حكومة الربع ساعة الأخيرة… وإلا البقاء في دوّامة الإنقسامات

Share to:

الديار – فاطمة شكر

دخلت مرحلة تشكيل الحكومة النوم السريري، لا تقدم في الملف الذي بات أكثر من ملح، في ظل تدهور الأوضاع الإقتصادية و المعيشية، ومن دونِ أيِّ مراعاةٍ لما يجري في البلد من أزمات، بات الملفين الحكومي والرئاسي عبئاً على القوى السياسية التي ما زالت تتقاذف التهم وتتبادلها بين بعضها البعض، بالرغم من المحاولات الخارجية والداخلية التي تبذل لإخراج البلد من القاع المظلم.

وبعد أن توصلت القوى السياسية عدة مرات لحلول من أجل تشكيل الحكومة، بمبادرات خارجية وداخلية، يبدو أن الأمور عادت أدراجها نتيجة السياسية “النكدية ” التي يعتمدها بعض رجال السياسة في لبنان، والتي ظهرت جلية من خلال تبادل ردود الأفعال والبيانات التي تقاذفوها عبر وسائل الإعلام غير آبهين بآلام وأوجاع الناس. وقد شنت بعض القوى السياسية حملةً عشوائية رافضة تشكيل الحكومة، ضاربةً بعرض الحائط كل الطروحات التي قدمت من أجل تشكيل الحكومة قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

مصدرٌ سياسي أكد أن ” المساعي ما زالت مستمرة حتى الساعة، رغم كل الأجواء السيئة المعلنة، حيث يقوم اللواء عباس ابراهيم بالاتصلات التي لم تتوقف أبدًا، وكان آخرها ليل السبت مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، إضافة الى زيارته القصر الجمهوري في بعبدا، وكل الدلالات تشير الى ان الحكومة قد تولد في الربع ساعة الأخيرة، بعد أن تم التوافق على ابقاء الحكومة على ما هي عليه باستثناء المركز الكاثوليكي، حيث سيتم تبديل وزير العدل بأحد المقربين من الوزير الحالي.

على خطٍ موازٍ، لم يبقَ من العهد الرئاسي اكثر من عشرة ايام، والبلاد لا تزال غارقة في الشروط التعجيزية والتهويلية حيال حكومة جديدة ذات صلاحيات كاملة تتولى إدارة الشغور في كرسي الرئاسة الاولى، بعدما بات أكيداً تراجع حظوظ انتخاب رئيس جديد قبل الحادي والثلاثين من الشهر الجاري.

أما المحاولة الثالثة للجلسة البرلمانية، فقد عكست استمرار غياب التفاهم على اسم يحظى بقبول الافرقاء، اصحاب الكلمة الفصل على ضفتي الموالاة والمعارضة، بعدما ثبت بوضوح ان أياً من الفريقين لا يملك اكثر من حق التعطيل.النقاشات الصاخبة في مجلس النواب التي نقلتها وسائل الإعلام ساهمت في تعزيز الخلافات الداخلية، كما عززت تدخل الدول الخارجية كالولايات المتحدة الاميركية والسعودية وأميركا.

واكد المصدر ان الأحزاب السياسية لم تحاول، وعلى رأسها “القوات اللبنانية”، إخفاء عدائها لمقام رئاسة الجمهورية، هي التي لم تتوانَ يوماً عن اثارة النعرات الطائفية والتشجيع على الفوضى، وكل ذلك بدعمٍ ومالٍ سعودي من أجل هدفٍ واحدٍ أساسي كسر هيبة المقاومة وإذلال جمهور المقاومة من كل الطوائف.

ولأن التخبط وغموض الرؤية حيال المقاربة الإقليمية والدولية للملف اللبناني يتحكمان بالمواقف الداخلية في انتظار نضج التسوية، تتأرجح اولوية الحل بين الرئاسة والحكومة، بحيث ما إن تتقدم احداهما على الأخرى، حتى تعود الأمور الى مربعها الاول، عاكسة عدم وصول كلمة السر المتصلة بالاستحقاقين على السواء.

Exit mobile version