أكد نائب رئيس الوزراء والوزير السابق غسان حاصباني أن “الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها ولكن قد تحصل محاولات لتيئيس الناس وإحباطهم بهدف تخفيف عدد المقترعين”.
وقال حاصباني في مقابلة لموقع “جبلنا ماغازين”، المعركة اليوم هي بين خيار الدولة وخيار اللادولة. وما تسعى إليه القوات اللبنانية هو دولة المؤسسات، الدولة السيادية التي فيها الأرض والشعب والمؤسسات يعملون معاً بوحدة متكاملة ليخلقوا دولة الحياد والدولة غير المعزولة عن العالم التي تحترم دستورَها وفيها قضاء مستقل وسلاح بيد الجيش وحده”، مضيفاً “هناك كثر يريدون دولة ولكن مين اللي بدن ومين اللي فيهن؟”.
ولفت حاصباني إلى أننا “فينا لأن قرارنا حر وعندنا قضية قديمة ومستمرة وهي قضية الوطن النهائي الذي اسمه لبنان ونريد المحافظة عليه. ونحن فينا لأننا عندما كان عددنا صغيراً في السلطة التنفيذية استعطنا أن نقوم بإنجازات في مدة قصيرة، فإذا أعطينا وكالة أكثر سنستطيع أن نقوم بالأكثر. ونحن فينا لأننا لا نساوم ولأن لدينا الرؤية والخبرة ولأننا فريق متكامل. أما المستقلون، فسيحتاجون لسنوات طويلة حتى يستطيعوا أن يقوموا بشيء، ونحن على استعداد للعمل مع هؤلاء عندما نصبح في مجلس النواب، وسنعمل مع كل شخص وكل كتلة تشبهنا وتفكر مثلنا وكل من هو مستعد لأن يضع يده في يدنا لنشتغل معاً بجدية على سن القوانين وخلق التغيير وإقامة مشروع الدولة”.
وعن موضوع انتخاب المغتربين والعراقيل الكثيرة الموضوعة أمام مشاركة العدد الأكبر ممن تسجلوا مسبقاً في التصويت يومي 6 أيار في الدول العربية و8 أيار في دول الغرب، اعتبر حاصباني أنه من الصعب تعديل القانون لكي يستطيع المغتربون أن يصوتوا بالوسيلة التي تسجلوا فيها (أي إخراجات القيد أو جوازات السفر أو الهويات اللبنانية المنتهية الصلاحية). ولكنه أشار إلى أنه “رغم ذلك نتابع المطالبة بهذا الموضوع علماً أن حظوظ هذا الأمر قليلة جداً”.
وتوجه حاصباني إلى المغتربين عبر “جبلنا ماغازين و”راديو ماونت ليبانون -لوس أنجلوس” قائلاً، إنهم “سيضعون العراقيل أمامكم ليلغوا مفاعيل قرار الانتخاب لـ128 نائباً ويخفضوا نسبة الاقتراع في الخارج بقدر الإمكان لأنهم يعلمون أن لا أحد بإمكانه أن يضغط عليكم. لذلك قد يقومون بتفريق أفراد العائلة الواحدة على عدة مراكز تصويت – كما حصل في سيدني – أو بأية وسائل أخرى ليخففوا من العدد، ويمكن أن نشهد ما جرى في أستراليا يحصل في أماكن أخرى من العالم. رغم كل هذه المحاولات أدعو المغتربين إلى اعتبار لبنان طفلاً متروكاً بحاجة لمساعدة أو بما أنه سيصادف يوم عيد الأم في أميركا وكندا اعتبروه أمكم التي تحتاج إلى علاج عاجل والمسشتفى بعيدة. فكونوا جاهزين للقيادة مسافات طويلة لكي تشاركوا وتنقذوا أمكم التي هي الجمهورية اللبنانية”.
وحول سبب عدم تحالف القوات اللبنانية مع النائب نديم الجميل في بيروت كما تم في انتخابات 2018، قال حاصباني إن “الخيار كان لنديم الجميل بأن يكون في لائحة أخرى انصياعاً لقرار حزب الكتائب ولم يكن خيار القوات اللبنانية. وانضم إلينا المرشح المستقل عن المقعد الماروني جورج شهوان في الساعات الأخيرة قبل انتهاء مهلة تشكيل اللوائح بعدما تركنا المجال مفتوحاً أمام الجميل حتى اليوم الأخير”. مضيفاً، “نكنّ كل الاحترام لنديم الجميل وما يمثل من تراث عائلي وهو أثبت نفسه في العمل السياسي ولديه جمهوره وعنده حظوظ ولا خوف عليه أبداً، ولكن كان علينا أن نشكل لائحة كاملة تستطيع أن تجمع حاصلاً ولم يكن بالإمكان ترك مقاعد فارغة”. وأضاف، “نحن اليوم متحالفون مع من يشبهوننا ومع أشخاص يستطيعون أن يلتزموا بالمواقف التي نؤمن بها”.
وتوقع حاصباني أن ترتفع نسبة المقترعين في بيروت الأولى هذا العام نتيجةً للألم التي مر به أهالي هذه المنطقة بانفجار مرفأ بيروت المدمر الذي حصد العديد من الأرواح. وتوجه للمتضررين وأهالي الضحايا داعياً إياهم إلى عدم الاستسلام لمشاعر الإحباط.
وأشار من جهة أخرى إلى أن هناك جمعيات رفض أن يسميها تستغل تمويلاً جاء لتقديم مساعدات إنسانية لأهالي بيروت المتضررين “لتمنّن أهالي بيروت وتستخدم هذه المساعدات كتمويل انتخابي، رغم أن هؤلاء يدّعون التغيير كما يدّعون المقاربات السياسية الجديدة”.
وعن مطالبة أهالي ضحايا الانفجار بعدم إزالة أهراءات مرفأ بيروت، قال حاصباني، إننا “نحن ضد إزالة أهراءات المرفأ بل يجب أن يبقى جزء منها شاهداً على هذه الجريمة ومعلَماً للتاريخ حتى تتذكر الأجيال القادمة ان هناك جريمة كبيرة وكارثة غير طبيعية، بل من صنع الإنسان، حصلت هنا”. مضيفاً، “طبعاً يمكن أن يعاد بناء المرفأ ويجري توسيعه ولكننا مع بقاء هذه الاهراءات كرمز لما حصل”.
وعما إذا كان اجتماع النائبين سليمان فرنجية وجبران باسيل إلى طاولة أمين عام حزب الله حسن نصرالله قد زاد أو قلل من حظوظهما الرئاسية، شدد حاصباني على أن “اجتماع نصرالله مع فرنجية وباسيل قلّل من قيمة الرجلين، فهما لم يجتمعا عند البطريرك الماروني، كما قلل من حظوظهما مع الشعب اللبناني حيث وضعا نفسيهما في سباق رئاسي أمام من يعتقدان أنه سيوصل أحدهما إلى الرئاسة”.
وتابع، “والمضحك المبكي أن العداوة في ما بينهما تقتصر على التنافس على كرسي الرئاسة وجلوسهما معاً يقتصر على من يعتقدان أنه سيجلسهما على هذا الكرسي حتى يوقعا له على بياض لكي يواصل استخدام لبنان منصةً للسلاح والتفاوض مع دول العالم وهما يحافظان على مواقعهما ليكملا تغطية هذا السلاح، فقط ليكونا في السلطة”.