على وقع المبادرة الاميركية المتأرجحة، اشتعل الميدان من جديد، في مشهد اعاد الى الاذهان احداث قطاع غزة. معارك على الحدود الجنوبية، غارات بقاعا وجنوبا وفي الضاحية تدميرية بجزء منها، واغتيالية عند تخوم منطقة السوديكو، تستمر المناورة الميدانية وعمليات جس النبض على طول الجبهة الشمالية، وسط ضخ “اسرائيلي” غير مسبوق.
مصادر مطلعة على مسار العمليات القتالية كشفت انه في الوقت الذي يسعى فيه جيش العدو الاسرائيلي الى وضع ثقله العسكري، للتقدم والسيطرة على خط الدفاع الثاني، والامساك بنقاط “حاكمة وحيوية”، للحد من الاستهدافات المباشرة لغالبية مستوطنات الشمال المنتشرة على طول الحدود اللبنانية، في مقابل محاولات حزب الله لتحويل المعركة الى حرب عصابات، مستندا إلى طبيعة الأرض الجغرافية وعدم قدرة الجيش “الإسرائيلي” على التقدم.
وتابعت المصادر بان الحزب يملك ترتيبات دفاعية كثيرة واحتياطات وإستراتيجية وتعبوية، قد تكون مكلفة لاي عملية اختراق “إسرائيلي” “عميق” في ظل نوعية الأسلحة التي يمتلكها، متوقفة عند النقاط الاتية:
- قدرة حزب الله على المناورة بشكل كبير نتيجة الطبيعة الجغرافية لجبهة القتال، والتي يستغلها الى اقصى درجة.
- مرونة حركة وحداته القتالية، القادرة على التنقل بشكل سريع وكبير عبر شبكة انفاق وخنادق تم اعدادها وتجهيزها.
- الاكتفاء اللوجستي للقوات المقاتلة لجهة توافر كميات ضخمة من الاسلحة والذخيرة على الخطوط الامامية، وعدم تأثير استراتيجية قطع الطرقات في نقل السلاح والعتاد الى الجبهة.
- اعتماد الحزب استراتيجية الكمائن والاشراك والقتال من نقطة صفر، لشل قدرة سلاح الجو “الاسرائيلي” على التدخل، وكذلك سلاح المدفعية البعيدة المدى.
- الاستفادة من النقص في العنصر البشري ومن الدبابات، ووضع الجيش المنهك بشكل عام، بعد قتاله لاشهر عديدة في قطاع غزة.
- نجاح الحزب في تنفيذ مناورات ذكية لردع المناورة البرية المستمرة منذ قرابة اخمسة اسابيع، حيث أن مسألة تحديد الأهداف تكون لناحية الأفضلية وذات الصلة بخطة العمليات الاساسية.
- اعتماد استراتيجية عام 2006 المطورة.
وتشير المصادر الى ان حديث الجيش “الإسرائيلي” عن السيطرة في جبهة الشمال وتأمين حرية الحركة داخل المستوطنات، لا تعكس حقيقة الواقع، مؤكدة أن الواقع الميداني يعكس صورة مختلفة تماما، فاعتماد هذه التصريحات هدفه تبرير عملياته في جنوب لبنان وإظهار إنجازات وهمية، فالقوات “الإسرائيلية” ذاتها تعاني من ضربات مستمرة، حيث تتعرض ثكناتها العسكرية للقصف حتى داخل الأراضي “الإسرائيلية”.
وأشارت المصادر، إلى أن محاولات جيش العدو لتطوير المرحلة الثانية من عملياته تواجه مقاومة شديدة، خصوصا على محور “طيرحرفا – شمع”، وفي القطاع الشرقي باتجاه طلوسة، حيث لم يتمكن حتى الآن من التقدم إلى المرتفعات الإستراتيجية.