المركزية – تصادف غداً الذكرى السنوية الثانية لثورة 17 تشرين الأول 2019، وفي مناسبة إحيائها تنظّم مجموعات من الثوار أكثر من تجمّع ومسيرة إلى ساحة الشهداء – الموقع المركزي للتحركات. إلا أن بعض المعلومات اشار الى مطالبة الجيش الثوار بإلغائها، على اعتبار أن “مش وقتا”، كون الأجواء الأمنية لا تزال متوترة بعد ثلاثة أيام على اشتباكات الطيونة المسلّحة. فما مدى دقة هذه المعطيات؟
العميد الركن المتقاعد جورج نادر نفى لـ “المركزية” صحّة هذا الطلب، مدرجاً الأخبار المشابهة في خانة “الإشاعات لعرقلة التجمعات وتراجع من ينوي المشاركة”، ومؤكداً أن “أكثر من تجمّع سيقام غداً، منها من سينطلق من أمام الـ Forum وستنفّذ وقفة أيضاً أمام تمثال المغترب وغيرها من الدعوات، على أن تتقاطع كلّها في ساحة الشهداء”.
وعن التوقعات حول العدد الممكن أن يشارك، اعتبر أن “الحشد ليس أمراً ضروريا، خصوصاً في ظلّ ارتفاع أسعار المحروقات ما يصعب تحرّك المواطنين لا سيما في المناطق البعيدة”.
وعن تساؤل البعض حول ما حققته الثورة خلال سنتين خصوصاً أن الوضع في لبنان يتهاوى إلى الأسوأ، لفت نادر إلى أن “من يقول هكذا إما يكون من عملاء السلطة أو متخاذلا. الثورة تسير إلى الأمام لا العكس. هي أسقطت حكومات ومنعت تسليم حقائبها للمتحزبين، وأيقظت اللبنانيين وخلقت جيلاً جديداً واعياً بدل الطائفي والمناطقي. الثورة فازت في الجامعات والنقابات. الثورة باتت تشكل رقيباً دائماً على المنظومة الحاكمة التي لم تعد تتجرّأ على الدخول في أي ملف فاسد وإلا فضحتها، حتى أنها منعت السياسيين من الخروج من منازلهم… وبعد أن تقدمت أشواطاً كبيرة، الثورة مستمرة لا سيما في الانتخابات النيابية”.
وفي ما خصّ مظاهر العنف التي شهدتها الطيونة الناتجة عن حمل الجيل الجديد للسلاح والتصويب على من يفترض أن يكونوا إخوانهم في الوطن، علقّ نادر بالقول “هؤلاء مغرّر بهم من قبل قياداتهم ويستهدفونهم طائفياً ومذهبياً لشدّ العصب وكسب الانتخابات، حيث أن قواعد الأحزاب الطائفية على اختلافها، المسلحة وغير المسلحة، تهترئ وما من وسيلة في حوزتها لاستعادتها إلا بواسطة شدّ العصب الطائفي مهما كانت الكلفة. فالمهم بقاء الزعيم وطائفته مجموعة من حوله”.
اما بالنسبة إلى بيان ممثل أهالي شهداء تفجير 4 آب ابراهيم حطيط، فأشار نادر إلى أن “الظاهر من خلال فيديو تلاوة البيان أنه مهدّد، فحطيط لا يبدّل موقفه بين يوم وآخر. وجمعية أهالي الشهداء أكدت اليوم على كلامها السابق الداعم للمحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار وأن كلام حطيط إن صدر تحت الضغط فلا يمثله ولا يمثل أهالي الشهداء”، مضيفاً “أداة القمع في مناطق نفوذ الثنائي الشيعي معروفة، ومن يتنفس ضدهم يُقتل أو يُخوّن أو يُطرد أو يصبح عميلا إسرائيليا أو عميل سفارات…”.
وشدد نادر على أن “ضغوطا تمارس على رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبّود لتنحية البيطار بالطريقة القانونية. إذ بعد فشل المحاولات الأخرى من القانونية والصراخ في مجلس الوزراء والتهديد بالإصبع الأيمن وما حصل في الطيونة وأدى إلى سقوط ضحايا، لم يعد من سبيل سوى الضغط على عبّود ونقول له لا ترضخ سوى لضميرك وللقانون و”كلنا معك”.