تخرجه في 1888 أوفدته الحكومة إلى باريس “لبراعته في العمل” فتخصص بالبكتيريا والفيروسات وعلم الأحياء المجهرية، وفقا لما تلخص “العربية.نت” من الوارد عنه بموقع El Pitazo الإعلامي الفنزويلي، وفيه أنه عالج عددا من مرضى في 1918 بالإنفلونزا الإسبانية، ولما عاد في العام التالي إلى فنزويلا، وجد شهرته سبقته إليها، كما وجد مصيره المحتوم، فقد دهسته سيارة وهو يعبر شارعا وقتلته، لذلك نسب مادورو “القطرات المعجزة” إلى دراسات قام بها الدكتور المعتبر “موقرا” للكنيسة الكاثوليكية، وسيتم تطويبه “قديسا” هذا العام، بعد أن وافق الفاتيكان على “معجزة” منسوبة إليه.
يذكر مادورو بخطابه المتلفز أن الدواء حصل على الموافقة الرسمية لاستخدامه “وبإمكاني تقديم هذه القطرات التي تبطل الفيروس 100% بالتأكيد (..) إنه نتاج دراسات إكلينيكية وعلمية وبيولوجية استمرت 9 أشهر، وجرت تجارب على مرضى حالاتهم متوسطة وحرجة، فتعافوا كلهم من المرض بفضل هذه القطرات (..) تكفي 10 قطرات منه تحت اللسان، كل 4 ساعات، وتحدث المعجزة.. إنه مضاد للفيروسات قوي جدا، ويحبط عمل كورونا” ثم تعهد بأنه “سيتم نشر كل ما يتعلق بهذا المنتج في المجلات الدولية” كما قال.
تابع روايته وأكد أن “كارفاتيفير” غير ضار تماما “فليس له آثار جانبية، واتضح ذلك من خلال التجارب الضخمة التي أجريت عليه في فنزويلا (..) لديّ اجتماع هذا الأسبوع مع جميع السلطات الصحية في البلاد، لإعداد نظام توزيع مباشر، بحيث يكون لدى مراكز التشخيص والمستشفيات والعيادات الخارجية “كارفاتيفير” بالمئات، فقد أظهر فعالية هائلة” إلا أنه رفض الكشف عن هوية العالم الرئيسي وراء تطوير القطرات، واكتفى بوصفه بأنه “عقل لامع.. سيحمونه في الوقت الحالي” وفق زعمه.
وعد أيضاً بتصديره
ووعد مادورو في كلمته بتصدير آلاف الجرعات إلى دول أسست مع فنزويلا رابطة معروفة بأحرف ALBA اختصارا، وهي: كوبا ونيكاراغوا وبوليفيا وهايتي ودول كاريبية أخرى، كما وتسويقها مع دول “تحافظ معها فنزويلا على علاقة استراتيجية” لكنه لم يذكرها. كما وعد بتسليم مدير “منظمة الصحة العالمية” بكل التفاصيل عن القطرات “حتى يصادق على هذا المضاد القوي للفيروسات” مضيفا أن فنزويلا ستمد جسرا جويا مع موسكو لتستورد منها 10 ملايين لقاح Sputnik V الروسي.
للدكتور القتيل بالدهس، خوسيه غريغوريو إرناندس، تماثيل تكريمية منصوبة في أماكن عدة بفنزويلا، ودفنوه داخل كنيسة
لكن أحدا لم يجرؤ بوسائل الإعلام المحلية، على أن يسأل مادورو عن سبب استيراد فنزويلا “سبوتنيك V” بالملايين، في وقت تستنتج “العربية.نت” من كلامه، أن بإمكان “كارفاتيفير” القيام بدور أهم وأسرع مما يقوم به اللقاح الروسي، وهو تحييد الفيروس وقتله بعشر قطرات عجيبة تحت اللسان، من دون مضاعفات ولا سلبيات.