ريفي في مؤتمر “من أجل المعتقلين من اهالي عين الرمانة”: نواجه احتلالا إيرانيا بلباس لبناني

Share to:

المركزية

 تضامناً مع موقوفي عين الرمّانة نظّمت “الجبهة السياديّة من أجل لبنان” مؤتمراً تحت عنوان التضامن مع المعتقلين من أهالي عين الرمّانة، حيث سلّطت الضوء على كافة الجوانب القانونية والسياسية لهذا الملف بحضور ومشاركة شخصيات سياسية وقانونية معنية، وذلك في الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم، في مقرّ الجبهة في البيت المركزي لحزب الوطنيين الاحرار في السوديكو.

تكلّم في المؤتمر رئيس حزب الوطنيّين الاحرار كميل دوري شمعون، وكل من اللواء أشرف ريفي ووائل خير وانطوان مسرّة. كما كانت كلمة لأهالي موقوفي عين الرمانة. وشدّدت الكلمات على ضرورة إطلاق الموقوفين ظلماً بدون محاكمات ولا اتهامات مطالبين القضاء بالسهر على حسن سير العدالة متوقفين عند مسألة سببية وجود المحكمة العسكرية وحاجتها في ظلّ وجود نظام قضائي يرعى حقوق وواجبات الفرد والجماعة.

وأكد المجتمعون في البيان الختامي “أن إستمرار إعتقال الشباب من اهالي عين الرمانة الذين كانوا في بيوتهم ومحلاتهم بشكل تعسفي والذين تعرّضوا لغزوة لا يقبلها دين ولا شرع وقانون حيث تحول المعتدي الغازي الى ضحية والمعتدى عليه الى مجرم زُجّ به في أقبية السجون لمجرد أنه منع هتك عرضه والدوس على كرامته وهو جُلّ ما فعله أنه دافع عن بيته وأهله فماذا لو انقلبت الأدوار هل كان الغُزاة المهاجمين ليقبلوا أن يتعرضوا لما تعرّض له أهل عين الرمانة الجواب برسم الشعب اللبناني.. تضامن الجبهة السيادة من أجل لبنان ليس مع عين الرمانة فحسب بل هو موقف وطني مع كل مواطن اينما وجد في حال تعرّضه لهكذا ظلم أن نقف معه والى جانبه”.

أضاف البيان: “كان واضحًا أن الغُزاة أرادوا تكرار حادثة بوسطة عين الرمانة التعيسة الذكر لكنهم نسوا اننا نعيش في عصر وسائل التواصل الاجتماعي فظهر بالصوت والصورة مئات المسلحين وهم يطلقون النار عشوائيا وهمجيا على الآمنين المدنيين وأن ننسى لا ننسى مشهد ترويع الأطفال والتلاميذ في مدرسة الفرير وكل ذلك على مرأى من العناصر الامنية والعسكرية الشرعية”.

وتابع: “أيتها اللبنانيات.. أيها اللبنانيون.. إن أي قبول بشتاء وصيف على سقف واحد.. إن أي رضوخ لمنطق الاستقواء والاستعلاء والاستهزاء سنرفضه كما عبّر عنه أهلنا في عين الرمانة فلا وجود لمواطن درجة اولى من رتبة مقاومة وآخر من درجة ادنى رتبة ووصمه بالعمالة والتخوين. إن محاولات الإقصاء والتنمر لم يعد واردا في قاموس اللبنانيين مهما كانت إنتماءاتهم وليعلم هؤلاء الإنقلابيين غير المنضبطين وغير المنضوين تحت مظلة الدستور والقانون والشرعية اللبنانية أنه قد طفح الكيل لذا نسديهم النصح ألآ  فاعتدلوا وتعقلّوا “وخدونا يحلمكم شوي”..

وختم: “لبنان لجميع أبناءه بالعدل والمساواة تحت سقف القانون وما يسري على هذا يسري على ذاك.. تطالب الجبهة بالحرية للمظلومين وبضرورة إطلاق سراح جميع معتقلي عين الرمانة.. عين الرمانة قلعة الصمود والشموخ والكرامة”.

ريفي: وكانت كلمة للواء أشرف ريفي، جاء فيها: “يسعدني أن أقف اليوم متضامناً مع أهلنا في عين الرمانة ومناصراً لهم في قضيتهم المحقة في دفاعهم عن الأرض والعرض والوجود والكرامة. 

في مؤتمرنا هذا، نحن نقف الى جانب عين الرمانة وأهلها في موقفهم البطولي دفاعاً عن أنفسهم وعن أنفسنا، عن أولادهم وعن أولادنا، عن هويتهم وعن هويتنا، فالتحية اليوم الى أهل عين الرمانة الذين دافعوا عن الوطن وعن العيش المشترك، عن الكرامة وعن الوجود. 

لقد كان رد الإعتداء البربري الميلشياوي من قِبل أهالي فرن الشباك – عين الرمانة بإسم كل لبناني تعرّض لإستباحة دولته وكرامته وأمنه من بيروت الى الشويفات الى الجبل الى طرابلس وعكار في غزوة 7 أيار 2008 المشؤومة، على خلدة وشويّا والطيونة مؤخراً. 

