رولا طاهر: رائدة في التأثير في الحياة العامة، قادرة على صناعة المستحيل

Share to:

نضال العضايلة

جميلة، هادئة، واثقة، قوية بما يكفي لأن تستمر ولو لوحدها، لم يكن يعنيني في الأمر تنمية صداقة شخصية معها بقدر ما كانت العلاقة بهدف إلقاء الضوء على منجزات ناشطة ومؤثرة، وجدتها رقيقة وشفافة وعملية للدرجة التي أحبها الناس في شخصية المرأة، فكانت عنوان حضاري في مجتمع متنوع الثقافات.

عندما يتعلق الأمر بالابداع، والتأثير في الحياة العامة، وعندما تكون الريادة دائما هدفاً يسمو على كل شيء في الحياة، وعندما يكون هناك نساء قادرات على صناعة المستحيل، دائما يقفز إسم رولا طاهر للواجهة، هذا الإسم الذي يحمل في ثناياه، الكثير من الأشياء التي لا يمكن تجاوزها.

رولا، شعلة تشع بريقا، وسماء مشرقة للجميع، شخصية راقية رزينة، لا تعرف في الحياة قيود، لامعة شامخة حكيمة، تركيبة من مؤثرات الزمان وصاحبة رحلة كفاح في كل مكان.

رولا حاضرة في حياة الوجدان الإنساني حضوراً بهياً، فأجمل ما توصف به، وأول ما تتفتح عليه قدراتها إنها تحمل صفات الفتاة العربية ذات الحضور الخلاب، بل انها لا تكاد تغيب عن غرض فكري أو إنساني، فهي حاضرة حتى في أعنف أغراض الحياة وأشدها وعورة وأبعدها عن “العواطف الناعمة”.

هي ذلك المخلوق الجميل الذي ينساب إلى هذا المشهد ليضيف إليه جرعة جمال وعاطفة عجيبة، تقلب الصورة رأسا على عقب، فهي النعومة التي ترفع منسوب الشراسة، وهي الجمال الذي يضاعف من بشاعة المشهد.
كتلة وفاء تستوجب المدح ثم المدح ثم المدح، وذروة هذا المدح وسنامه إيفاؤها حقها، وأبراز دورها على الساحة العامة، وهي قصيدة شعر تستحق إن تكتب بحروف من أمل.

امتلكت رولا وباقتدار كل مقومات النجاح، وعملت من اجل مجتمع ينبض بالحياه وليس من أجل شهرة أو مال فشكلت نقطة تحول في كل مكان وزمان وغادرت اللحظات الأولى من حياتها لتحل في مستهل الوطن والتاريخ.

مهندسة صناعية، في نهاية العقد الثاني من عمرها، لكنها تتقد حماساً ولديها كاريزما خاصة، عندما تقرأ لها تحس أنك تبحر في مجالات لا تقل ابداعاً عن كبار الكتاب، ففي ما تكتبه دائماً ما يبعث على الفخر وإلاعتزاز.

لا شك بأن رولا طاهر التي عرفت بمعالجتها للقضايا الجدلية في مجتمع مغلق بعض الشيء، استطاعت بعد عمل دؤوب وبجدارة ان تضع لها قدما في عالم السوشيال ميديا، لا بل فهي نقطة مضيئة في سماء الابداع والتميز الذي جعل منها علامة مسجلة.

ان المجتمع الذي يقمع المرأة ويريد لها أن تبقى حبيسة المنزل للطبخ والغسيل والاهتمام بالزوج والعائلة لا يمت لواقع رولا بصلة، لذلك فهي تعي تماماً ان المجتمع الذي فرض على المرأة ان تكون حبيسة المنزل قد حبس نفسه في بوتقه لا خروج منها ابدآ.

يخيل لكل قارئ افكار أن رولا مجرد أنثى، إلا أن من يقرأ التفاصيل يدرك أن هذه الأنثى يمكنها صناعة المستحيل، نعم هي التي تشعرك للحظة الأولى أنك تملك قلبين، هواها يا سادة شرقي وغربي، نبضها يا ساده لا حدود له، هي التي ملكت تفاصيل التوحد، رائعه من روائع الزمن الجميل.

Exit mobile version