تسريع الإنتاج من “كاريش” يحدّد مسار الترسيم قريباً

Share to:

الديار – فادي عيد

بعدما بات اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل” في مربّعاته الأخيرة، على رغم بعض محاولات إعادة تحسين كل طرف لمواقعه وظروفه في هذا الإتفاق، تتعدّد سيناريوهات المرحلة المستقبلية، وسط أجواء متفاوتة على مستوى حسابات الربح والخسارة في هذه المحطة المصيرية التي نقلت لبنان من ضفةٍ إلى أخرى بعد سنوات من المفاوضات برعايةٍ أممية وأميركية.

وبالتالي، وإذا سارت الأمور وفق المتوقّع بعد تقديم لبنان ملاحظاته على مسودّة الإتفاق، فإن مشهداً سياسياً جديداً سوف يتكرّس على الساحة الداخلية، وسينسحب على العلاقات ما بين القوى والأطراف السياسية والحزبية الداخلية كافةً.

وفي الوقت الذي يمضي فيه مسار الترسيم في القنوات الديبلوماسية، بحسب ما هو مرسوم له، فإن احتمالات إنجاز الإتفاق تتزايد، ومعها تترسّخ مناخات التفاهم بين العواصم الإقليمية والغربية المعنية بالملف اللبناني، والمشرفة على الترسيم الذي يسير برعاية وإحاطة أميركية غير مسبوقة.

وإذا كانت القراءات الديبلوماسية الغربية والعربية، تُجمع على التعاطي مع هذا الإتفاق وكأنّه نتاج تقاطع مصالح أميركية – أيرانية – أوروبية، وبأنه يحظى بمظلّة دولية – إقليمية، فإن مصادر نيابية محسوبة على قوى الثامن من آذار، لا توافق على هذه المقاربة، وترفض اعتبار الإتفاق، نتيجةً لتقاطع المصالح ما بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، مؤكداة أن اتفاق الترسيم البحري، يأتي نتاج حاجةٍ أميركية وأوروبية لاستخراج الغاز من جهة وفي وقت قصير، وبسبب ضغوط “حزب الله” التي مارسها ويمارسها من جهةٍ أخرى.

وتضيف المصادر النيابية نفسها، رداً على سؤال لـ ” الديار”، إن اتفاق الترسيم، أتى بعد مفاوضات طويلة وشاقة برعاية أميركية مباشرة، وقد دفعت نحو الإسراع في إنجازه، المصلحة الأوروبية المتمثّلة بالحاجة الماسة إلى الغاز جراء الحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا.

وعن الجهة التي سوف تحصل على عدة مكاسب من هذا الإتفاق فهي بالطبع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، لأن لبنان لن يبدأ على الفور بالإستفادة من ثروته النفطية، بل على العكس فهو ما زال في بداية المشوار النفطي، ولا يملك البنية التحتية اللازمة من أجل إطلاق مسار إستخراج وإنتاج الغاز، كما هي الحال بالنسبة لإسرائيل التي أعلنت عن بدء العمل في منصة “كاريش” في وقت قريب جداً، وتشير المصادر النيابية في 8 آذار، إلى أنه على الصعيد اللبناني فإن هذا الإتفاق، سيساهم في حلحلة الأوضاع داخلياً وخارجياً، وفتح صفحة جديدة على صعيد إطلاق مرحلة من العمل السياسي والإقتصادي، على خلفية إقفال ملف ترسيم الحدود البحرية. كما أنها تؤكد أن “حزب الله”، يستفيد معنوياً من اتفاق الترسيم، الذي يقدم رؤيةً عملية للإستراتيجية الدفاعية في المرحلة المقبلة.

وفي القراءة السياسية لهذا الإتفاق، تجزم المصادر ذاتها، بأنه بالطبع سيساهم في تهدئة الأجواء في الجنوب على المستوى العام، وهذا لا يعني أن المرحلة المقبلة، ستختلف عن كلّ سابقاتها، وفق المصادر، التي ترى أن استمرار التهدئة على الجبهة الجنوبية، مرتبطّ بالتطورات الأمنية في لبنان والمنطقة.

Exit mobile version