في متابعةٍ لسلوك محور الشر في لبنان والمنطقة، نجد نسخاً مما يفعله “حزب الله” عميل إيران في لبنان، نجد نسخاً عنه في العراق مع الحشد الشعبي وفي اليمن مع الحوثيين، وفي سوريا أيضاً، إنه الإستكبار بعينه والإعتداء بعينه. 

لقد خبِرنا أفعال هذه الفصائل التي لم تتورع عن ارتكاب أفعالها المدانة من مجازر وتفجيرات واغتيالات وكمائن وغزوات واحتلال لساحات ومناطق وبلدات”. 

أضاف: “التحية لأبناء عين الرمانة الذين رفضوا امتهان كرامتهم، ومارسوا حق الدفاع عن النفس، بوجه هجومٍ ميليشياوي مخطَّط له، والتحية الى الجيش اللبناني وقائده، الذي أجهض فخاً كبيرا نُصب بعناية للسلم الأهلي، وللمؤسسة العسكرية على السواء. 

إن تمادي الغطرسة التي يمارسها الفصيل المسلح، باتت تتطلب مقاومةً حقيقية، تمر بالمواقف الوطنية، والمطالبة الحقيقية بنزع كل سلاح غير شرعي، وتمر بتضامن السياديين ولا تتوقف عند خوض المحطات الوطنية متضامنين ثابتين على قناعتنا بضرورة تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني. 

فما نواجهه إحتلالٌ إيراني موصوف، وهو احتلال إيراني بلباس لبناني، سلاحه الترهيب والسيطرة والإخضاع، ولهذا ندعو لمواجهته باعتباره الخطر الأكبر على لبنان وهويته العربية، وفرادَته وتعدده وتميزه وعيشه المشترك. 

مقاومة الإحتلال الإيراني هي العنوان الأساسي، الذي منه نواجه نتائج الإحتلال وأدواته. 

فهذا الإحتلال احتَمت به منظومة الفساد، لدرجة التفاقم الى أن وصل لبنان إلى الإنهيار. 

هذا الإحتلال رفع الإصبع ورفع السلاح، بوجه اللبنانيين ورتّب الصفقات كي يحمي منظومته ويحتمي بها، فإذا به ينتج أكبر معادلة مدمرة في تاريخ لبنان، وهي معادلة “تحالف السلاح والفساد”. 

هذا الإحتلال هو المسبِّب الأساسي لانهيار لبنان، والرد عليه يكون برفع مستوى المواجهة معه مباشرة، فالتلهّي بمواجهة أدواته، من الإنتهازيين أو الواقعيين المزيفين، تعني ضياع البوصلة، وتجهيل الجاني الحقيقي. 

اليوم، ومن بيت الأحرار ومن مقر الجبهة السيادية من أجل لبنان، أدعو إلى توحّد كل القوى السيادية والى رمي الحسابات الآنية جانباً، ففي المقاومة من أجل تحرير لبنان، تسقط الإعتبارات الصغيرة أمام ضرورة التوحد في مواجهة الخطر الأكبر المدمِّر للوطن ولعيشنا المشترك. 

الإنهيار الكبير لا ينتظر، تدمير علاقاتنا العربية والدولية لا تحتمل التأخير، الضربات القاسية التي يتلقاها النموذج اللبناني على يد الإحتلال الإيراني لا تحتمل التأخير أيضاً”. 

وأردف: “يا أهلنا في عين الرمانة، ما تعرّضتم له نعرف أسبابه، “كاد المريبُ أن يقول خذوني”، عام 2005 يوم تقدمنا بالتحقيقات في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، تعرضنا في قوى الأمن الداخلي لحملةٍ مشابهة لما يتعرض له اليوم القاضي طارق بيطار الذي نحييه ونشد على أياديه، يومها إتُّهمنا بالإستنسابية والتحيز وبالإستهداف واللاموضوعية، واليوم يتعرض القاضي الشجاع طارق بيطار لنفس الإفتراءات والإتهامات، قبله بدأت التحقيقات مع المحقق العدلي القاضي فادي صوان وتمّت إزاحته لأسباب واهية، واليوم نشهد سيلاً من الدعاوى القضائية لعرقلة عمله بشكلٍ لم يسبق للقضاء اللبناني أن شهِد مثيلاً له. 

وكذلك شهدنا تهديدات وقحة مباشرة من قِبل بعض مسؤولي “حزب الله”، وأكرر “كاد المريبُ أن يقول خذوني”، فالبريء يترك مسار العدالة حراً ويساعد في تقدمه إذا تمكن ومن يعمل على عرقلة العدالة يشير الى نفسه ويرفع من الشكوك حول دوره. 

“حزب الله” وفي محاولته لعرقلة التحقيقات في جريمة العصر، جريمة المرفأ وهي جريمة ضد الإنسانية وجريمة إبادة جماعية، لم يتورّع عن تنظيم الهجوم على عين الرمانة، مستبيحاً أمنها وسكينتها واستقرارها، لنسف التحقيقات ولفبركة ملف قضائي على عادته للتخلص من أخصامه والمناوئين له. 

