في رسالة شفوية وجهها إلى الشعب اللبناني، صرح المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قائلاً: “نحن لا نفترق عنكم. نحن معكم، نشارككم الآلام والمعاناة. ألمكم هو ألمنا، ومعاناتكم هي معاناتنا، ونحن لا نعتبر أنفسنا بعيدين عنكم.”هذه الكلمات تثير تساؤلات عدة حول المواقف الإيرانية.
قد يُنظر إليها كمقبولة إذا كانت إيران دولة تحترم سيادة لبنان، ولكن في الواقع، تدعم إيران ميليشيا غير شرعية على حساب الدولة اللبنانية، وتخوض حربًا مع إسرائيل تحت ستار دعم غزة. في الوقت نفسه، تسعى إلى تحقيق مصالحها عبر لبنان، مستخدمة إياه كورقة ضغط في ملفها النووي مع الولايات المتحدة، وتسعى لتوسيع نفوذها في المنطقة من خلال السيطرة على دول مثل سوريا والعراق واليمن.
الميليشيا التي تدعمها إيران، سواء بالمال أو السلاح، قد تضررت بشكل كبير بعد ضربات إسرائيلية استهدفت معاقلها، وتحولت إلى مجرد أطلال. ومع ذلك، لا تزال إيران تدعي مشاركتها في آلام لبنان، رغم أن تلك الميليشيا كانت السبب الرئيسي في إشعال حرب كان من الممكن تجنبها، لو التزم لبنان بسيادة الدولة وقرارات المجتمع الدولي. فمطلب تنفيذ القرار 1701 الذي طالبت به قوى المعارضة لعقد أكثر من عقد ونصف كان من الممكن أن يشكل الحل المثالي، ولكن بعد هذه السنوات الطويلة، أصبح مطلب تطبيقه من قبيل الضرورة الملحة لتجاوز أزمة لبنان.
لذلك، يعلم الجميع أن يران تستغل نصف الشعب اللبناني الذي يتبنى عقيدتها، وتواصل ترسيخ نفوذها من خلال حزب الله الذي يمثل مصالحها في مفاوضاتها مع إسرائيل، بينما أي رئيس لبناني سيادي سيسعى للتفاوض باسم الشعب اللبناني بأسره.
يذكر ،أن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع استقبل اليوم في معراب كتلة “تحالف التغيير” التي تضم عدداً من النواب والمستقلين. جاء اللقاء لتبادل الآراء حول تطورات الوضع السياسي في لبنان، مؤكدين على أهمية التنسيق بين قوى المعارضة للخروج من الأزمة الحالية.أما فيما يتعلق برسالة خامنئي، فقد صرح النائب مارك ضو قائلاً: “لبنان قد اكتفى من سياسات إيران، وعلى خامنئي أن يركز على شعبه بدلًا من التدخل في شؤوننا الداخلية”.