واصل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع تصويب البوصلة الشعبية باتجاه استشعار مفصلية الاستحقاق النيابي المقبل في أيار، ليس لكونه يشكل فرصة لتأمين “نائب بالزايد” بل لأنها فرصة اللبنانيين “لاسترجاع لبنان الدولة مش الدكانة”. وقال خلال إعلان مرشح “القوات” في زحلة عن المقعد الارثوذكسي الياس اسطفان: “اشتقنا نرجع نحس أنّو عنّا دولة بتحمينا ومنعتزّ فيا برّا وبكل دول العالم، وما منستحي نقول إنّا من لبنان، واشتقنا نخلص من الفلتان وقدّ المراجل يللي صاير بالداخل”، لافتاً في هذا الإطار إلى أنّ “تفاهم مار مخايل (بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”) خرّب لبنان”، قبل أن يستدرك مضيفاً: “تفاهم مار مخايل بالحقيقة ما إلو علاقة بمار مخايل، إلو علاقة بالشياطين اللي كان داعسهم مار مخايل… هالتفاهم شتّت العيل وغرّب الناس وحرمهم أبسط مقومات العيش، وأخد لبنان على جهنّم يللي نحنا فيه اليوم”.
ميدانياً، استرعت الانتباه أمس الجولة الطرابلسية التي قام بها أمس قائد الجيش العماد جوزيف عون على عاصمة الشمال، حيث زار دار الإفتاء وأبرشية طرابلس المارونية والمجلس الإسلامي العلوي في جبل محسن، وهو ما وضعه مراقبون في خانة حرص قيادة المؤسسة العسكرية على تبديد الهواجس المرتبطة بالوضع الطرابلسي بعد سلسلة من الأحداث المثيرة للقلق والتفلت الأمني. وأشارت أوساط شمالية في المقابل إلى أنّ “قائد الجيش أراد من زيارة المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية في طرابلس، التأكيد على دور هذه المرجعيات في التصدي لكل الخطابات والأجواء المتشنجة كون ذلك يشكل رافداً أساسياً للجيش اللبناني الذي يعمل على ضبط الأمن والسهر للتأكد من عدم حدوث أي اختراق أمني للساحة الطرابلسية”، خصوصاً وأنّ العماد عون شدد من دار الإفتاء في المدينة على أهمية “دورها التاريخي والاجتماعي والسياسي والوطني في المحطات المفصلية”، معرباً عن رفضه المطلق لمقولة إنّ “طرابلس حاضنة للإرهاب”.