سنة على ميلاد الوباء.. الصحة العالمية لا تبحث عن مذنبين!
المصدر: العربية.نت – وكالات
أطفأ فيروس كورونا قبل أيام شمعته الأولى، فالوباء الذي اجتاح العام منذ ديسمبر الماضي مخلفاً ملايين الإصابات والوفيات على السواء، فضلاً عن خسائر صحية ونفسية واقتصادية فادحة عالمياً، طوى عامه الأول دون أن يندثر، لا بل أطلق قبل أسبوعبن سلالة جديدة.
أما التحقيق الذي أعلنت عنه قبل أشهر منظمة الصحة العالمية بعد ضغوطات دولية، فلا يزال في مستهله. إذ يتوقع أن يتوجه المحققون الدوليون إلى ووهان الصينية، حيث ظهر الفيروس التاجي لأول مرة، في يناير.
وفي هذا السياق، أفاد عضو في بعثة المنظمة العالمية إلى مدينة ووهان لتحري أسباب نشأة كوفيد-19 لوكالة فرانس برس أن التحقيق يرمي إلى استكشاف كل المسارات ولا يتوخى البحث عن أطراف “مذنبين”.
“اجتماعات مثمرة وجيدة”
وقال فابيان ليندرتز من معهد روبرت كوخ الذي يعد الهيئة المركزية لمكافحة الأمراض في ألمانيا إن “الاجتماعات التي أجريناها حتى الآن مع زملائنا الصينيين كانت مثمرة وجيدة للغاية”.
كما أضاف “انطباعي في هذه اللحظة أن الصينيين ليس فقط في الحكومة بل أيضا على المستوى الشعبي مهتمون للغاية بمعرفة ما الذي حدث”.
10علماء قد يحملون الجواب الشافي
وليندرتز البالغ 48 عاما خبير في الأمراض الحيوانية المنشأ والأمراض المعدية، التي تعبر الحواجز بين الكائنات، وهو من بين عشرة علماء بارزين أوكلت منظمة الصحة العالمية إليهم محاولة معرفة نشأة فيروس كورونا المستجد وكيفية انتقاله من الحيوان إلى الإنسان.
وبعد عام على الكشف عن المجموعة الأولى من المصابين في ووهان، يتوجه فريق العلماء إلى الصين للمرة الأولى في مهمة يتوقع أن تستغرق من خمسة إلى ستة أسابيع، يرافقهم بيتر بن مبارك الخبير في سلامة الغذاء والأمراض الحيوانية في منظمة الصحة العالمية.
ولفت ليندرتز إلى أن “الأمر لا يتعلق بإيجاد دولة مذنبة أو سلطة مذنبة”، مضيفا “هذا يتعلق بفهم ما حدث لتجنب حدوثه مجددا في المستقبل، ولتقليل المخاطر”.
كما أوضح قائلاً: “إن الفيروسات تنتقل من الحيوانات إلى البشر كل عام وفي جميع أنحاء العالم”، مشيرا إلى أنه في حالة فيروس كورونا “كان مجرد سوء حظ أنه كان فيروسا خبيثا”.
“اتبعوا المسار”
إلى ذلك، أضاف “نبدأ في ووهان لأنه هنا تتوافر البيانات الأكثر دقة، ومن هناك نتبع المسارات إلى حيث تقودنا”.
وإذ أقر بأنه “كلما كانت المسارات أحدث، كان ذلك أفضل”، أكد الطبيب البيطري المتمرس أنه حتى بعد مرور عام “لا يزال بالإمكان حصر السيناريو”. ولفت إلى أن كل المسارات تبقى مفتوحة من حيث التحليل العلمي.
وكان عالم أوبئة من منظمة الصحة العالمية قد زار الصين في تموز/يوليو في مهمة استطلاعية لوضع الأسس لتحقيق دولي أوسع.
كما حذر من أنه “لا ينبغي أن نتوقع أنه بعد الزيارة الأولى للصين في كانون الثاني/يناير سيعود الفريق بنتائج نهائية”.
ومع ذلك، يأمل أن يعود الفريق من الصين بـ”خطة صلبة” للمرحلة الثانية من التحقيق، والتي ستنظر في ما هو مطلوب لتحديد كيفية انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان.
مسألة وقت
وأوضح ليندرتز أن “الجزء الأكبر” من العمل، وخصوصا الأساسيات “العملية”، سيقوم به خبراء صينيون.
كما قال إن البعثة الدولية “موجودة هناك لدعمهم” و”لضمان الشفافية لبقية أنحاء العالم”.
يذكر أنه منذ نهاية أكتوبر عقد العلماء العشرة اجتماعات افتراضية منتظمة مع علماء صينيين، يعملون على القضية نفسها.
وفي حين يعتقد العلماء بشكل عام أن الخفافيش كانت النوع المضيف للفيروس، فإن الحيوانات الوسيطة بين الخفافيش والبشر لا تزال مجهولة.
وفي السياق، لفت ليندرتز إلى أن الفريق سيعود “بالزمن إلى الوراء” عبر فحص العينات البشرية المختلفة التي تحتفظ بها السلطات الصينية، ومجموعة الأمصال من المتبرعين بالدم لمعرفة ما إذا كان الناس عرضة للفيروس قبل تسجيل مجموعة الإصابات الأولى في كانون الأول/ديسمبر 2019.
وهناك مقاربة أخرى لتحديد الدور الذي لعبه سوق اللحوم في ووهان، حيث يتم شراء وبيع حيوانات متنوعة وحية.
وقال الخبير في علم الأوبئة للكائنات الدقيقة الشديدة العدوى إنه “متأكد من أننا سنكتشف بطريقة أو بأخرى ما حدث”.
لكنه أضاف أن الإجابة “قد تستغرق بعض الوقت”، بدون تحديد إطار زمني للتحقيق، معرباً عن أمله أن تبقى السياسة “بعيدة قدر الإمكان” من المهمة.