تصاعدت حدّة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، بعد ظهر الأحد، وأفيد عن تساقط القذائف خارج المخيّم وطاولت مدينة صيدا والاوتوستراد البحري جهة الجنوب، فيما بلغت حصيلة القتلى الأولية الـ9.
وكانت ساحة مخيم عين الحلوة قد تحولت ظهراً إلى عمليات كر وفر بين “فتح” والمجموعات المتشددة عند محور حطين، استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وسقط إحداها في جوار المخيم على الاوتوستراد الشرقي الذي يربط المدينة بالجنوب والمقفل امام السيارات في وجهة سير نحو الطريق الساحلية البحرية، كما انفجر عدد من القذائف الصاروخية في اجواء مدينة صيدا و درب السيم وسيروب، كما أدى الرصاص الطائش الى اصابة المواطن عدنان الزكنون في منطقة تعمير عين الحلوه، ونال الرصاص ايضاً من احدى السيارات في تعمير حارة صيدا.
عادت الاشتباكات واشتعلت مجدّداً، على الرغم من الاتصالات والمحاولات التي بذلتها القيادة السياسية في “فتح” و”هيئة العمل الفلسطيني المشترك” وقيادات لبنانية لوقف إطلاق النار، والتي باءت جميعها بالفشل، علماً أنّ السفير الفلسطيني أشرف دبور، استطاع الدخول مساء أمس مع أعضاء في “هيئة العمل الفلسطيني”، لكنّه فشل وواجه صعوبة في إقناع المجموعات المسلحة التابعة لـ”فتح” بالتزام قرار وقف إطلاق النار، كما واجهت القوى الإسلامية إقناع المتشدّدين في عدم إطلاق النار.
وتتركّز الاشتباكات الدائرة حالياً على المحور الغربي والجنوبي، الرأس الأحمر وحطين والطيري، بالإضافة إلى محور البركسات، بستان اليهودي وحي الطوارئ ومحلة التعمير التحتاني. وقد أشارت معلومات من داخل المخيم إلى قيام أحد العناصر الإسلامية بقتل ضابط من حركة “فتح” في حي الرأس الأحمر داخل مكتبه واستيلائه على بعض الأسلحة.
وكان لافتاً الموقف الذي أطلقه النائب أسامة سعد خلال تفقّده أماكن النازحين من المخيم إلى صيدا، والذي حمّل فيه بعض المسؤولين الرسميّين اللبنانيّين مسؤولية ما ستؤول إليه مجريات الأحداث في عين الحلوة، “بسبب ما يطلقونه من وعود سخيّة للمتورّطين في أحداث المخيم”.
في سياق متّصل، أثار مشهد نصب خيم لإيواء النازحين من مخيم عين الحلوة عند مدخل صيدا الشمالي ردود أفعال عديدة على المستوى الرسمي، إذ أفادت معلومات لـ”النهار” في وقت متأخر أمس بأنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي طلب من وزير الداخلية بسام مولوي إزالة خيم النازحين من أمام الملعب البلدي في صيدا – وهو ما قد تمّ بالفعل صباح اليوم – على أن يستمرّ تنسيق الجهود مع الأونروا لإيواء الهاربين في المدارس والمراكز الآمنة.
وتوتر الوضع الامني فجرا في مخيم عين الحلوة، وظلت الاشتباكات حتى منتصف الليل متقطعة حيث توقفت مدة اربع ساعات لتستأنف عند الرابعة فجرا وما زالت بوتيرة تخف حيناً وتتصاعد احياناً، رغم كل الجهود والاتصالات التي اجريت على اعلى المستويات واللقاءات التي عقدت حتى ساعة متأخرة من الليل، بإشراف سفير فلسطيني اشرف دبور وحضوره.
ودارت الاشتباكات عند نقطة المحور الغربي للمخيم حي حطين جبل الحليب، وسمع دوي القذائف التي تخطت حدود المخيم لتطاول اماكن الجوار حاصدة المزيد من الخسائر البشرية والمادية ونسبة نزوح اكبر للاهالي من المخيم في اتجاه اماكن آمنة في مدينة صيدا.