حرب أوكرانيا توسّع دائرة القلق في لبنان (الديار)

حرب أوكرانيا

Share to:

الديار – فادي عيد

عادت الأزمات لتطلّ برأسها بين الرؤساء والقيادات السياسية على خلفية المواقف المتباينة من الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وبالتالي، فإن ذلك أقحم لبنان في خلافاتٍ هو في غنى عنها في مثل هذه الظروف الدقيقة والخطرة التي يمرّ بها، وتكاد تهدّد تماسكه واستقراره على كل المستويات السياسية والأمنية والمعيشية. وبناءً على المعلومات التي تسرّبت، فإن السفير اللبناني في موسكو شوقي بو نصار، أبلغ نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف كل ما أحاط بالموقف اللبناني، بمعنى أن هناك تفسيرات خاطئة حصلت وكأنها موجّهة ضد روسيا، وكان اللقاء مثمراً بينهما، حيث تربطهما صداقة قديمة، لا سيما أن بوغدانوف كان تمنى على بعض المعنيين في لبنان أن يبقى بو نصار في موقعه كسفيرٍ للبنان في موسكو، على الرغم من انتهاء مهمته، وبالتالي، تم إيضاح الموقف اللبناني.

وتنقل مصادر متابعة للقضية، أن الروس تفهّموا ما حصل، ولكن ذلك لن يقنعهم أو يعيد الأمور إلى نصابها إلاّ من خلال مواقف على مستوى الرؤساء الثلاثة، وهذا ما سيحصل خلال الساعات المقبلة، لذلك يُتوقّع أن تؤدي هذه التوضيحات إلى حلحلة الوضع على خط بيروت ـ موسكو، وإلا ستبقى المشكلة قائمة في الداخل اللبناني بعد الخلاف المستجدّ بين رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال عون ونجيب ميقاتي من جهة، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري من جهة أخرى، بحيث لم يطّلع على حيثيات ما تمّ التوافق عليه خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة بصدد موقف وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب. ويؤشر هذا الواقع إلى أن الأمور متّجهة إلى توتّر سياسي قد يؤدي إلى انقسام مشابه لما حصل خلال الأزمة اللبنانية ـ الخليجية، وأدّى إلى فرز سياسي، مع مؤشّرات باستغلال انتخابي قد يُقدم عليه أي طرف في مثل هذه الظروف.

من هنا، ترى المصادر، وفق المؤشّرات والإتصالات التي حصلت، بأن يصار إلى تنسيق رئاسي وسياسي، وأن تكون هناك مواكبة في وزارة الخارجية، أي أزمة طوارئ ديبلوماسية، على اعتبار أن البعض يعتقد بما لديه من معلومات بفعل الإتصالات التي يقوم بها مع أطراف خارجية، بأن الحرب في أوكرانيا ستستغرق وقتاً طويلة، أو ستتحوّل إلى حرب استنزاف سياسية وعسكرية واقتصادية، وفي غضون ذلك، فإن لبنان سيتأثّر إلى حدٍّ كبير بهذه الأجواء إن على الصعيد السياسي، حيث هناك انقسام واضح بين الأفرقاء اللبنانيين، أو على الصعيد الأمني من خلال إمكان استغلال البعض لهذه الحرب وتداعياتها واحتمال توسّعها، بمعنى أن ثمة خلايا إرهابية كثيرة نائمة في لبنان، وهذا ما كشفه وزير الداخلية بسام مولوي، في مؤتمره الصحافي الأخير عن شبكات تمّ القبض عليها، لذلك، فإن أي اهتزاز للأمن أمرٌ وارد، بينما المسألة الثالثة، وهي الأخطر في مثل هذه الظروف وتكمن في الانعكاسات الاقتصادية، بحيث بات محسوماً أن لبنان سيتّجه لاستيراد القمح من دول غير روسيا وأوكرانيا، والأزمة بدأت تطلّ برأسها، ناهيك بالبلبلة الحاصلة في سوق المحروقات، فكل ذلك يرخي بظلاله على الوضع الداخلي، لا سيّما في الأمور المتعلّقة بالملف المعيشي والحياتي، مما سيفاقم المشكلات المضافة إلى الأزمات القائمة حول أكثر من ملف.

ويبقى أخيراً، أنه وحيال هذه الأوضاع، على خلفية الحرب الروسية ـ الأوكرانية، فثمة من يرى وجوب ترقّب الوضع الميداني، وما سيؤول إليه، وعندئذ يبنى على الشيء مقتضاه داخلياً وسياسياً وأمنياً واقتصادياً.

Exit mobile version