لم يكن اللقاء بين هيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة امس عادياً من حيث التوقيت والشكل.
فقد اختار هيل ان يتناول طعام الغداء إلى مائدة سلامة في منزل الأخير في كسروان، ترافقه السفيرة الأميركية دوروثي شيا.
واعتبرت مصادر مطلعة عبر “الجمهورية” انّ هيل ما كان ليقوم بهذه الخطوة لو لم تكن الادارة الاميركية راغبة في توجيه رسالة واضحة الى من يعنيهم الامر مفادها انها لا تزال تعتبر رياض سلامة الركن الاساسي في الهيكلية المالية، وانها لا تتوافق مع الاصوات التي تحاول ان تحمّل حاكم المركزي مسؤولية الانهيار. كما انّ سلامة تلقى من خلال هذا اللقاء جرعة دعم في معركته الحالية لمنع المس بالاحتياطي الالزامي في مصرف لبنان، في حين ان السلطة التنفيذية، ولو كانت في وضع تصريف الاعمال، ترغب في مواصلة الدعم بصرف النظر عن مصير هذا الاحتياطي.
واعتبرت المصادر نفسها ان التعاطي الرسمي الداخلي مع سلامة لا بد ان يأخذ من الآن فصاعدا الموقف الأميركي في الحسبان، وسيكون صعباً استمرار محاولة تحويل الرجل الى كبش فداء لحماية المسؤولين الحقيقيين عن الانهيار.