أهلنا في عين الرمانة، إن ما تعرضتم له تعرض لما يشبهه أهلنا من العشائر العربية في خلدة، قتلوا طفلاً بريئا أعزل بدمٍ بارد ورفضوا أن يسلموا القاتل وأمّنوا الحماية له، الى أن اضطُرّ شقيق المغدور وعلى عادة العشائر الى الأخذ بالثأر، فكان أن تعمد “حزب الله” أن يرسل مواكب مسلحة، كما أرسلها الى مناطقكم للإنتقام من أهل خلدة، والمهاجم لمنطقة خلدة الآمنة هو “حزب الله”. 

أُوقِف اكثر من عشرين شاباً من شباب خلدة دون أن يوقف أي شخص مسلح من مليشيا “حزب الله” كما حصل معكم، رغم أنكم كنتم في حالة دفاع مشروع عن النفس، عن الأرض، عن العرض، عن الوجود، حزب الله هو الذي وبكل أسف قدّم للمحكمة العسكرية لوائح إسمية بالذين أُوقفوا من اهل خلدة ومن أهلكم، وعناصره المليشياوية لم تتجرأ المحكمة العسكرية أن تستدعي واحداً منهم”. 

وقال ريفي: “أهلنا في خلدة، أهلنا في عين الرمانة، مصلحتنا أن نتضامن في موقفٍ وطني واحد للدفاع عن الموقوفين في هذين الإعتداءين، ونحن على تنسيق مع فريق المحامين في القضيتين لنكون صوتاً واحداً في وجه الإفتراء والعدالة العرجاء. 

لقد ولّى زمن السكوت على استهداف الشرفاء والأحرار الذين يدافعون عن وجودهم وعن وجودنا، ولن نقبل إلا بإطلاق كافة الموقوفين أو المساواة في المحاسبة، فلا يجوز أن يكون هناك صيف وشتاء تحت سقفٍ واحد، أو أن يكون هناك تمييز بين لبناني وآخر، ولن يكون هناك تعهد بالإلتزام بأي شرط إذا لم يكن هناك مساواة في المعاملة. 

موقوف من هنا يقابله موقوف من هناك، ومن ثأر لشقيقه سنطالب بإخلاء سبيله أو بإطلاقه من خلال عفو خاص بعد الحكم، فالمسبب للجريمة هو “حزب الله” وهو الذي يجب أن يحاكَم إنطلاقاً من قيادته الى عناصره المسلحة”. 

وتابع: “يا أهالي عين الرمانة الشجعان، يا أهالي خلدة الشجعان، أنتم كما أغلبية اللبنانيين أهل كرامة وعنفوان، دفاعكم عن أنفسكم وعن منطقتكم كان محقاً وقد أوصلتم الرسالة الى المعتدين أن زمن إستباحة الأعراض والكرامات قد انتهى، لقد دافعتم عن كرامتكم ودافعتم عن كرامتنا وأسّستم بصمودكم في مواجهة إعتداء “حزب الله” للأمل في قيامة لبنان العدالة والمساواة. 

فلا وطن دون عدالة ودون مساواة، فالسلاح اداة تدمير وأداة تخريب للعيش الوطني، نحن لا نؤمن إلا بسلاح الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية اللبنانية”. 

وختم ريفي: “إنني أكرر تحياتي لأهل عين الرمانة الأبطال ولأهل خلدة الأبطال ولأهل شويّا الأبطال، حاول “حزب الله” الإعتداء عليكم وعزلكم فعزل نفسه، لبنان وطن تعددي لا يمكن لأي مكوّن مهما بلغ شأنه الإقليمي والتسلحي أن يجبر الآخرين على الخضوع لمشروعه، قد يسود لفترة محددة ولكن لا يمكن أن يسود الى الأبد، فصخور نهر الكلب شاهد على مصير الإحتلالات التي تعرّض لها الوطن الحبيب على مر التاريخ. 

لقد شيطن “حزب الله” كافة المكوّنات اللبنانية التي لا تواليه، فالسنَّة بالنسبة اليه متشددون متطرفون، والمسيحييون عملاء ، والشيعة الأحرار شيعة السفارات، نحن وطنييون لبنانييون شاء من شاء وأبى من أبى، وسنبقى كذلك ورهاننا على الدولة اللبنانية متحررة من الفاسدين والمنبطحين. 

المجد لكم أيها الأبطال، نحن إٍلى جانبكم مسلمين ومسيحيين وإلى اللقاء وإياكم في وطنٍ تعددي حضاري مزدهر يعمل للحق والحياة، ولا يرمي أبناءه الى التهلكة والموت”. 

يذكر أنه وفي نهاية المؤتمر، عرض اللواء على المجتمعين أن يتم عقد مؤتمر آخر يتناول قضية المعتقلين من شباب خلدة.

Exit mobile version