جنبلاط يغازل السعوديّة وحـ.ـزب الله معاً… وهذا ما يريده حكومياً ورئاسياً

Share to:

الديار – محمد علوش

فجأة، يترفّع الجميع عن المشاركة بالحكومة المقبلة، وتحديداً رئيس الحزب “الإشتراكي” وليد جنبلاط الذي بدا مهادناً جداً بمقاربته لمسألة الحكومة، حتى وصل به الحال الى طلب سحب وزير التربية الحالي لمصلحة تسمية مرشح درزي لا يستفزه ولا ينتمي الى حزبه، فما الذي يدور في بال الزعيم الدرزي الذي انتخب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية؟

بحسب مصادر سياسية قريبة من جنبلاط، فإنه من الواضح أنه غير مهتم بتشكيل الحكومة المقبلة، معتبراً أن الموضوع لا يعنيه كونه على يقين بأنهم لن يسمحوا له بالحصول على التمثيل الدرزي كاملاً وبالتالي الميثاقية الدرزية، ويعتبر أن الموضوع لا يستأهل القيام بمعركة لأجله أولاً بسبب ضيق مساحة الوقت، وثانياً بسبب المهام التي ستلقى على عاتق الحكومة، وثالثاً والأهم هو بسبب اعتبار جنبلاط أن لا معنى لمعركة مع الرئيس ميشال عون في نهاية عهده، قد لا يخرج منها أي رابح.

إن هذه الحركة الجنبلاطية بموضوع الحكومة، والتي لم تأخذ طريقها الى التنفيذ بعد، هي بنظر مصادر نيابية “رفع سعر” الحزب “التقدمي” في الملف الحكومي، لا لأجل الحصول على مكاسب إضافية داخل الحكومة، وهو ما لا يهمّ جنبلاط بالوقت الراهن، إنما لأجل مسألة نيل الثقة داخل المجلس، وبالتالي جنبلاط يسعى بكل قوة لربط كل الملفات بالملف الرئاسي ليتمكن من تحقيق رؤيته لخاتمة هذا الملف.

على صعيد الرئاسة، سلّف جنبلاط السعودية ترشيح ميشال معوض ويستمر بهذا التسليف، كما سلّفها عدم وصول سليمان فرنجية الى قصر بعبدا إن لم يكن هناك تسوية على الموضوع، تكون المملكة العربية السعودية أبرز أركانها لعدم تكرار أحداث 2016 الرئاسية، فبحسب المصادر فإن جنبلاط واضح بأنه سيمنع انتخاب أي رئيس للجمهورية من فريق 8 آذار إن لم يكن السعودي راضياً، وينتظر جنبلاط تواضع الجميع للبحث في الرئاسة والوصول الى المرشح الذي اقترحه هو، وهنا لا نتحدث عن أسماء بل وضعية سياسية لشخصية مارونية قادرة على تحقيق التوافق.

هذا الغزل بالمملكة السعودية لا يتوقف عند حدود الرياض، ففي إطلالته الإعلامية الأخيرة مرر جنبلاط الكثير من الإشارات الإيجابية لصالح حزب الله بموضوع الترسيم، ودور المقاومة وسلاحها، حتى فاجأ مضيفه عندما قال أننا بحاجة الى سلاح المقاومة، بينما في المقابل لم يمرر له أي رسالة إيجابية بما يتعلق برئاسة الحكومة او بانتخاب رئيس الجمهورية، بل أعطى الأفضلية لقوى 14 آذار، محافظا على الخطوط الحمراء التي يعلم جنبلاط أن ميشال معوض غير قادر على تلبيتها، محققاً في الوقت ذاته مصالحه، علما أنه متباعد جدا عن فكرة الصدام مع السعودي خاصة بعد عودة السعودية إلى البلد منذ أشهر.

يسعى جنبلاط من خلال مغازلة السعودية وحزب الله معاً الى حفظ مكانته في المستقبل، لأنه يؤمن أن التسوية متى ركبت ستجمع المملكة والحزب، باعتبار أن لا تسوية دون حزب الله الطرف اللبناني الأقوى هذه المرحلة.

Exit mobile version