التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في القدس، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، آموس هوكستين، والمبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك.
كما أجرى وزير الدفاع، يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، محادثات مع المسؤولين الأميركيين.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع، فإن “النقاشات تركزت على التحديات والفرص الاستراتيجية في المنطقة، خاصة الترتيبات الأمنية المتعلقة بالساحة الشمالية ولبنان، والجهود المبذولة لضمان عودة 101 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة”. بحسب البيان.
برادلي بومان مدير مركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات من واشنطن قال لقناة “الحرة” إن هدف الزيارة هو “الرغبة في إنهاء تهديد حزب الله ضد إسرائيل”.
وأضاف أنه من خلال هذه المبادرة “يمكن التوصل الى إتفاق لنزع سلاح هذه المنظمة وإنهاء معاناة اللبناننين من خلال سيطرة الجيش اللبناني وقوات يونيفل الكاملة على المنطقة الحدودية مع إسرائيل”.
وأوضح بومان أن حزب الله كان “السبب في نشوب الحرب”، مشيرا إلى أن إنهاء الصراع مرهون بـ “منع هجمات حزب الله على إسرائيل، والسماح للبنانيين والإسرائيلين العودة الى مناطقهم التي نزحوا منها، فضلا عن تنفيذ بنود قرار 1701”.
مكرم رباح، الباحث والكاتب السياسي من بيروت، قال في حديث لقناة “الحرة” إن الرسالة التي حملها هوكستين كانت واضحة وهي نزع سلاح حزب الله، وأن مقترح وقف إطلاق النار هو المدخل لنزع هذا السلاح عبر الجيش اللبناني والقوات الأممية.
لكن رباح توقع أن يرفض حزب الله هذه المبادرة “لإنها ستمثل اعترافا صريحا من أن هذه الجماعة فشلت في حماية لبنان كما تدعي”.
وأضاف أن ما قام به حزب الله من أفعال في الفترة الأخير دليل على أنها “ليست جزءا من المكون اللبناني بل أن ولاءها وأولوياتها هي حماية إيران” بحسب تعبيره.
وقال بيان صادر عن مكتب نتانياهو إن “رئيس الوزراء شكر الأصدقاء الأميركيين على جهودهم. وأوضح نتانياهو أن القضية الأساسية ليست بمسودة هذا الاتفاق أو ذاك، بل بقدرة إسرائيل وتصميمها على إنفاذ الاتفاق وإحباط أي تهديد لأمنها من لبنان، بما يعيد السكان سالمين إلى منازلهم”.
وبالتزامن مع زيارة الوفد الأميركي، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن وثيقة تسوية للوسيط الأميركي هوكستين سبق أن عرضت على المستوى السياسي وتضمنت عدة نقاط ابرزها، إقرار إسرائيل ولبنان بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701، وأن لا تحرم الالتزامات كلا من إسرائيل ولبنان من حق الدفاع عن نفسيهما إذا لزم الأمر.
وثيقة التسوية تضمنت أيضا أن يكون الجيش اللبناني القوة المسلحة الوحيدة في جنوب لبنان عند الخط “أ” بالإضافة إلى قوات يونيفيل ، وأي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله سيكون تحت إشراف الحكومة اللبنانية، فضلا عن مراقبة إدخال الأسلحة عبر الحدود اللبنانية.
ومن البنود الأخرى، تفكيك أي بُنية تحتية مسّلحة لا تلتزم بالالتزامات الواردة في الاتفاق وتقع تحت الخط “أ”، وأن تسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان خلال سبعة أيام ويحل محلها الجيش اللبناني، وأخيرا في غضون ستين يوما من توقيع الاتفاق يتعين على لبنان نزع سلاح أي مجموعة عسكرية غير رسمية في جنوب لبنان.
وتعليقا على ذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للموفدَين الأميركيين إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله يجب أن يضمن أمن إسرائيل ومنع أي تهديد مصدره لبنان.
في حين أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن هوكستين “أوحى” له بإمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأوردت صحيفة إسرائيل هايوم أن الأميركيين يأملون بالتوصل إلى اتفاق إطاري خلال أيام، في حين أعلن القادة الإسرائيليون أن هدفهم تحييد حزب الله وشل قدرته على إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل والسماح بعودة حوالى 60 ألف شخص نزحوا من هذه المناطق بسبب القصف إلى منازلهم.