الاخبار
أُسدِلت الستارة على الانتخابات البلدية ليعود الاهتمام إلى الملفات السياسية، حيث ينتظر المعنيون زيارة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس التي سرّبت عبر أوساط إعلامية وسياسية لبنانية أنها «ستكون أكثر صرامة وحزماً» في كلامها مع المسؤولين، خصوصاً في ما يتعلق بنزع سلاح حزب الله.وتنطلق التقديرات مما قالته أورتاغوس أخيراً في قطر، وتضمّن تهديداً بأن «البديل عن تسليم السلاح هو الحرب على لبنان»، وفي ضوء التقارير التي تحدّثت عن ثلاثية «السلاح، الإصلاح والسلام» التي ستحملها معها، وسطَ مخاوف من أن تؤدّي زيارتها إلى توتير الأجواء، رغم أن رئيس الجمهورية جوزيف عون لا يزال يُصرّ على أن مقاربة ملف السلاح لا يجب أن تقود إلى أي صدام، في موقف يخالف ما يقوم به رئيس الحكومة نواف سلام الذي يقفز خطوات إلى الأمام في معاداة الحزب وبيئته، وآخرها إعلانه أمس أن «عصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى ولن نسكت عن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة».
وقالت مصادر مطّلعة إن «علاقة حزب الله برئيس الجمهورية تحكمها الإيجابية والانفتاح»، وهو ما ظهر في لقائه أمس مع رئيس وأعضاء من كتلة «الوفاء للمقاومة» زاروه في بعبدا لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، حيث قدّم النائب محمد رعد «التهاني والثناء على مواقف الرئيس عون التي تتّسم بالموضوعية والمقاربة الهادئة للأمور».وأضافت المصادر أنّ عون «أثنى على دور المقاومة» في حماية لبنان، وأكّد أن «هناك إجماعاً عند كل الأطراف، في الداخل والخارج، على أن للحزب وللثنائي الشيعي حيثية وحضوراً لا يُمكن لأحد أن يتجاوزهما»، مشيراً إلى «دورهما الوطني في الانتخابات البلدية لبيروت حيث ساهما في الحفاظ على التوازن».
وقال عون إنه «يتفهّم بأن المقاومة تحتاج إلى وقت للإجابة عن كثير من الأسئلة، لكن من الجيد أيضاً إعطاء مؤشرات إيجابية للخارج، فالدولة مصرّة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة وهناك تحضيرات لمؤتمرات خارجية سيكون لبنان مستفيداً منها وهذا يحتاج إلى تعاون في الداخل».
من جهته، أكّد رعد للرئيس حرص الحزب على «الخطوط المفتوحة بينهما، وأن آلية التواصل ليست فيها تعقيدات، لكننا لا نعتقد بأن التوقيت يداهمنا»، وركّز رعد على ملف إعادة الإعمار، وأن «تبدأ الدولة بإجراءاتها العملية». وقال إن «الناس مجروحون ومكلومون والتأخير في ملف الإعمار يؤثّر سلباً، خصوصاً أنه يترافق مع الضغط الذي تمارسه بعض الأطراف الداخلية، فضلاً عن الحملات المرتبطة بأجندات خارجية، ما يجعل من الحديث عن الملفات الحساسة أمراً صعباً».
وطالب وفد حزب الله الحكومة بأن «تتحرك وتضع آليات عملية سواء في ما يتعلق بمسح الأضرار أو التعويضات للوحدات السكنية»، بينما أكّد عون أنه لن يترك هذا الملف عالقاً، وأخذ على عاتقه تحريكه في الحكومة.وفيما اعتبرت مصادر قريبة من الرئيس عون أن «الاجتماع هو بمثابة لقاء أول للحديث حول استراتيجية الدفاع الوطني»، صرّح رعد بعد اللقاء أنه تمّ «تبادل وجهات النظر عن التحديات والأولويات وفي مقدّمتها حفظ السيادة الوطنية وإنهاء الاحتلال ووقف العدوان»، ولفت إلى أن «مساحة التفاهم مع الرئيس واسعة ويعوّل عليها ونحن لا نجد أننا ملزمون بتوقيت ولا بأمكنة ولا بأساليب طالما أن الأمور تسير بعناية من فخامته».
وبينما رفض الرد على تصريحات رئيس الحكومة «حتى لا نفقد ما تبقّى من ود»، أشار إلى أنْ «لا أبواب مغلقة لتبادل الأحاديث والأفكار مع فخامة رئيس الجمهورية في أي مستوى من المستويات وستستمر هذه الأبواب مفتوحة».