تكميم المعدة أو «السليف» مش مزحة… الأنظمة الغذائيّة ناجحة والرياضيّة قد تنحت أجسامكم باتباع هذه الخطوات

تكميم المعدة

Share to:

الديار – ندى عبد الرزاق

يقول الدالاي لاما: «نحن لا نحتاج الى المزيد من المال، لسنا بحاجة الى مزيد من النجاح او الشهرة، نحن لا نحتاج الى الجسم المثالي او حتى الرفيق المثالي، لدينا عقل، وهو كل المعدات الأساسية التي نحتاج اليها لتحقيق السعادة الكاملة».

بطبيعة الحال تبقى الصحة تاجا على رؤوس الاصحاء لا يراه الا المرضى، بعد ان كثر الحديث في الأيام الماضية عن عمليات تكميم او قص المعدة، كان لا بد من الحديث عن هذه الجراحة، والمضاعفات التي تنتج منها، ومن هم المخولون القيام بها، او الذين لا يجب ان يخضعوا لمثل هذه الجراحات، وهل من الممكن الحصول على جسم متناسق وجذاب من خلال تغيير عاداتنا الغذائية وسلوكنا اليومي فقط!

ما هو «السليف»

تكميم المعدة او كما يسمى «تكميم المعدة الرأسي»، عبارة عن عمل جراحي بغية إنقاص الوزن، ويتم إتمام هذه العملية باستخدام المنظار الذي يتضمن ادخال أدوات دقيقة عبر شقوق صغيرة متعددة في الجزء العلوي من البطن، وبهذه الطريقة يتم استئصال او قص حوالى 80% من المعدة، وترك جزء يشبه الانبوب، ويكون بحجم وشكل ثمرة الموز.

هذه الطريقة تؤدي الى تقليل كمية الطعام الذي يتناوله الشخص، كما ان هذه العملية تُحدث تغييرات هرمونية تساهم في خسارة الوزن، وبالتالي تخفيف الحالات المرضية المزمنة مثل امراض ارتفاع الضغط والقلب، السكري والكوليسترول الضار وأمراض اخرى تعدّ وتصنف بأنها مستعصية، على سبيل المثال العقم والسكتة الدماغية.

متى يتم اللجوء الى تكميم المعدة

شاع في الفترة الأخيرة الى جانب التكميم، اجراء آخر عبارة عن ادخال بالون سيليكون الى داخل المعدة مملوء بمحلول ملحي، يساعد على إنقاص الوزن عن طريق الحد من مقدار الطعام، ما يعطي الشعور بالشبع بصورة أسرع.

على كل حال هذه الإجراءات تكون الخيار المتاح في حال لم تعطي الأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية النتائج المرجوة. ويجب عدم المخاطرة مهما تعددت الأسباب، لان المضاعفات الناتجة عن التكميم على المدى القريب والبعيد قد تؤدي الى الموت، منها النزيف الحاد، التهابات، رد فعل عكسي للتخدير، جلطات دموية ومشاكل في الرئة او التنفس وتسرّبات من حافة المعدة المبتورة.

اما المخاطر طويلة الأمد تكون بانسداد مَعدي معَوي، الفتاق، الارتجاع المريئي، نقص سكر الدم، التقيؤ وسوء التغذية. بالإشارة الى انه نادرا ما تكون جراحات تكميم المعدة مميتة.

السيدة تمارا خضعت منذ أربع سنوات لعملية تكميم المعدة، تقول لـ «الديار»: «في الحقيقة انا لم اعان من أي مضاعفات بعد عملية «السليف»، وانصح بها فقط إذا كانت الحالة مستعصية، وقد خضعت لها احدى زميلاتي في العمل وكانت ناجحة جدا. وتتابع: انا بقيت ليومين في المستشفى واعطوني آلة يتم نفخ الروايا من خلالها، إضافة الى حقن لمنع حدوث الجلطات. ويبدأ الشخص بأخذ السوائل لفترة أسبوعين، ومن بعدها يتم ادخال الطعام بشكل مدروس ومحدد من قبل الطبيب المتابع للحالة، وما قد ينتج عن هذا الاجراء تسرّب سائل الى داخل المعدة وليس نزيفا، وهذه المضاعفات نادرا ما تحدث».

في المحاولة «سلامة»

يمكن للإنسان ان يعتمد أنظمة غذائية صحية متوازنة، والاهم لذيذة الى جانب التمارين الرياضية. وفي هذا الإطار، تقول اختصاصية التغذية جاكي كسابيان لـ «الديار»: «من الضروري ان يكون الطبيب المشرف على هذا النوع من العمليات يتمتع بضمير حي، وذلك بتأكده ان هذا المريض حاول القيام بالطرق البديهية المتعارف عليها لإنقاص وزنه وفشل، وكرر المحاولة أكثر من مرة وعلى فترة معينة». وتضيف: «الأهم ان تكون الحالة ذات وزن زائد او وصلت الى مرحلة البدانة المفرطة بدون مشاكل صحية، او العادية مع مشاكل مثل الكوليسترول، تريغليسريد والسكري». وتتابع: «هنا لا بد من تقييم الحالة والمشاكل الصحية إذا كانت ناتجة من زيادة الوزن، فالأفضل ان تجرى عملية التكميم انطلاقا من ان الأنظمة الصحية فشلت مع هذه الحالة بالتحديد».

