بالتزامن مع الإعلان عن ثلاث وفاة في القارة العجوز والبرازيل، حذر المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، السب، بأنه يمكن توقع المزيد من الوفيات المرتبطة بجدري القردة، مع التشديد على أن المضاعفات الخطيرة للمرض ما زالت نادرة.
وقالت كاثرين سمولوود، كبيرة مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية في أوروبا، في بيان إن “مع استمرار انتشار مرض جدري القردة في أوروبا، نتوقع رؤية المزيد من الوفيات”.
وأكدت سمولوود أن الهدف يجب أن يكون “وقف انتقال العدوى بسرعة في أوروبا ووقف تفشي المرض”، ولكنها شددت مع ذلك على أنه في معظم الحالات يشفى المرضى من دون الحاجة إلى العلاج.
وأشارت سمولوود إلى أن: “الإبلاغ عن وفيات بسبب جدري القردة لا يغير تقييمنا لتفشي المرض في أوروبا. نحن نعلم أنه على الرغم من أنه يُشفى من تلقاء نفسه في معظم الحالات، إلا أن جدري القردة يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة”.
وكانت كل من إسبانيا والبرازيل قد أعلنتا بفارق قليل بين الجمعة والسبت أول ثلاث حالات وفاة خارج إفريقيا لمصابين بجدري القردة من دون معرفة ما إذا كان الفيروس هو سبب هذه الوفيات.
وبذلك يرتفع عدد الوفيات المسجلة على مستوى العالم منذ مايو إلى ثمان، بعد الإبلاغ عن أول خمس وفيات في أفريقيا حيث يعد المرض مستوطنًا وتم اكتشافه لأول مرة لدى البشر في عام 1970.
ففي إسبانيا، أبلغت وزارة الصحة، السبت، عن ثاني حالة وفاة مرتبطة بجدري القردة بعد يوم واحد من الإعلان عن ما يعتقد أنها أول حالة وفاة مرتبطة بتفشي المرض حاليًا في أوروبا.
وقالت الوزارة في تقرير “من بين 3750 مريضا .. تم نقل 120 إلى المستشفى وتوفي اثنان”، من دون أن تحدد تاريخ الوفاة الثانية.
وأكدت أن المتوفيين “شابان” مؤكدة إجراء تحاليل لجمع مزيد من “المعلومات الوبائية” بشأن الحالتين.
وفي البرازيل، توفي رجل يبلغ من العمر 41 عامًا مصاب بالفيروس الخميس في بيلو هوريزونتي في جنوب شرق البلاد، حسبما أعلنت أمانة الصحة في ولاية ميناس جيرايس الجمعة، موضحة أنه “دخل المستشفى بسبب حالات طبية خطيرة أخرى”.
وقال وزير الصحة في ولاية ميناس جيرايس فابيو باكيريتي “من المهم التأكيد على أنه كان يعاني من أمراض مصاحبة خطيرة، حتى لا نثير الذعر بين الناس. ما زالت الوفيات (المرتبطة بهذا المرض) منخفضة للغاية”، موضحًا أن المريض كان يخضع للعلاج من السرطان.
وسجلت وزارة الصحة البرازيلية نحو ألف حالة إصابة بجدري القردة غالبيتها في ولايتي ساو باولو وريو دي جانيرو الواقعتين في جنوب شرق البلاد.
حالة طوارئ صحية عالمية
في 24 يوليو، أعلنت منظمة الصحة العالمية أعلى مستوى من التأهب، وهي حالة طوارئ للصحة العامة على مستوى دولي، لتعزيز مكافحة جدري القردة المعروف أيضًا باسم “اورتوبوكسفايروس سيميان” orthopoxvirus simian.
وسُجلت وفقًا لمنظمة الصحة العالمية أكثر من 18 ألف إصابة بجدري القردة في جميع أنحاء العالم منذ بداية أيار/مايو خارج المناطق التي يستوطن الوباء فيها في أفريقيا.
وتتمثل الأعراض الأولى للمرض في ارتفاع درجة الحرارة وتضخم الغدد اللمفاوية وطفح جلدي يشبه جدري الماء.
وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء، أنه جرى الإبلاغ عن المرض في 78 دولة وأن 70% من الحالات تتركز في أوروبا و25% في الأميركيتين.
وتتطلب حوالي 10% من الحالات دخول المستشفى لمحاولة تخفيف الألم الذي يعاني منه المرضى. وفي معظم الحالات، المرضى هم رجال شبان يمارسون الجنس مع رجال ويعيشون بشكل أساسي في المدن.
والأربعاء، أوصت منظمة الصحة العالمية بوضوح المجموعة الأكثر عرضة للمرض بتقليل عدد الشركاء الجنسيين.
وأوضح المدير العام للمنظمة خلال مؤتمر صحافي في جنيف أن أفضل طريقة للحماية “هي تقليل مخاطر التعرض” للمرض.
ويعد جدري القردة حاليًا مرضًا ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ويمكن لأي شخص أن يصاب به، في حين يعد التلامس المباشر من الجلد إلى الجلد وكذلك الملاءات أو الملابس المصابة من عوامل انتقال المرض.
كما تؤكد منظمة الصحة العالمية بشدة على ضرورة تجنب أي وصمة عار لمجموعة معينة من السكان حتى لا يضطر أعضاؤها إلى إخفاء المرض بدلاً من التماس العلاج ومن ثم فإن المرض سيستمر في الانتشار.
وفي الوقت الحالي، تؤكد منظمة الصحة العالمية أنه لا تتوفر لقاحات للجميع ومن ثم توصي بإعطاء الأولوية لأولئك الأكثر تعرضًا للخطر والمرضى ومن يعالجونهم أو يجرون الأبحاث على المرض.
وحذر تيدروس من أنه: “من المهم التأكيد على أن التطعيم لا يقي بشكل فوري من العدوى أو المرض وقد يستغرق ذلك عدة أسابيع”، ومن ثم ينبغي بعد التطعيم الاستمرار في اتخاذ الاحتياطات.
ويتم التطعيم بجرعتين يفصل بينهما 28 يومًا على الأقل. أما بالنسبة الأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد الجدري في مرحلة الطفولة فتكفي جرعة واحدة، بينما يوصى بجرعة ثالثة لمن يعانون من نقص المناعة.