تهاني دعيس: المستقبل الذي سيشرق من جديد

تهاني دعيس

Share to:

نضال العضايلة

يسألونك عن النساء اين ولدن، وأي أرض باركن، يسألونك عن بنات الحسب والنسب، كيف صنعن من المستحيل حقيقة، ومن الواقع أمل، فكيف إذا سألوك عن تهاني دعيس، اين ترعرعت وفي كنف من، فماذا عساك تجيب؟. حملت مشاعل الأفكار فيه وكان الفكر يغشاه السبات إمرأة للحياةِ وهبت نفسها فأهدتها للناس الحياة مسيرتها تاريخ ومجد وبالأمجاد تروى الذكريات

تتكىء على مساحات الزمن، لا تتناثر أمام الصعاب والتحديات كأنها ذرات رمل، لا، هي إمرأة مختلفة، إمرأة حملت على عاتقها الكثير من التحديات، أُشرعت أمامها الأبواب، فُتحت بين يديها كل قنوات العز والفخار.

تهاني دعيس، إمرأة إستثنائية بحثت عنها في كل مكان، في الركن البعيد الهادىء، في تفاصيل الشعر والنثر، في كل مساحات الكتابة، في اروقة السنوات الأخيرة، فوجدتها حروف تكتب من ضوء القمر، انها حقا إمرأة رائعة من روائع الزمن الجميل، زمن الحريه، زمن يعيد للذاكرة تفاصيلها.
ينصهر القمر، ليطلق كوكباً درياً اسمه تهاني دعيس، صانعة الحلم في زمن لا أحلام فيه، سيدة من واقع جميل، تصر على أن يكون هذا الواقع مزدهرا ينبض بلحظات الفرح بدلا من البؤس والشقاء، فهي ترى الأمور بعين الواثقة من نفسها، وهي كذلك.

تهاني، وانا اغوص ببحرك يا ابنة الخليل، اردت ان القي الضوء على بعض ابداعاتك، تلك التي جعلت من الحرف كلمة ومن الكلمة جملة ومن الجملة سطراً، ومن السطر بيتاً، ومن البيت قصيدة.

فأي إمرأة انتِ؟، وأي أنثى انتِ؟، تميزتي واتقنتي صناعة المستحيل، وطوعتيه بذكاء وحسن تقدير، إمرأة مرهفة الإحساس، وسيدة مجتمع، وريادية، ومبدعة، هي ايضا القاب تليق بإبنة السنوات الجميلة التي شكلتكِ.

وتتجولين يا تهاني كالفراشة، تحلقين بثقافتك العربية وأفكارك في فضاءات لا حدود لها، وتتنقلين بين زهرة وأخرى لتنشرين لمساتك الإنسانية الساحرة هنا وهناك، فتداوين جراح هذا، وتشاركين تلك أفراحها وأحزانها، وتتبادلين الخبرات التي ترتقي بك إلى مصاف المرأة الإستثنائية، انتي سيدة من طراز فريد، جمعك الطموح والشغف بالتغيير للأفضل، تخطت طموحاتك حدود الأردن والوطن العربي، لتتفاجئين بأن صداقة عميقة جمعت بينك وبين عالمك الواسع، فجعلت منك رائدة على مستوى عال.

يا ابنة الوطن الكبير، لم تعولين يوما على إرث عائلتك المشرف ولم تستغلين أسمها وسمعتها النظيفة بل مشيتِ في طريق العصامية المجدة، رغم فخرك بما تملكه عائلتك من ارث بما قدمته لوطنها وأمتها.

ويحضرني سؤال، من انتِ؟ انتي من شكلتِ بعصاميتك المثال الحي لمثابرة المرأة الأردنية والعربية، انتِ الدرس القوي لطموحك المشروع والبناء، انتِ من نالت باستحقاق ثقة متابعينها في ميادين حياتية مختلفة، انت الشابة الطموحة، متعددة المواهب، كنت ما زلت اداة التعبير، التي تتصف ببشاشة الوجه والدفء الذي يشيعه حضورك وبساطتك وتلقائيتك، فيسر المقربون منك بأنك طيبة القلب والأنسانة.

والأهم يا سيدتي، إصرارك الكبير على النجاح والفوز، ليس بالجوائز العالمية، وإنما بالوصول إلى عقول البسطاء والناس العاديين، الأمر الذي حقق لك نوعاً من التكامل الذاتي معبرة عن نفسك بنفسك دون اللجوء للعائلة او العشيرة، فدخلت القلوب من أوسع الأبواب واحتليت مكانة مرموقه في مجتمع ذكوري اسست لك فيه مكاناً صلباً.

النساء لديهن إدراك بأن كل القضايا الموجودة في المجتمع تخص في نهاية المطاف المرأة باعتبارها الوحيدة القادرة على خوض معاركها للحصول على كامل حقوقها في المجتمع، ولكن تهاني المرأة التي عرفها الكثيرون، بطموحها ومثابرتها مصرة ان تسلك طريقاً آخر غير ذلك الذي جعل من وجودها بين نساء المجتمع العربي حالة فريدة من نوعها، معلنة ان التشاركية حالة يجب ان تأخذ دورها في مجتمع ذكورانثوي متجانس.

وكشكل من اشكال الوعي الإجتماعي والوطني وكأداة تعبير عن مكونات الإنسان وأحلامه لعبت تهاني دوراً مركزيا في احداث الإنعطافات الحاسمة في صيرورتها، وبكل جرأة.

من الأرض خرجت تحمل معها ثلاثة قناديل، الأول قنديل الفكر، والثاني قنديل المعرفة، والثالث قنديل الجمال، ولكل قنديل حكايته، والأهم من ذلك كله، حكايتها التي كتبها الزمن ومضات خالدة في تاريخ الوطن، وسطر لها الكثيرون أن مثلها يخلقون للتألق والإبداع، والريادة في عالم مليء بمختلف أنواع الأمل.

واختم وأقول: تهاني دعيس، واحدة من النساء الرائدات المبدعات اللواتي حفرنّ اسماؤهن في ذاكرة الزمن بأحرف من نور، نذكرك اليوم وكلنا فخر بك كأروع مثل للمرأة المبدعة المعطأة، مكافحة حملت على عاتقها مسؤولية جمة، وساهمت بإبداع بتطوير نفسها، تؤمن بشراكة العيش في عالم تتساوى فيه الفرص والحقوق، تطمح للمساواة، تبني عالمها بذكاء، تبدع من أجل التغيير.

Exit mobile version