اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بأنها تمنع التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، وإن إسرائيل لم تغير أيا من شروطها.
وأضاف أن إسرائيل متمسكة بمبادئ الاقتراح الأصلي، والتي تشمل إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، وسيطرة إسرائيل على ممر الحدود بين غزة ومصر، ومنع الأسلحة والمسلحين الفلسطينيين من العودة إلى شمال قطاع غزة.
في المقابل قالت (حماس) إن الشروط التي أضافها نتنياهو إلى المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تمثل تراجعا عما نقله الوسطاء.
وأوضحت الحركة -في بيان أمس تعقيبا على مباحثات روما للتوصل إلى اتفاق- أن شروط نتنياهو تراجع عما نقله الوسطاء كورقة إسرائيلية كانت جزءا من مشروع الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي.
وأضافت أن “نتنياهو عاد من جديد لإستراتيجية المماطلة والتسويف والتهرب من الوصول إلى اتفاق من خلال وضع شروط ومطالب جديدة”.
من جهتها نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مشاركة في المفاوضات قولها إنها متشائمة بشأن التوصل إلى صفقة تبادل مضيفة أن الرد المقدم للوسطاء يصر على عدم انتقال المسلحين إلى شمال القطاع لكن بدون آلية لتحقيق ذلك.
وأضافت الهيئة عن مصدر مطلع أن نتنياهو قال إن هناك خيارات مختلفة بشأن آلية لمنع مرور المسلحين إلى الشمال فيما قال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أننا “ملتزمون بالمقترح الأصلي الذي يشمل إطلاق أكبر عدد من المختطفين الأحياء” مضيفا “نتمسك بالسيطرة على محور فيلادلفيا ومنع وصول إرهابيين وأسلحة إلى شمال قطاع غزة”.على صعيد آخر وفي تطور خطير اقتحم محتجون إسرائيليون معسكر سدي تيمان بعد التحقيق مع جنود متهمين بتعذيب أسرى من غزة، وعبرت شخصيات حكومية وبرلمانية إسرائيلية عن تضامنها مع الضالعين في التعذيب.
وكانت الشرطة العسكرية الإسرائيلية أوقفت 10 جنود من المعسكر للتحقيق معهم في تهم تعذيب أسرى من غزة.
وردا على الخطوة حصلت صدامات في معسكر سدي تيمان بالنقب بين محققين وجنود من وحدة متهمة بالتنكيل بالأسرى.
وقد رفض الجنود المتهمون بالتنكيل بالأسرى التعاون مع الشرطة العسكرية.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن مشهد وصول عناصر من الشرطة العسكرية “لاعتقال أبطال في معسكر سدي تيمان بالنقب مخجل جدا”، وفق تعبيره.
وقد توجه أعضاء من الكنيست (من حزب الصهيونية الدينية) إلى معسكر سدي تيمان لدعم جنود متهمين بتعذيب الأسرى.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإن 10 جنود إسرائيليين ضربوا أسيرا فلسطينيا من قطاع غزة في سجن سدي تيمان التابع للجيش، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.
وقالت الهيئة “حادثة غير عادية في سدي تيمان: وصل محققو الشرطة العسكرية هذا الصباح إلى مركز الاحتجاز قرب (مدينة) بئر السبع (جنوب) كجزء من تحقيق في ظروف سجن فلسطيني من غزة”.
وحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، تم توقيف 10 جنود احتياط.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن جندي إسرائيلي يخدم بمعسكر سديه تيمان أنه “لا يوجد أي ضابط يدير الحدث وقد فقدنا السيطرة”، وأنه لا يوجد قوات أمن يمكنها التعامل مع المتظاهرين.
وقال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن بنيامين نتنياهو أدان بشدة اقتحام معسكر سدي تيمان، وطلب “تهدئة النفوس فورا”.
كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه “حتى في لحظة غضب فإن القانون يلزم الجميع ولا ينبغي اقتحام قاعدة عسكرية وانتهاك القوانين”.
ونقل موقع والا العبري عن رئيس الأركان هرتسي هاليفي قوله “إن حادثة اقتحام قاعدة سديه تيمان خطيرة للغاية ومخالف للقانون”
وأضاف “أقدم الدعم الكامل للنيابة العسكرية والشرطة العسكرية التي تحقق في كل حادث يتم لفت انتباههم إليه
في المقابل وجّه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، انتقادات حادة لنتنياهو وأعضاء حكومته.
كتب لبيد على منصة إكس “هذه ليست أعمال شغب بل محاولة انقلاب من مليشيا مسلحة ضد رئيس وزراء ضعيف غير قادر على السيطرة على حكومته”.
وأشار إلى نتنياهو قائلا “من يدخل المجرمين إلى حكومته لا ينبغي أن يفاجأ عندما يفقد السيطرة عليهم”.
وقال لبيد على منصة إكس “اقتحام سدي تيمان إجرام حقير وخطير لأعضاء الكنيست الذين يضعفون الجيش الإسرائيلي ويفككونه، ويضعفون ويفككون دولة إسرائيل، ويقضون على أسس قوتنا من الداخل”.
وقالت (حماس) إن الانتهاكات الوحشية التي تجري في قاعدة سدي تيمان “تؤكد طبيعة الكيان الاحتلالي المارق عن القيم الإنسانية”.
كما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنه يجب محاسبة الجنود الإسرائيليين في حال ثبت تورطهم في الاعتداء الجنسي على الأسير الفلسطيني.
وقال دوجاريك إن موظفي حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة يحققون في مناطق مختلفة بإسرائيل، حول طريقة معاملة الأسرى في السجون، وأضاف أنهم سيعلنون لاحقا نتائج تلك التحقيقات.
(الوكالات)