استنسب وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجّار التصرّف بنفسٍ محض طائفي في أكثر الظروف حساسية، عبر حصره توزيع مساعدات إنسانية في عددٍ من القرى الجنوبية المختلطة، بالعائلات المسيحية فقط.
وفي التفاصيل، قدّمت جمعية «Sheild» مساعدات إنسانية تتضمّن موادَّ غذائية وحليب أطفال وبطانيات وأدوات تنظيف إلى وزارة الشؤون لتوزيعها في قرى قضاء بنت جبيل، لتمكين النازحين في القضاء من الصمود، ودعم القرى المُضيفة لهم. ولم تحدّد الجمعية أسماء القرى أو العائلات التي ستستفيد من المساعدات. إلا أن حجار ارتأى توزيع المساعدات في قرى دردغيا ورميش وقانا وعين إبل وتبنين وصفد وبرعشيت، وفق جداول تضمّنت أسماء العائلات المسيحية حصراً.
عملية التوزيع التي جرت أمس، في حضور ممثلين عن الوزارة والجمعية، أثارت استهجاناً وبلبلةً في القرى، رفضاً للنفس الطائفي الذي عمل حجار على بثّه بين أبناء البلدة الواحدة، الأمر الذي استدعى التواصل مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أبدى استغرابه، واعداً بالمتابعة.
تفتّقت عبقرية حجار عن طائفية غير مفهومة، بخلاف توجيهات رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل، الهادفة الى توحيد الساحة الداخلية وتحصينها،في وجه العدو الإسرائيلي.
وكان حجار استدعى وسائل الإعلام، الاسبوع الماضي، لتغطية توزيع وزارة الشؤون مساعدات على النازحين جنوباً، وعلمت «الأخبار» أنّ ما قدّمه إلى وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور، التي تُؤوي 10 آلاف نازح، لا يتعدى 1000 بطانية و70 مروحة.