قال كاتب إسرائيلي إن “تل أبيب تفضل في هذه الآونة التركيز على الملف الإيراني في الخليج، وتقدر أن يكون هناك المزيد من الجولات العسكرية في الوسط اللبناني، ما قد يحتم عليها أن تختار متى ترد بقوة أكبر، مع العلم أن الجمهور الإسرائيلي لا يريد حربا، وهذه لعبة في مصلحة صناع القرار”.
وأضاف إيتمار آيخنر في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، ترجمته “عربي21” أنّ “الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية ما زالا يقظين لاحتمال تصعيد وشيك ضد “حزب الله” بعد الصواريخ باتجاه الشمال والقصف المدفعي على جنوب لبنان، رغم أن إسرائيل تفضل إبقاء قرار فتح جولة مواجهة لتوقيت أكثر دقة، كما أنه يجب اختيار الحرب الصحيحة في التوقيت المناسب”.
وأوضح أنه “من الممكن أن يضطر الجيش في المستقبل لتوجيه “ضربة ذكية” للحزب، لأن التقدير الآن في إسرائيل أن صواريخ يوم الجمعة لن تكون الأخيرة، وستكون هناك جولات أخرى، وقد نصل لأيام المعركة، وما يلعب لصالح الجيش أن آخر ما يريده الرأي العام الإسرائيلي الآن هو الحرب، وهو يصر على أنه رغم رد الفعل المنضبط على الصواريخ، فإن الردع ضد حزب الله لم يتضرر”.
وأشار إلى أن “وضع إطلاق الصواريخ من لبنان بين حين وآخر غير مقبول، ويمكن أن يقوض استقرار المنطقة، لأن الهجمات الأخيرة تمت تحت رعاية إيران، التي تمول حزب الله، وتوضح الأحداث مدى حاجة قوة اليونيفيل لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بجدية، لأن هجوم الحزب وعجز الحكومة اللبنانية سيلحق الدمار بلبنان ككل، على اعتبار أن إسرائيل لن تتردد في الرد والإضرار بالبنية التحتية المنتشرة في جميع أنحاء لبنان”.
رون بن يشاي الخبير العسكري الإسرائيلي زعم أن “حزب الله يخشى من تغيير قواعد اللعبة، رغم أنه يخدم المصلحة الإيرانية في صرف النار عن الانتهاكات في الخليج، لكن المعضلة الإسرائيلية تبقى ماثلة في الخشية من توجيه ضربة قاتلة للردع في مواجهة أيام المعارك، والخلاصة أن جولة عسكرية ضد حزب الله باتت حتمية، وفق كل المؤشرات السائدة”.
وأضاف بن يشاي في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، ترجمته “عربي21” أن “هناك جملة أسباب دفعت الحزب لإطلاق الصواريخ، وتبني المسؤولية عنها، لأول مرة منذ حرب لبنان الثانية، أولها الرد على قصف الطائرات المقاتلة للقوات الجوية الإسرائيلية، ردا على إطلاق صاروخ من منظمة فلسطينية من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة كريات شمونة، ورغبة الحزب في الظهور كمن “يدافع عن لبنان”.
وأشار إلى أن “السبب الثاني يكمن في رغبة الحزب بتحويل الانتباه العالمي عن تطورات منطقة الخليج، وما تقوم به إيران هناك نحو السفن العالمية، والخشية من إجراء مناقشة غير مريحة للغاية لإيران وحزب الله في مجلس الأمن، رغم أنهما لا يريدان مواجهة مع إسرائيل، ويسعيان لإغلاق ما يمكن أن يحدث بسرعة، خشية أن تتطور الأمور إلى جولة قتال، لأن الحزب لا يريد أن يتهمه اللبنانيون بتدمير بناهم التحتية وفقدان أرواحهم”.
وأوضح أن “إيران لا تريد أن يخسر الحزب ترسانة الصواريخ التي قدمتها له من أجل تهديد إسرائيل استراتيجيًا في حال هاجمت مواقعها النووية، لذلك يشير الحزب بوضوح لرغبته بالتوقف، لكن إسرائيل لا تستطيع كبح جماح نفسها أمام تكرار إطلاقاته للصواريخ، لأن ضبط النفس أو رد الفعل البسيط من الجيش الإسرائيلي سيؤدي إلى تبدد الردع أمام الحزب”.
وختم بالقول إن “انتهاء الحدث دون مواجهة حادة وطويلة للغاية، يعني أنه لا جدوى من دخول أيام طويلة من المعركة، رغم أن التقدير الإسرائيلي يرى أنه في المستقبل القريب لن يكون هناك مفر من جولة الاشتباكات مع حزب الله في لبنان”.