الجمهورية – ايفا ابي حيدر
تتوالى الاعياد هذا العام بدءاً من عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتّبع التقويم الغربي يليه عيد الفطر عند الطوائف الاسلامية، ما يجعل فرصة الاعياد طويلة نسبياً لا سيما للمغتربين والسياح الذين ينوون تمضية هذه الفترة في لبنان. فكيف تبدو الحجوزات قبَيل الاعياد؟ وما مدى استفادة القطاع السياحي منها؟
رغم انّ القطاع السياحي هو من أكثر القطاعات المتضررة من حرب غزة، الا انّ انحسار المعارك في مناطق جغرافية معينة شكّل عاملا مشجّعا للمغتربين لزيارة لبنان خلال فترة الاعياد.
في السياق، يقول نائب رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر نبيل مرواني لـ«الجمهورية» انّ «لبنان ليس البلد الوحيد المتضرّر سياحياً من حرب غزة لكن يمكن القول انه سجّل خلال شهري كانون الثاني وشباط تراجعا في حركة الحجوزات السياحية اليه، امّا مع اقتراب عيدي الفصح والفطر اللذين يصادفان في مواعيد قريبة من بعضهما فقد بدأنا نلاحظ ارتفاعا في حركة الحجوزات». وأكد انّ «لبنان سيشهد حركة سياحية لا بأس بها خلال الاعياد لكنها ليست بالزخم نفسه التي يشهدها في كل عام».
أضاف مرواني: «ان اللبنانيين المغتربين خصوصاً، اعتادوا على عدم الاستقرار هذا. لذا، ما عادوا يتأثرون بالاحداث فهم رغم كل شيء يأتون لزيارة عائلاتهم وذويهم، خصوصا بعدما تبين ان الحرب الحاصلة ترسخت في بقعة جغرافية محددة».
وكشف انّ القادمين الى لبنان خلال فترة الاعياد هم في غالبيتهم من المغتربين اللبنانيين، الى جانب اعداد خجولة من السياح من الاردن ومصر والعراق.
وعن نسبة الحجوزات، يقول ان لا ارقام دقيقة بعد لكن الحجوزات التي بدأت بنسبة 30% عادت وارتفعت الى نحو 50 و 60%، لافتاً الى ان الاقبال عليها يختلف من منطقة الى اخرى بطبيعة الحال. ويعوّل مرواني على ازدياد الحجوزات قليلا بعد خصوصا انّ غالبية اللبنانيين يحجزون في اللحظات الاخيرة ليطمئنوا الى استتباب الامن في لبنان، تجنّباً لأي مغامرة غير محسوبة، لافتا الى انّ معدل الحجوزات هو لنحو 5 ايام.
وعن بوادر الموسم السياحي في الصيف، أكد مرواني ان لا بوادر سياحية واضحة بعد لِما ينتظرنا في موسم الصيف، ولا يزال من المبكر الحديث عن ذلك لكن التوقعات هي بموسم سياحي حافل شبيه بالعام الماضي، وذلك في حال لم يحصل اي إقفال قسري للمطار. تابع: طالما ان المعابر اللبنانية مفتوحة فإنّ اللبناني يستمر بالمجيء الى بلده.
من جهة أخرى، دعا مرواني وسائل الاعلام الى تشجيع السياح او المغتربين للمجيء الى لبنان وليس الاكتفاء بالاضاءة على مشاكلنا، كما نبّه الراغبين بالسفر الى اجراء حجوزاتهم في مكاتب سفريات مرخصة تجنّباً لتعرضهم لعمليات احتيالية.
بيروتي: الحركة محدودة
من جهته، اكد أمين عام إتحاد النقابات السياحية في لبنان جان بيروتي لـ«الجمهورية» ان حركة الحجوزات خلال موسم الاعياد تقتصر على اللبنانيين القادمين بغالبيتهم من دول الخليج او الدول العربية لتمضية فترة الاعياد مع عائلاتهم. لكن عدا ذلك لم تظهر بعد ايّ حركة سياحية عربية مرتبطة بعيد الفطر.
وتابع: القادمون من اللبنانيين لزيارة عائلاتهم لا يخلقون حركة فندقية لأنّ لهؤلاء سكنهم، لذا حركتهم يستفيد منها فقط القطاع المطعمي والسهر، ويشغل جزئياً قطاع تأجير السيارات.
وعن القطاع الفندقي يقول بيروتي: الوضع مُزر، نحن في موت سريري نعاني من قرابة الستة اشهر. ننتظر التغييرات السياسية في المنطقة وأبرزها انتهاء حرب غزة لعلها تنعكس ايجابا على القطاع.
عدد السيّاح يزيد 13.68%
الى ذلك، كشفت إحصاءات وزارة السياحة اللبنانيّة ان عدد السيّاح الوافدين إلى لبنان ارتفع إلى 100،124 سائح خلال شهر كانون الأوّل 2023، مقارنةً مع 58،910 سيّاح في شهر تشرين الثاني و102،690 سائحاً في شهر تشرين الأوّل. على صعيدٍ تراكميّ، بَدا الموسم السياحي في لبنان أكثر حيويّة وديناميكيّة خلال العام 2023 مقارنةً بأرقام العام 2022 حيث زاد عدد السيّاح الوافدين إلى البلاد بنسبة 13.68% سنويّاً إلى 1،666،492 سائحاً خلال العام 2023، مقابِل 1،465،953 في العام 2022. وقد تَصدَّر السيّاح الأوروبيّون لائحة القادمين إلى لبنان، مُشكِّلين ما نسبته 40.77% (679،389 سائحاً) من مجموع الوافدين خلال الفترة المذكورة، تَلاهم الوافدون العرب (429،640 سائحاً يشكلون 25.78%)، والزائرون من القارّة الأميركيّة (339،731 سائحاً يشكلون 20.39%)، والسيّاح الآسيويّون (82،298 سائحاً يشكلون 4.94%).