Share to: 
تحت تاثير نشوة انتصار ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والتهليل له من الاطراف الثلاثة، في بيروت وتل ابيب وبينهما واشنطن، “السكرانة” بما انجزت يديها من انجاز تاريخي، يمضي المشهد السياسي، العالق راهنا بين جلسات ماراتونية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، والزيارات المكوكية لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، يجمع بينهما المتل اللبناني “تي تي متل ما رحتي متل ما جيتي”، بمباركة من جميع المعنيين في الداخل والخارج، في مسرحية بطلها الفراغ والانهيار المغطيان باتفاق “لن يقدم ولن يؤخر” في المشهد.
ومن بين الاكثر غبطة وفرحا بالانجاز انصار التيار الوطني الحر و”ابناء ميشال عون”، “بي وام الصبي “، الذين رأوا في ما تحقق انصافا للعهد الذي تحمل الكثير من الظلم طوال ست سنوات، ليضع في ايامها الاخيرة، “بي الكل” الحجر الاساس لاي خطة انقاذ للعهد الجديد، خصوصا في ظل الهجمة الدولية من اتصال الرئيس بايدن بالجنرال، مرورا بزيارة وزيرة الخارجية الفرنسية، وسبحة ترحيب السفراء الغربيين في لبنان، ما اسقط كل مفاعيل العزلة والحصار عن بعبدا، في مشهد يذكر بمرحلة الرئيس اميل لحود، وسط غياب كامل لموسكو عن السمع، والمصدومة بالموقف اللبناني في مجلس الامن.
وفيما كانت السفيرة الاميركية في بيروت تسابق السيد حسن نصرالله، الذي حسم الجدل حول القبول بالاتفاق من عدمه، بالتاكيد انه خلف الدولة اللبنانية، تماما كما فعلت يوم اعلن عن وصول المازوت الايراني، فسارعت الى بعبدا معلنة عن غاز مصري وكهرباء اردنية، كان رئيس الجمهورية يضع في جيبه ورقة الخروج الامن من بعبدا، بعدما انهى جزءا مهما من احد ملفات “الصف الاول” تاركا جزء الترسيم البري لسلفه.
مصادر سياسة متابعة رأت ان العالم الذي ضغط بقوة باتجاه عهد الرئيس عون املا في تحقيق فصل بينه وبين حزب الله، نجح اقله شكلا في تحقيق ذلك، من هنا كانت “الجزرة” المقدمة لجنرال بعبدا عشية خروجه، لحثه من جهة على التسريع في ولادة الحكومة الجديدة، علما ان ثمة من اعاد طرح ضرورة اقرار الاتفاق في مجلس الوزراء، واصرار “ابو مصطفى” على ذلك، والاشكالية التي قد تنتج من ذلك في حال اصر الوطني الحر على اعتبار حكومة تصريف الاعمال غير مؤهلة، ومن جهة ثانية لدفع كتلة العهد الى المشاركة الفعلية في انتخاب رئيس تفاديا للفراغ.
وتتابع المصادر ان الاجواء المتداولة في الكواليس تشير الى تراجع ضغط حزب الله في مسالة تشكيل الحكومة، اذ يبدو ان رغبة الحارة قد تراجعت، في موازاة عدم حماستها لانتخاب رئيس وفقا لاتهام رئيس التيار الوطني الحر، عازية الاسباب الى تطمينات تلقتها حارة حريك من الاميركيين عبر طرف ثالث، يرجح انه باريس، بعدم حصول توترات او انفجار خارج حدود المالوف والضبط، وهو الامر الذي اثار عدم الارتياح لدى قيادة البرتقالي، الذين بدؤوا التحضير لرحلة عودة “الجنرال” الى الرابية والاحتفالات التي سترافقها ودفع “بالصهر” الى “نعورة ” الحزب.
في بيروت، جلسة لانتخاب رئيس، فحضر النواب وغاب النصاب، وفي بغداد حضر النواب والنصاب دون ان تحسم النتيجة حتى الساعة، في مسار ومصير لطالما جمع البلدين، سلما وحربا، استقرارا وعدم استقرار، حتى بات الجميع ليعرف ماذا في لبنان يتابع الوضع في العراق، والعكس صحيح.
