جلسة «رفع عتب».. فراغ رئاسي مفتوح

Share to:

الديار – مريم نسر

رغم دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، لا يختلف أحد على أن لبنان ذاهب الى فراغ رئاسي مفتوح وأن هذه الجلسة لن تُنجِز هذا الاستحقاق، ويكاد البعض يجزم أن النصاب لن يكتمل فيها، فالأمور لم تنضج بعد لا داخلياً ولا خارجياً، وخير دليل على ذلك كلام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للرئيس المكلف نجيب ميقاتي في نيويورك، الذي يقول إن بلاده مع إنجاز الإستحقاق الرئاسي في الوقت المناسب، وعلى ما يبدو أنه لم يأت بعد.

رغم أن صفات رئيس الجمهورية باتت معروفة والتي أهمها أن يكون توافقياً، إلا أنه حتى الآن لم تحسم أي كتلة في البرلمان اسم مرشحها للرئاسة، حتى كتلة «الجمهورية القوية» مرشحها غير جدي بطرح نفسه، فترشيحه إعلامي فقط، لأن رئيس حزب «القوات» يعلم جيداً أنه من المرشحين غير الطبيعيين، وأنه لن يصل الى الرئاسة، وأن اسمه غير مقبول بتاتاً لا داخلياً ولا خارجياً.

من هنا يمكن تفسير دعوة رئيس مجلس النواب التي تجمع بين السياسة والدستور:

أما مشكلة هذه الجلسة، فهي بتراجع عملية تشكيل الحكومة من التفاؤل الى الحذر، وبالتالي أدى الى عدم تشكيلها قبل دعوة رئيس مجلس النواب لها، مما يؤدي الى إشكالية وجدل دستوري جديد، حيث ان هناك رأيا دستوريا يقول إنه بمجرد الدعوة الى انتخاب رئيس جمهورية يتحوّل مجلس النواب الى هيئة ناخبة، وهناك رأي اخر يقول: في آخر عشرة أيام يتحوّل المجلس الى هيئة ناخبة، مما يعني أن لبنان سيدخل في إشكالية وجدل دستوري جديد حول إذا كان مجلس النواب هيئة ناخبة أم هيئة تشريعية يستطيع إعطاء الثقة للحكومة بحال تشكّلت؟!

لعلّها مرحلة التعقيدات الكبرى قبل تفكيكها، والاجتهادات الدستورية المفتوحة على كل التفسيرات كلما اقترب الإستحقاق الرئاسي، والى أن يحين التوافق على رئيس، يبدو أن هناك الكثير من جلسات ضياع الوقت ورفع العتب.

Exit mobile version