يتجه مجلس النواب اللبناني غداً الى اصدار توصية نيابية جامعة، بصدد هبة المليار يورو من الاتحاد الاوروبي، وربطها ببقاء النازحين السوريين في لبنان حتى العام 2027.
وتنطلق التوصية من ان اللبنانيين على اختلاف كتلهم ومناطقهم يتمسكون بعودة النازحين السوريين الى بلادهم، وانه لا بد للمجتمع الدولي من اخذ رغبة الشعب اللبناني بعين الاعتبار.
وبقيت المشاورات مستمرة على مستويات عدة من عين التينة الى السراي الكبير.
وافادت اوساط نيابية لـ«اللواء» أن جلسة مجلس النواب المخصَّصة للهبة الأوروبية تُعقد بكامل النصاب، لاسيما أن النواب سيقدمون ملاحظاتهم، ورئيس الحكومة سيرد ويقدم وثائق إذا كان المجال متاحا، وأشارت إلى أنه يعمل على أن تعكس الجلسة موقفا موحدا من ملف النازحين، على أن القوى التي تدعو إلى عودة النازحين وتحركت على الأرض تنبري إلى سرد وقائع في هذا الملف وتدافع عن موقفها وتنفي أي كلام عن رغبتها بأبقاء النازحين.
وتردد أن موقف الحكومة من الهبة لجهة السير بها أو عدم السير بها قد يتظّهر في المجلس، كما أنه ليس مستبعدا أن يتم التطرق إلى ما اتخذ من قرارات لمواجهة انعكاسات النزوح وكيف كان الموقف الدولي.
أما بالنسبة إلى ما قد يصدر عن البرلمان فذاك متروك لسير النقاس على أن هناك توصية ما يفترض بها أن تصدر وفق النظام الداخلي لهذا المجلس.
ففي عين التينة اكد نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب بعد لقاء الرئيس نبيه بري ان الجلسة النيابية غداً بالغة الاهمية.
ومن السراي الحكومي، اعلن الرئيس نجيب ميقاتي انه سيتحدث تفصيلاً في موضوع ملف النازحين، وقال في مؤتمر حول محاربة الفساد عقد امس في السراي، ينعقد اللقاء على وقع استمرار الحملات على الحكومة في ملف النازحين، في نهج يتقصَّد التعمية على الحقيقة لأهداف شعبوية ولشل عمل الحكومة وإلهائها بالمخالفات، داعياً للأمل والعمل بمؤازرة شركائنا في الداخل والمجتمعين العربي والدولي.
ويتوجه الرئيس ميقاتي بعد جلسة الاربعاء الى البحرين لتمثيل لبنان في القمة العربية، التي تنعقد هناك، ومن المؤكد حسب المعطيات انها ستتطرق الى الاوضاع العربية، ومن ضمنها وضع النازحين السوريين.
وفي السياق، ابلغ ميقاتي سفيرة الاتحاد الاوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال ان الوفد اللبناني الى بروكسيل بعنوان «دعم مستقبل سوريا والمنطقة» سيكون برئاسة وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، الذي غادر امس الى المنامة للمشاركة في الاجتماع التحضيري للقمة الـ33 على مستوى وزراء الخارجية، حيث تبدأ القمة بعد غد الخميس.
تصور نصر الله وفتح البحر
في خطوة استبقاقية، وضع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اجندة مغاضبة على الجلسة النيابية المخصصة لمناقشة هبة المليار يورو والمخصص جزء منها لابقاء النازحين في لبنان حتى العام 2027.
وفي دعوة هي الاولى من نوعها، طالب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «بالضغط على اميركا واوروبا في ملف النازحين السوريين» وذلك من خلال فتح البحر لهؤلاء والسماح لهم بالمغادرة عبر سفن جيدة.
وتنطلق الاجندة هذه من نقطة ارتكاز هي ان هناك ما يشبه الاجماع اللبناني على الموقف من عدم بقاء النازحين السوريين في لبنان، وعودتهم الى بلادهم.
كما طالب نصر الله من الدولة اللبنانية بأن تطلب من واشنطن إلغاء قانون قيصر اي رفع العقوبات عن سوريا، مشيراً الى ان مشكلة النازحين ليست في سوريا بل لدى اللبنانيين.
وحسم الامين العام لحزب الله الموقف بالنسبة للجنوب، فأشار الى ان جبهة الاسناد اللبنانية مستمرة كمًّا ونوعاً، وتفرض معادلات والربط مع جبهة غزة هو امر قاطع، والاميركي والفرنسي سلّما بهذه الحقيقة.