تشاور الراعي مع باسيل وفرنجيّة اكد على عدم تخطّي المكوّن المسيحي بملف الرئاسة

Share to:

الديار – صونيا رزق

كل من يزور الصرح البطريركي في هذه الفترة، ينقل دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى ضرورة «ان نكون يداً واحداً كلبنانيين وكمسيحيين، لان دورنا كبير وأساسي، وانقسامنا أضعف لبنان، لذا نشعر بوجود خطر على هوية البلد، ما يستدعي اتخاذ خطوات حاسمة تبعد الكأس المر عن لبنان، الذي يقدمه له بعض السياسيين الطامحين الى تحقيق مصالحهم الخاصة فقط لا غير».

اما على خط الحوار المسيحي، فيردّد الراعي امام المقرّبين» انّ تجربته لم تكن مشجعة مع حوارات الزعماء المتنافسين على موقع الرئاسة، لانّ الكل طامح اليها، وهو سبق ان جمع في بكركي كلاً من العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، وطلب منهم حينئذ إقراراً بألا يقف أي منهم ضد وصول احدهم الى رئاسة الجمهورية، في حال كانت الظروف مؤاتية لانتخابه، لكن لم يتحقق هذا، لذا يفضّل اليوم عدم انعقاد هذا الحوار خصوصاً انه لم ينل تجاوباً منهم ، باستثناء رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، الذي زار الصرح قبل فترة طارحاً هذه الفكرة، لكن خلافاته مع كل الزعماء المسيحيين حالت دون ذلك، فيما مساء الاربعاء الماضي زار رئيس « التيار» بكركي بناءً على دعوة الراعي، فكان تأكيد من الاول أنه لا يمكن تجاوز ارادة المسيحيين، ولا يمكن أن نقبل انتخاب رئيس من دون ارادتهم ونأمل منهم تسهيل الوصول الى اتفاق، وبدا هادئاً سياسياً ومستعداً للانفتاح على الاخرين.

وعلى خط فرنجية الذي لحق بباسيل تباعاً الى بكركي ظهر الخميس، حيث اطلق تصريحاً مغايراً من خلال قوله: «أنا لست مرشح حزب الله وكتّر خير أي فريق يرشحني»، أي حاول رئيس «المردة « الاتجاه نحو الوسطية في الرئاسة، لكسب المزيد من الاصوات المؤيدة، وإراحة بال الفريق المعارض بعض الشي، لكن بدت هذه المحاولة صعبة لانه رأس حربة في الفريق الممانع، ومقرّب جداً من دمشق وحزب الله وهو لا ينكر ذلك بل يتباهى، فيما اليوم ونظراً للهدف الرئاسي فقد اتجه نحو الخط الوسطي، وحاول إظهار نفسه ضمن هذه الخانة، فأعلن انه مع إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية، موضحاً انه سيكون ضمن حوار سياسي مع الجميع، والجملة الابرز التي اطلقها وفتحت باب الاسئلة من دون ان تلقى جواباً: «أنا قادر أن آخذ من المقاومة وسوريا ما لا يستطيعه أيّ مرشح آخر».

الى ذلك يبدو فرنجية «محشوراً» سياسياً ، بين الفريق الممانع الذي ينتمي اليه، والفريق المعارض الذي يطمح للحصول على بعض اصواته، لسلوك درب بعبدا بـ 65 صوتاً كما يروّج المقرّبون منه منذ فترة، إضافة الى سيناريوهات تطرح في هذا الاطار ضمن الكواليس الرئاسية، بعد لقاءات جمعت معارضين وموالين «من تحت الطاولة»، بهدف التوافق على مرشح مقبول من الطرفين، لكن لفرنجية بعض الهواجس من إمكان تلقيه ضربة سياسية من احد الحلفاء الامس، ومن بعض الذين يغيّرون رأيهم في الدقائق الاخيرة، بهدف إسقاطه في صندوقة الاقتراع، لذا يعمل ضمن حركة مكوكية لإقناع الاغلبية به والكل لاحظ ذلك، مع الإشارة الى انّ حظوظ الزعيم الزغرتاوي تتأرجح كل فترة، فتارة تعلو وطوراً تهبط، لكنها تبقى اقل من حظوظ قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي يلقى لغاية اليوم النسبة الكبرى من الاصوات، وهذا ما سيظهر حين يعلن ترشيحه.

في غضون ذلك افيد بأنّ فرنجية ما زال يراهن كما الحلفاء، على إستدارة رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط لمصلحته، بناءً على توافق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، والامر ليس بمستبعد، خصوصاً في حال إكتمل النصاب القانوني في الدورة الثانية مع تأمين 65 صوتاً، وهذه الخطة يُعمَل على تحقيقها منذ فترة بأنامل مرجعية سياسية بارزة، وهذا يعني انّ كل الامور واردة في حال خرج الدخان الابيض من مدخنة المجلس النيابي، وفي لبنان اعتدنا حلولا تظهر بشكل فجائي لا احد يترقب توقيتها.

وعلى خط مغاير، يرى البعض أنّ الملف الرئاسي خرج من اصطفافات فريقيِ الموالاة والمعارضة، ويجب تخطّي ذلك في هذا التوقيت، والنظر الى ابعد من ذلك بكثير، أي إعادة اطلاق العملية السياسية وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة فاعلة، في انتظار الردّ السياسي من المعطّلين، لان ما يجري تخطى المعقول، ولم يعد مسموحاً ان يبقى الموقع الرئاسي شاغراً، في ظل كل الازمات التي تطوّق البلد.

Exit mobile version