“تخبيصات” المعارضة و”التغييريين” تتوالى بعد إصابة معوّض بنيران الأصدقاء

Share to:

الديار – صونيا رزق

على الرغم من مواصلة الحديث والنصيحة بضرورة لمّ شمل المعارضة مع “قوى التغيير” وبعض المستقلين، منذ انتهاء الانتخابات النيابية في ايار الماضي، والتي استبشر اكثرية اللبنانيين منها خيراً، اذ اعتقدوا بأنّ توافقاً سينتج من تلك المعارضة ضمن خانة واحدة، لتجابه اهل السلطة وفريقها، لكن حسابات البيدر خابت ولم تفلح في الوصول الى الحصاد المنتظر، من قبل ناخبيّ تلك المعارضة، الموزعة بين مجموعة نواب مشتتين ومنقسمين لغاية اليوم. الامر الذي ساهم في المزيد من خيبات الامل الجديدة ، من جرّاء تحرّكات معارضة بالجملة غير قادرة على فعل اي شيء، وما هو على ارض الواقع ليس سوى فشل بالجملة، لان التصدّي للفريق الاخر يحتاج الى قوى وازنة على الارض.

وعن سبب فشل الاحزاب المعارضة بالإلتقاء السياسي مع قوى التغيير، تشير مصادر سياسية متابعة للاجتماعات، التي عُقدت في الايام القليلة الماضية، الى أنّ التغييريين يسيرون على خط مختلف، وبالتالي فالانقسام يتناولهم داخلياً لانهم غير متفقين حتى في اروقتهم، لافتة الى انّ اجتماعاتهم تشهد عتاباً وخلافات في بعض الاحيان، خصوصاً من قبل احدى النائبات التي تحاول فرض رأيها دائماً على الجميع، واشارت المصادر المذكورة الى انّ بعض النواب التغييريين يلتقون مع كتل نيابية حزبية، ويصرّحون في العلن غير ما يقولونه في الخفاء، وهذا يؤكد صعوبة بالغة في التوافق والتفاهم .

ورأت أنّ جلسة الخميس لم تكن مخصصة للانتخاب الرئاسي، بل لكشف الحقائق التي يحاول الفريقان إخفاءها، فيما بدت مشاهد الطرفين واضحة، فالمعارضة واخواتها ظهروا ضمن مشهد واحد، هو التشتت وانقسام اصواتهم بين مرشحين احدهما سليم اده، الذي لم يكن اسمه وارداً على اللائحة، بل ظهر قبل ساعات معدودة من بدء الجلسة، بعدما كان الاتفاق على التصويت للنائب السابق صلاح حنين، لكن وبحسب المعلومات فإنّ تدخلاً جرى للتصويت لسليم اده، تحت حجة اختيار مرشح خارج الاصطفافات السياسية، بحسب ما اشار بعض النواب التغييريين، الامر الذي بعثر الاصوات، إضافة الى تخبّط الاصوات السنّية التي تبعثرت بدورها.

وعلى المقلب الاخر، انتظر رئيس تيار”المردة” سليمان فرنجية، إعلان دعمه رسمياً من قبل الفريق الممانع، فيما الخطوة الايجابية كانت بإبعاده عن خانة حرق الأسماء الرئاسية، وسط معلومات نقلتها مصادر مواكبة للملف الرئاسي، بأنّ الاسماء التي تمتلك الحظوظ للوصول الى قصر بعبدا، لم تطرح في جلسة انتخاب الرئيس يوم الخميس، في انتظار التوافق على اسم الرئيس بعد تسوية، كما تجري العادة في لبنان، ومن هذا المنطلق، افيد بأنّ باريس أجرت اتصالات منذ ايام قليلة، مع قيادة حزب الله لجسّ النبض في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي بشكل عام، ولمعرفة رأي الحزب بترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، لكنها لم تتلق اي جواب.

في غضون ذلك، رأى نواب معارضون أنّ تصويت الفريق الممانع بـ 63 ورقة بيضاء، اكدت ضعف الفريق المذكور، وخصوصاً الثنائي الذي لم يصوّت لحليفه رئيس تيار “المردة”، معتبرين أنّ الجرأة تكون بالتصويت المعلن بالاسم، وليس التلطّي بالورقة البيضاء، حتى ولو كانت من ضمن السيناريوهات المطروحة لإزعاج الفريق الاخر، لكنها بالتأكيد أزعجت فرنجية.

وختم النواب المعارضون بأنّ التسوية المرتقبة التي تحضّر على نار حامية، لن توصل سوى العماد جوزف عون الى القصر الجمهوري، لكن ليس في المرحلة الحالية انما بعد اشهر…

Exit mobile version