البدانة المفرطة أساسها الصغر

وفي هذا السياق، تقول كسابيان: «بتنا نرى هذه الحالة كثيرا في لبنان، ومن المهم ان يلتفت الاهل الى أولادهم منذ الصغر. في الماضي كان يقال ان إضافة «السمن البلدي» الى الطعام يوفر التغذية للمرء او يُجبر الولد على انهاء ما تبقى من طعام في الصحن، او يستخدمون اقوال مثلا: «ما بتاكل الا الصحة»، بحيث من السهل ان تحضّر وجبة البطاطس والدجاج المقلي، وهذه الأطعمة مشبعة بالدهون كما انها غير صحية». وتتابع: «من هنا نستنبط ان الشخص منذ الصغر قد تعوّد المذاق الدسم والاطعمة المضرة».

وتكشف كسابيان عن مجموعة أمور تؤدي الى الشيخوخة المبكرة، وعوائق صحية شديدة قبل بلوغ سن الثلاثين، وتشير الى سلوك يجب على الأشخاص البالغين وحتى الاولاد اعتماده، والا نستسلم لمقولة « فات الأوان»، وان نبدأ بتعويدهم المأكولات غير الدسمة، وتفادي او تقليل تلك المقلية والسريعة والجاهزة كالبيتزا والبرغر. وتتابع: «لا أقول ان نقطعها بشكل نهائي، وانما ان لا يكون ارتكازنا على هذه الأنواع، وعلينا تمريرها من فترة الى أخرى او في الأسبوعين مرة». وتشدد على انه «يجب ان يكون لدينا طعام مطهٍ في البيت، الى جانب الالبان والاجبان، وتعويد الأولاد تجهيز شطائرهم الى جانب حبة من البندورة او الخيار».

وجبة متكاملة

وفي سياق تحضير الطعام، تقول كسابيان: يجب ان يكون الشخص الذي يحضره مُلمّا بأن هذه الوجبة متكاملة العناصر التي يحتاج اليها الجسم ولو بالحد الأدنى، فتكون مقسّمة ما بين النشويات والبروتينات والدهون الصحية، وبالتالي تقليل تلك الضارة قدر المستطاع، وان ينطلق الانسان من منهج ثابت بحيث يتناول اصنافا يحبها ويستمتع بمذاقها، بعيدا عن أنواع ذات اضرار صحية جسيمة».

وتتطرق كسابيان الى المأكولات ذات المكون الأساسي في الأنظمة الصحية او السلوك اليومي، تبدأ بإدخال كميات من الالياف ومضادات الاكسدة، والتي تكون غنية بها الفواكه والخضر والحبوب والدهون الصحية، مثل المكسرات والزيتون وزيت الزيتون. كما انها تتوافر في كل ما هو اخضر مثل البروكولي، السبانخ، الجرجير، الهندباء والفليفلة في كل الوانها والمعروفة بخزان للفيتامينB6، وتعدّ من اهم العناصر التي تعمل على تخثر الدم وحماية صحة العظام والبوتاسيوم المهم لصحة القلب والفوليك او ما يسمى B9،وله خصائص مهمة للحوامل، إضافة الى فيتامين C الذي يساعد في الوقاية من امراض عديدة لاحتوائه على مركبات الفلافونويد، بالكاروتينات، زياكسانثين، وكريبتوزانتين، وهي مضادات اكسدة تحمي الجسم من الالتهابات وتقي من الامراض، وتقلل نسبة الإصابة بأمراض القلب.

واشارت كاسبيان الى ان « هذه العناصر والفيتامينات تحمينا، وان اعتماد هكذا أسلوب حياة يرتكز على الفيتامينات، ويضمن لنا مستقبل صحي قليل الامراض والاعباء الصحية».

لا مفر من الامراض الوراثية

وتلفت كسابيان الى شق مهم جدا قد يغفل عنه البعض، وهو وجود الامراض الوراثية، فتقول: «يوجد الكثير من الأشخاص الذين يحاولون القيام بأنظمة إنقاص الوزن ويلتزمون بها ويعتمدون الطعام المتوازن، وقد يذهبون الى ابعد من ذلك فلا يكسرون هذا السلوك بيوم مسموح لهم طوال الشهر وربما أكثر، وبالرغم من ذلك قد يعانون من وعكات صحية. في هذا الإطار أقول لهذه الفئة، ان المشكلة ليست في النظام او الطعام، وعلى صحة السلامة يطبق ليقي الانسان نفسه، في حال وجود أي من المشاكل الصحية الوراثية في العائلة للمستقبل».

وتعتبر كسابيان ان ممارسة الرياضة عامل مهم جدا مهما كان النشاط بسيطا، كـالمشي لمدة ساعة في اليوم، وتلفت الى ان هذه الأمور قد يتعلمها الافراد منذ الصغر، فتكون أسلوب حياتهم مع التقدم في العمر، ويكون من خلال القيام بنشاطات ومجهود بدني متوسط وخفيف وتحريك الجسد، فلا يبقى أطفالنا على الهاتف المحمول او الكمبيوتر لساعات. لذا عندما ننمّي هذه العادات لدى أطفالنا في عمر مبكر داخل البيت، ويرون اهلهم يمارسون هذه العادات الجيدة، ينتقل هذا الامر الى الأصدقاء وتصيب هذه العدوى الإيجابية المحيط بأكمله. وبالتالي الجميع ينطلق من العادات الصحية، ان كان من خلال الطعام بالابتعاد عن الدسم والمشبع بالدهون الضارة، والاستعاضة بالصحي الغني بالدهون الجيدة، وممارسة الرياضة لحماية القلب والجسد ككل.

Exit mobile version