يا لبنانيون الدولة ليست بخير، و لبنان ليس بخير!! فالدولة يا سادة لديها حالة انفصام وانفصال عن الواقع، نعم الدولة اللبنانية على كوكب واللبنانيون على كوكب آخر، نعم الدولة اللبنانية تعاني من انهيار نفسي وتخبط للتمسك بالكرسي والسلطة اكثر، الدولة بكل قطاعاتها واداراتها ومنشآتها ومكاتبها ومسؤوليها وموظفيها في عالم اللاوجود ، فالدولة مجردة من كل شيئ عدا السرقة والفساد المستشري في كل جدرانها، لا قانون او قضاء سوي، لا وزارة بطاقمها سوية، لا بيئي او اقتصادي او طاقوي سوي! ولا شؤوني سوي حتى المستشارين غير اسوياء…
كيف تقوم الدولة برفع الدعم نهائياً
كل شيء ما زال على حاله من المعاشات التي يتقاضاها الموظفين عدا رفع الدعم الكلي عن كل شيء بما فيها الهواء والماء كحق طبيعي لأي انسان في اي بيئة بالطبع عدا لبنان، إذ كيف لأي مواطن سواء كان موظفاً في القطاع العام أو الخاص او حتى مواطن بلا عمل ان يدفع بدل نقل ٢٤ الف ليرة لبنانية، مما يعني ان هذا الإنسان بحاجة في اليوم ذهابا واياباً ل 48000 ل. ل يعني اذا كان موظفا او عاملا ويعمل في الشهر 26 يوماً عليه أن يدفع شهريا 1,248,000 ل.ل. في حين ان تقريبا نصف اللبنانيين مازالوا يتقاضون الحد الأدنى والذي هو 675000ل.ل. مما يدل على عشوائية وضياع كامل لاتخاذ القرارات، لا بل اكثر إنها إبادة جماعية هذا التخبط الذي بُلِيَت فيه الدولة هو فقط لتستفيد من هذا الواقع انتخابياً حتى أن بعض المصادر المطلعة انتخابياً تحدثت عن ان هذا الواقع فعلياً مدروس من السلطة ومن المعنيين الذين هم اليوم في سدة الحكم ومسؤَلين عن كل القرارات التي تتخذ والتي تجسد في الهاء المواطن بالبحث اليومي عن كيفية تأمين احتياجاته من دواء وطعام وبنزين، فنحن في جمهورية البطاقات التي تنشط في مواسم الانتخابات فتارة بطاقة تموينية، وتارة بطاقة صحية واخرى للمحروقات وأنعم يا لبناني في جمهورية البطاقات الوهمية على حساب النجاح الانتخابي لكل فريق بلا استثناء، فمثلا حزب الله بدأ بترسيخ نفسه في الشمال من خلال تقديم المساعدات المالية لضحايا التليل-عكار متحديا بذلك السنّة بشكل خاص، ورئيس الجمهورية يعطل عله يكسب وقتا إضافيا يستفيد منه ” الصهر” وميقاتي يحاول بالدرجة الأولى إنقاذ مصالحه الإقتصادية وفي الواقع ليس همه لبنان او الشعب اللبناني ونبيه برى والجميع يحاولون التمسك بخيط إلا أن جهنم ليست بعيدة عن هؤلاء جميعهم سيسقطون والوقوع سيكون مؤلما ومكلفاً وباهظاً وغير مسبوق في الحياة السياسية اللبنانية.