نضال العضايلة
يعكس اتفاق حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، و”عوتسما يهوديت” برئاسة إيتمار بن غفير، صورة “إسرائيل” الحقيقية، ويؤكد أن النظام الإسرائيلي نظام “أبارتهايد”، وبهذا فإن المرحلة القادمة هي مرحلة جديدة في تاريخ الصراع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتشمل بنود الإتفاق، التي توافق عليها الليكود مع “عوتسما يهوديت”، شرعنة البؤر الاستيطانية خلال 60 يومًا من تشكيل الحكومة، تعديل قانون الانفصال (عن غزة) بهدف شرعنة البؤرة الاستيطانية “حومش” (شمال الضفة) بما يسمح بتواجدٍ يهودي هناك للدراسة في المعهد الديني التوراتي.
إذاً فقد بدأت ملامح حكومة بنيامين نتنياهو تتضح بشكل جلي، وذلك من خلال تعزيز البؤر الاستيطانية وتحويلها الى مستعمرات جديدة وتزويدها بما تحتاجه وتغطيتها قانونيا وماديا وسياسيا، فجميع المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية غير شرعية وغير قانونية بحسب القانون الدولي.
حزب الليكود بزعامة نتنياهو المكلف بتشكيل الائتلاف الحكومي الجديد أعلن مؤخراً توقيعه اتفاقا مع ايتمار بن غفير زعيم (القوة اليهودية) يقضي بأن يتسلم الأخير ما تسمى وزارة (الامن القومي) في إطار مشاورات لم تنته بعد الانتخابات التي جرت في بداية الشهر الماضي.
بن غفير تعهد بالسماح لليهود رسميا بالصلاة في المسجد الأقصى وشرعنة البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي الضفة الغربية وتغيير تعليمات إطلاق النار باتجاه الفلسطينيين، وسيعمل على خطة لتطوير البنية التحتية للبؤر الاستيطانية من خلال مدها بالمياه والكهرباء والصرف الصحي وشق الشوارع.
ومؤخراً تم الكشف عن عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية والتي بلغت 471 موقعا منها 151 مستعمرة و26 بؤرة تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستعمرات قائمة و150 بؤرة استيطانية.
خارجياً نِتنياهو سيقوم حتمًا بشنّ هُجومٍ على إيران أثناء فترة رئاسته الحاليّة، لتدمير برامجها النوويّة كافّة، لأنّه يُؤمن بأنّ على قائد الشّعب اليهودي أن يختار أحد خِيارين: إمّا الاستِسلام أو الرّدع، والرّدع يعني استِخدام كُل ما لدى إسرائيل من وسائل لتدمير “الشّيطان” أيّ إيران، ونِتنياهو سيتبنّى الخِيار الثّاني.
ولا بد من التذكير بأن نتنياهو تعهد حال عودته إلى الحكم في إسرائيل بأن يلغي الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، لقد قاد حملة عنيفه ضد الاتفاق، واعتبره بمثابة خيانة وتنازل عن السيادة الإسرائيلية أمام “حزب الله”.
ولم يفت نتنياهو أن يصعّد حملته على حكمة يائير لابيد في ما خص الملف الإيراني النووي ومواجهة التسلل الإيراني في سوريا ولبنان، وتهريب الأسلحة المتطورة إلى “حزب الله”، لكن يبقى ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان أهم التهديدات وآخرها، لا سيما أن مسار الترسيم والتفاوض بين لبنان وإسرائيل بواسطة الإدارة الأميركية اتسم بتهديد “حزب الله ” بشن هجمات على منصات الاستخراج الإسرائيلية في حقل كاريش جنوب الخط 23 الذي قبل به لبنان وإسرائيل تحت حكومة يائير لابيد.
وأخيراً، أن تعيين وزراء متطرفين في مناصب وزارية رفيعة في الحكومة الإسرائيلية الجديدة من الذين يحرضون ضد العرب سيؤدي إلى تقويض القيم المشتركة التي تدعم العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل في الوقت الذي يغذي هذا التعيين منتقدي إسرائيل في واشنطن.