Share to: 
هو كتاب يتضمن سير ذاتية لكل الضحايا الذين قضوا في انفجار مرفأ بيروت وعددهم 214 ضحية، فريق من الصحافيين عمل على قصص الضحايا، وكل القصص فيها من الوجع الذي لن ينسى، ومن هنا جاء كتاب “رماد حي” الذي نظمته مبادرة العدالة الاجتماعية والاقتصادية “معا”
لتوثيق السير الذاتية لكل الضحايا الذين قضوا في انفجار مرفأ بيروت. عن هذا الموضوع تحدثنا الى السيد احمد مروة صاحب المبادرة ورئيس جمعية “معا” وفي سؤالي عن أهمية الكتاب بحيث ان الكتب عادة تكون أداة لحفظ التاريخ او معلومات في جوانب مختلفة من الحياة قد تختص في العلوم واللغة والفلسفة، ولكن في قضية الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت ما هو جوهر الكتاب؟
يقول السيد احمد مروة “رماد حي” هو كتاب لتوثيق قصص كل الضحايا الذين قضوا في انفجار مرفأ بيروت ،وهو نقل وجع الانسان الحقيقي لما حصل، وهؤلاء الضحايا ليسوا مجرد رقم يتداول في وسائل الاعلام،هذا الكتاب يتضمن قصصا لأناس كان لديهم حياة ولديهم اشخاصا متكلون عليهم في الحياة وفي لحظة فقدناهم، ويضيف السيد احمد انا اضع هذا الكتاب في تصنيف آخر وهو ما نسميه من “مواقع الضمير والذاكرة” حيث يوجد دائما تأنيب للضمير ،وهذا الكتاب سيبقى موجودا في ضمير كل انسان ليقول لنا من خسرنا وماذا خسرنا وهو ذاكرة دائمة ، وما حدث في مرفأ بيروت هو اكبر بكثير من ان ينسى او يتلف من ذاكرتنا.
اما عن المحفز الذي اخرج “رماد حي ” وما إذا كان هذا الكتاب سيثلج قلوب ذوي ضحايا انفجار مرفأ بيروت؟
يقول السيد احمد مروة “رماد حي” هو محاولة لجعل الأهالي يشعرون انهم ليسوا لوحدهم وان ضحاياهم ذكروا بأحسن طريقة، والناس سوف تتذكرهم بأحسن طريقة.
اما لماذا قررنا ان نقوم بكتابة كتاب لضحايا انفجار مرفأ بيروت؟
يقول السيد احمد للصراحة في هكذا بلد الانسان فيه ليس محترما ومقدرا وأيضا مع تجارب الحرب الاهلية، إذا لم نبدأ من اليوم الأول لكي نحافظ على الذاكرة الجماعية فنساهم بشكل او بآخر بانتهاء هذه الذاكرة من عقول اللبنانيين وقلوبهم وقضاياهم اليومية.
وعما إذا كان هذا الكتاب مصدرا للتعاطف وجمع التأييد لأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت؟
يقول السيد احمد مروة، هذا الكتاب هو محاولة لجعل الأهالي يشعرون ان ابناؤهم مقدرون بهذا الشكل الإنساني الكبير وهو وسيلة للحصول على أكبر قدر ممكن من الدعم للأهالي ولمصابهم الكبير ولقضيتهم وحقهم في معرفة ما الذي حدث، وبطبيعة الحال في ان يتحاسب كل شخص مسؤول عن هذه الجريمة، ويضيف السيد احمد ولان الضحايا ليسوا فقط لبنانيين فهناك جزء من الضحايا أجانب، لذا فقد تم وضع الكتاب باللغتين العربية والإنكليزية لنساهم في انتشاره وايصاله لأكبر قدر ممكن من الناس.
اما عن اكثر القصص التي اثرت فيه؟ يقول السيد احمد من اكثر القصص التي اثرت بي قصة شاب من “بيت الصمد” يعمل هو ووالدته في موقف للسيارات في الاشرفية وهذا الشاب هو اصم وابكم وقع عليه بيت فلو كان يستطيع النطق لربما استنجد صراخا بأحدهم الا ان القدر كان اقوى وقصة “آرام ديرسركسيان” الرجل الذي بقي في براد المستشفى لأكثر من سبعة اشهر ولم يفكر احد ان هذا الانسان يجب ان يكرم ويدفن، ويضيف السيد احمد مروة ما يجمع بين كل القصص هو هذه الحقيقة المرة وكيف القدر لعب دورا في اختيار هؤلاء الناس فمعظم الضحايا كانوا في هذا اليوم على غير المعتاد فاختارهم القدر لهذا المصاب القاسي.
“رماد حي” ومشاريع أخرى بصدد البدء بها: يقول السيد احمد مروة نحن بدأنا بكتابة قصص عن كل ضحايا انفجار المرفأ وسيكون هناك مشاريع أخرى وسنبدأ بتوثيق شهادات حية للذين أصيبوا بإعاقات دائمة.
“رماد حي” هل سينصف أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت؟
يقول السيد احمد مروة لا شيء ينصف أهالي الضحايا سوى الحقيقة والعدالة والتعويض المادي والمعنوي وحتى الحقيقة والتعويض غير كافيين وانما تنصف الضحايا، والكتاب هو وقفة احترام وشكر للأهالي أكثر من أي شيء آخر.
بقلم ندي عبدالرزاق
