في وقت بدأ العالم يتغيّر ويتحوّل من مناصرة اليهود على أساس انهم شعب مقهور ومظلوم ويريد استرجاع أرضه التي استولى عليها الفلسطينيون تاريخياً الى شعب متهوّر يؤمن بالعنف وقهر الشعوب.
وفي وقت بدأت أنظار العالم تراقب وترى المجازر التي يرتكبها الجيش الصهيوني بحق أطفال ونساء وكهول أهل فلسطين، حيث بلغ عدد الضحايا أكثر من 35 ألف قتيل، معظمهم أطفال ونساء وشيوخ، وإصابة 80 ألف فلسطيني من الشعب المظلوم منها إصابات تسببت بعاهات دائمة.
في هذا الوقت، وبينما أبطال «طوفان الأقصى» لا يزالون يقاومون الجيش الاسرائيلي الذي لا يُقهر منذ 7 أشهر، وتحديداً منذ 192 يوماً، والأعظم انه بالرغم من تدمير 70 الى %80 من بيوت وكنائس وجامعات ومساجد وأبراج ومؤسّسات رسمية وغير رسمية ومدارس.. كل هذا وإسرائيل تعجز أن تعرف أين هم المخطوفون الـ130 المأسورين لدى أبطال «طوفان الأقصى»، وأين القائد العظيم يحيى السنوار؟ وأين القائد العظيم أيضاً محمد الضيف؟ اللذين لم يتحدثا الى محطات التلفزة، وأين القائد اسماعيل هنية الذي قُتل أبناؤه وأحفاده فلم ينبس بكلمة تماماً كما فعل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد عند استشهاد ولده، هؤلاء لم يتوعّدوا ولم يهددوا أحداً، لأنّ مطالبهم واضحة جداً وتُختصر بـ:
-1 الافراج عن كل السجناء الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية.
-2 الانسحاب الكامل للجيش الاسرائيلي من غزّة.
-3 إجراء انتخابات في غزّة كي يختار شعبها من يريد أن يحكمه.
-4 وهي النقطة الأهم: إقامة الدولة الفلسطينية على تراب فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
في هذا الوقت بالذات، وبينما إسرائيل والشعب الاسرائيلي يطالب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الغارق في بحر من الاجرام والدماء الفلسطينية بالاستقالة ومغادرة الحكم.
في هذا الوقت بالذات، أقدم خامنئي على عملية عسكرية مُعلنة بإرسال 300 طائرة بدون طيار، أي ما يُسمّى بـDrone وإطلاق 300 صاروخ عابرة لمسافة 1000 كيلومتر.
العجيب الغريب ان ألف-باء علم الحروب يُحتّم أن يكون الاعلان عن موعد بداية أي حرب سرّياً، وهذا بحد ذاته يعتبر %70 من نجاح أي عملية عسكرية…
بينما صاحبنا الخامنئي أعلن تفاصيل العملية بدقائقها.. والأنكى أنّ صاروخاً واحداً لم يُصب أي جندي إسرائيلي، بل أصاب القصف في النقب طفلة بجروح.
والسؤال الكبير هو: القائد قاسم سليماني قتل منذ 4 سنوات ونيّف، ومنذ ذلك الحين وخامنئي يهدّد ويتوعّد بأنه سوف ينتقم من إسرائيل لأنها قتلت سليماني، كما يهدّد أميركا أيضاً، لأنّ عملية القتل كما نعلم تمّت بصواريخ موجودة في مطار بغداد.. ولكن كبسة الزر جاءت من فتاة عمرها 20 سنة كانت تلهو بالكومبيوتر فشاهدت اللواء قاسم سليماني ومعه أبو مهدي المهندس نائب قائد الميليشيات الشيعية (الحشد الشعبي).
نعود الى السؤال الأهم: من هو أهم: اللواء قاسم سليماني أم محمد رضا زاهدي الذي قتل في دمشق مع سبعة من قادة الحرس الثوري الايراني؟
طبعاً بدون أي كلام اللواء قاسم سليماني هو الأهم. لذلك لا بدّ من التساؤل حول العملية التي قامت بها إيران ضد إسرائيل.. هل هي عملية إنقاذ لإسرائيل، والأهم إنقاذ لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو؟
وهذا تأكيد ثانٍ بأنّ النظام الايراني هو نظام من صناعة أميركا، ويعمل حسب المصالح الاميركية. أما ادعاؤه بتحرير القدس ومساعدة الفلسطينيين والعرب لاسترجاع القدس، فهو كلام باطل وكذب على الشعوب العربية التي تصدّق أنّ «نظام الملالي» يريد مصلحة العرب… خصوصاً ان اليهود في قلب إيران هم أبناء أهم طائفة ويتمتعون بامتيازات كبيرة، وهناك 60 مليار دولار استثمارات إسرائيلية في طهران…