دخول العالم في زمن الأعياد لم يلجم الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على غزة وجنوب لبنان، حيث تواصلت الاشتباكات ونعى حزب الله 3 من عناصره الذين سقطوا أمس. وفيما أعلن العدو الاسرائيلي عن حدث أمني كبير حصل، تبيّن لاحقاً أن “الحزب” استهدف تجمعاً للضباط والجنود الاسرائيليين وأوقع فيه إصابات مباشرة ومؤكدة بين قتيل وجريح.
وكان الوضع المتفجّر في جنوب لبنان حضر بقوة في محادثات الملك الأردني عبد الله الثاني مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي يزور الأردن لتفقد القوات الفرنسية الموجودة هناك. وقد نقلت مصادر مطلعة أن الأحداث التي تجري في غزة وفي جنوب لبنان تأتي في صلب التحرك الفرنسي، وأن هناك ضرورة ماسّة لتجنب اشتعال الوضع على طول الخط الأزرق. ولفتت إلى أن هذه الجهود هي في صلب تحرك الدبلوماسية الفرنسية منذ السابع من تشرين الاول.
وذكّرت المصادر بالاتصالات التي قام بها ماكرون وشملت الرئيس الايراني ورئيس الوزراء العراقي وأيضا زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية الى المنطقة، والتي نقلت من خلالها سلسلة رسائل حول ضرورة ضبط النفس والتحلّي بالمسؤولية.
الى ذلك، كان لافتاً تحرّك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باتجاه بكركي ومطرانية بيروت للروم الارثوذكس لتهنئة البطريرك مار بشارة الراعي والمطران الياس عوده بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة. وتزامنت زيارة بكركي مع عودة التوتر على خط العلاقة بين وزير الدفاع موريس سليم وميقاتي بعد ما ورد عن لسانه في حديثه لجريدة الجمهورية، والذي يعاكس أجواء زيارته الى السراي برفقة وزير الثقافة محمد بسام المرتضى أمس الاول.
مصادر حكومية أشارت في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية الى أن تصريح وزير الدفاع أتى بشكل مغاير ولا يعكس الجو الذي ساد في لقاء السراي وكأنه بالتالي أعاد الامور الى نقطة الصفر، ويبدو أن هناك من أوعز له كي يتراجع عن موقفه، ما يعني أن الاتصالات قد توقفت عند هذه النقطة.
واعتبرت المصادر أن الحديث في السياسة قد يؤجَّل الى ما بعد إجازة الأعياد علّ المتراجعون عن مواقفهم يعودون الى ضمائرهم إنقاذاً لهذا الوطن. وعن مصير التعيينات العسكرية، دعت المصادر لعدم استباق الأمور، فالهدف هو استقرار المؤسسات، وهذا الأمر سيعالَج بعيداً عن الإعلام، وبما أن البلاد دخلت في أجواء الاعياد فالامور ستبقى كما هي علّه ببركة الأعياد يعود كل شيء الى مكانه.
بدوره، وصف النائب السابق جوزف اسحق في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية تراجع وزير الدفاع عن التصريح الذي أدلى به بعد زيارته السراي بأنه “دليل على أن فريقه السياسي ضائع وليس لديه وضوح”، وأضاف: “هم دائماً يعمدون الى الضرب في مكان والكسب في مكان آخر. ليس لديهم مبادئ عامة ولا وضوح في الرؤية. الهمّ الأساسي لديهم هو تحقيق المكاسب ومَن يعطيهم أكثر”.
بالخلاصة، ومع دخول البلاد بإجازة الأعياد، سيكون هناك متنفس أمام الجميع وفرصة كي يعيد كل فريق حساباته لإعادة النظر بالمواقف المتشنجة والذهاب الى إنجاز التعيينات وحماية المؤسسات من بوابة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن