نضال العضايلة
يكفي أن تكون إبداعاً من رحيق الأمل وندى الفجر الجميل، هكذا تظهر بكتاب الإنسان لا الذكور أو النساء، وهكذا تواصل زهرة اللوتس المشكلة من نهري الأردن وبردى، بهاء القول والفعل، تبشر بالربيع الزاحف، بالشارع الممتد حتى السماء، بالإنسان بكل العنوان، تنشد وتردد أحلى نشيد على درب بلوغها لتحقيق حلم طالما راودها، حلم إمرأة ليست عادية، حلم أنثى درست الحياة رغم ما عانته، حلم سيدة من بنات وطن جبلنا على حبه، وهُمنا به شوقا ولهفة.
ريهام عزيز كاتبة وممثلة فلسطينية تحمل الجنسية الأردنية من أم سورية، عاشت مُعظم حياتها بين سوريا و الأردن، مهندسة ديكور، خريجة فنون جميلة ديكور و تصميم داخلي.
بداياتها كانت “بالديكور والتصميم الداخلي” في الأردن لدى ( مطابخ طهبوب ) ثم لدى شركة ( زاهي دروزة و شركاه )، ثم عملت (Art Director) لمدة سنة قبل دخولها عالم التمثيل.
دخلت ريهام عالم التمثيل في العام 2007، وفي رصيدها الفني كممثلة أكثر من 30 مسلسل تلفزيوني منوع ( دراما ، كوميديا ، تاريخي ، بدوي ، بيئة شامية … إلخ )، ولديها 9 أفلام سينمائية طويلة متنوعة ( روائية ، أكشن )، وعدد من الأفلام القصيرة.
عملت عزيز ممثلة بعدة لهجات ولغات ( السورية والمصرية واللبنانية، الفلسطينية، الأردنية واللهجة البدوية، إضافة إلى فيلم باللغة الإيطالية ).
حصلت نجمة التلفزيون اللامعة على أول جوائزها في التمثيل عام 2009 من خلال “لجنة صناعة السينما السورية” عن فيلم (نصف ميلغرام نيكوتين) للمخرج “محمد عبد العزيز”، الفيلم الذي أثار جدلاً واسعاً لجرأته وقدرته على اختراق النمط التقليدي للمجتمع العربي.
لم تكتفي ايقونة التمثيل ريهام عزيز بتلك الجائزة، بل حصلت على جائزة أخرى من مهرجان باري السينمائي في إيطاليا عام 2009 عن دورها في ذات الفيلم كأفضل مُمثلة دور أول.
ومن الجوائز التي حصلت عليها النجمة اللامعة ريهام، جائزة أفضل سيناريو في مهرجان دبي السينمائي عن الفيلم الروائي ظلال النساء المنسيات للمخرج السوري “محمد عبد العزيز، وجائزة أجمل وجه ممثلة سورية شابة لعام 2010 في استفتاء موقع “خبر عاجل” بيروت، وجائزة أفضل ممثلة عن الفيلم القصير “بعد النفس الأخير” في مهرجان مونديال القاهرة 2015، وجائزة أفضل ممثلة دور أول عن فيلم ماورد في مهرجان القاهرة السينمائي 2018، كما حصلت على تكريم “كنجمة أردنية” عن مُجمَل أعمالها العربية الهادفة، سنة 2022، وقد كرمها وزير الإعلام السوري المرحوم “عمران الزعبي” بدمشق 2015.
حصلت جميلة الجميلات ريهام عزيز على لقب “ملكة جمال الأردن” لعام 2015.
وللكتابة والرواية والشعر وجود ابدي في حياتها، فمن_مؤلفاتها ، ديوان شعري بعنوان “صوت الصمت” أصدرتهُ عام 2005 في الأردن ( عمّان )، وديوان آخر بعنوان “بريد الغائب” أُصدِرَ عام 2008 في (بيروت)، والطبعة الثانية في (دمشق) 2009، ولها ديوان ثالث بعنوان “تمرد أنثى” في مرحلة الطباعة، ورواية بعنوان ” لعنة كليوباترا ” قيد الطباعة.
ومن الروايات أيضاً لها رواية بعنوان ” مذكرات ملكة جمال الكون “، ورواية بعنوان ” مملكة حواء “، ومن الكتب لها كتاب بعنوان ” مُجرد تُرهات “، وكتاب بعنوان ” رسائلي إليك “، وكتاب بعنوان ” رحلتي مع الأرق “، ورواية بعنوان ” جثة على قيد الحياة “، ورواية بعنوان ” متاهات الخوف ” سيرة ذاتية، ورواية بعنوان ” الهروب إلى الموت” مجموعة قصص قصيرة.
تعمل ريهام حالياً على نص مسلسل درامي بعنوان ” دُمى الخوف” فكرة و تأليف وسيناريو مع المركز العربي _ الأردن 2022.
ولم تكتفي ريهام بكل هذه الانجازات بل حصلت (مؤخراً) على شهادة في علم النفس ( تخصص مرشدة نفسية وإدارة حالة الأمراض العقلية والنفسية) من الجامعة الأميركية الأردن في مأدبا.
ريهام عملت (سابقاً) في مجال التجميل والليزر والعناية بالبشرة، وهي صاحبة مركز تجميل وسبا “The secret of beauty Spa“ في الصوفية ، شارع الوكالات (عمّان الأردن)من 2009 _ 2011.
ريهام عزيز مثقفة، واعية لما يدور حولها، تمتلك بحراً يوصل المعنى الحقيقي للمرأة الأنثى إلى جزر أخرى بعيدة، تحدت الواقع فأصبحت ثورة تتسلح بلون الذاكرة ورائحتها، ولكنها يوماً لم تبكي، بل هي سيفاً منتصباً يلمع، تكاد جوارحها ترفض الخوض في رحلةٍ أُخرى خلت أن الأرض عقاب.
عرفت ريهام أن النسبية الثقافية أكثر من كونها تواضعًا ولكنها تلك المرأة التي تظهر وكأنها وسيلة لغرس الحب في محيطها، غرست في عائلتها مبادئ رائعة أنست الكثير منهم طبيعة الاختلاف بينهم، وكأن لكل واحداً منهم صوتًا محليّا مُميزًا.
تتراقص حروف وكلمات ريهام عزيز متناغمة بسيمفونية اردنية سورية لبنانية مشتركة عن امرأة، تحمل بداخلها ذكريات لا تفارقها تشعر برغبة تطيح بكل رذاذ الحياة، فهي لا تخجل من مراقصة الخيوط الملونة التي سارعت منذ زمن بالتعريف عنها ولكنها حالة ماسة لديها لأن تكون كما يحلو لرائحة الجمال إن تكون.
حياتها ليست نرجسية، وإنما هي ترانيم واعدة بغد مشرق وفضاء واسع لفراشة مشتاقة حيرى بواقع متزامن مع عبق الياسمين الذي يسمونه هناك ريهام عزيز.
لا أدري يا ريهام هل اوفيتك حقك، ام انك تحتاجين لمجلدات لتحكي عنك، وتقص حياتك للأجيال القادمة، باعتقادي ان الزهرة التي ترويها الذكريات لن تنساك برائحتها الجميلة، ذلك أن تلك الزهرة تنهل رائحتها من رائحتك التي فاضت بورودها المطرة.