« ساعدوا انفسكم لنساعدكم»، عبارة كرّرها المسؤولون الغربيون والعرب الذين زاروا لبنان لمساعدته في تخطي ازماته المتواصلة. وكذلك مَن هم في الخارج يجتمعون ويطرحون الملف اللبناني من كل جوانبه، حتى سئم الجميع منا، تحت عنوان «لن نكون ملكيين اكثر من الملك». والمثال واضح من خلال أكثرية المسؤولين غير المبالين بكل ما يحصل، بالتزامن مع كل انواع الانهيارات التي وصلت الى قمة الانحدار نحو الهاوية التي لم تعد تتسع. ولا سبيل لتعداد تلك المصاعب التي يعيشها اللبنانيون يومياً، والجواب يتكرّر «لا حل ولا مَن يحزنون»، البلاد باتت على سكة التدهور وتبدو النهاية قريبة، بالتزامن مع الهزّات والزلازل والارتدادات التي لم تكن بهذا الكم، أي انّ التطويق بالكوارث بات من كل الجهات، ولم يعد اللبناني يعرف من أين تأتيه المصائب.
الى ذلك، يبدو الفراغ الرئاسي مسيطراً على كل الوساطات التي لم تعد تنفع، فيما مفتاح الحل يبدأ بانتظام المؤسسات وانتخاب الرئيس وتشكيل حكومة، ولا شيء من هذا يبدو قريباً، لانّ المجتمع الدولي «نفض يديه” من معضلة لبنان، الذي يكاد يكون غائباً كلياً عن الخارطة الدولية.
وفي هذا الاطار، تشير مصادر النواب الذين زاروا واشنطن والتقوا المسؤولين الاميركيين خلال اتصال مع» الديار» الى ان لا ثقة دولية بلبنان، وهذا ما فهموه، و»الى أننا بتنا نهائياً خارج جدولهم، لان الوضع خرج عن السيطرة، وبالتالي فمؤسسات الدولة تسقط تباعاً، والمخاوف كثرت بعد اتجاه القطاعين التربوي والقضائي نحو الهاوية، كذلك الامر بالنسبة الى القطاع المصرفي الذي يتعرّض لعملية تدمير ممنهجة».
الجلسة التشريعية مستبعدة في المدى المنظور
في إطار الجلسة التشريعية، افيد بأنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري لم يصرف النظر عنها، والاتصالات مستمرة بهدف انعقادها، على ان توجّه الدعوة لجلسة «تشريع الضرورة»، عندما تتوافر المعطيات اللازمة، لكن حالياً لا جلسة بعدما جدّد رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل موقفه الرافض المشاركة فيها. فيما تردّد في كواليس «التيار» أنّ خلافات سادت تكتل» لبنان القوي» لانّ بعض نوابه ابلغوا زملاءهم بأنهم سيشاركون على الرغم من رفض باسيل.
الانفجار على الابواب
بالتزامن مع كل الازمات التي تطوّق البلاد، من الاقتصادية الى المالية والتربوية والمعيشية والمصرفية، والاعتصامات والاحتجاجات والغلاء المستشري الذي ادى الى مشاهد لم يعرفها اللبناني حتى خلال الحرب، والتي بتنا نراها يومياً من خلال اطفال ومسنين يأكلون من القمامة، فيما المسؤولون يتربّعون على عروشهم غير آبهين بما يعيشه شعبهم، يؤكد مراقبون أنّ الانفجار آت لا محالة وبالتالي فمحاوره حاضرة بقوة، وقد باتت قاب قوسين، لانّ لبنان وصل الى الاحتضار امام أعين الدول التي حاولت انتشاله، من دون أي مساعدة من قبل مسؤوليه الباحثين فقط عن مصالحهم الخاصة فيما وطنهم وصل الى قعر جهنم، وهذا يعني انّ لبنان بات على فالق مالي- معيشي خطر.