تحرّك كنسي لافت… وعظة ناريّة للراعي عنوانها “طفح الكيل من مُمارسات السلطة”

Share to:

الديار – صونيا رزق

وضع البطريرك الماروني بشارة الراعي يوم امس النقاط على الحروف، من خلال عظته التي وُصفت بالنارية من قبل الاوساط السياسية والشعبية، فكان صريحاً وواضحاً وقال الحقيقة كما هي، بعدما طفح كيل بكركي جرّاء ما جرى على مدى يومي الجمعة والسبت، من إستدعاء وتوقيف للناشط وليام نون، شقيق شهيد انفجار المرفأ جو نون، لذا ألقى الراعي الاضواء على ما جرى خلال عظته، وأشار ” الى الظلم الذي لحق بمَن دافعوا عن الحق في وجه الباطل والهجميّة”، ورأى بأنّ توقيف نون “أظهر أن القضاء أصبح وسيلة للانتقام والكيدية والحقد، وانّ الاجهزة الامنية تلبس رداء الممارسة البوليسية”، وقال: ” ألا يخجلون من أنفسهم من طالبوا بتوقيف وليام نون ودهم منزله وسجنه غير عابئين بمآسيه ومآسي عائلته؟”.

وفي ما يخصّ ملف الرئاسة، طالب البطريرك النواب بانتخاب رئيس “وفقاً للدستور تكون “عينو شبعانة” يأتي للعطاء لا ليأخذ”، كما حذّر من “أن إطالة الشغور سيتبعها شغور في المؤسسات الوطنية الدستورية والقضائية والمالية والعسكرية والديبلوماسية”، وتابع:” نحذر من مخطط قيد التحضير لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية، وما نطالبه لطوائفنا نطالب به لطوائف أخرى”، كما ابدى إستياءه “من عدم وضع حد للفلتان الامني وللتعديات على أملاك الغير”، لافتاً الى “انّ النفوس تغلي وهي على أهبة الانتفاضة، إذ لم يصل أي شعب في العالم الى هذا المستوى من الانهيار من دون ان ينتفض ويثور”.

بإختصار، هذا ما جاء في عظة سيّد بكركي التي أطلقت العنان لصرخات مدوية، الامر الذي رأت فيه مصادر سياسية مواكبة لما جرى خلال اليومين الماضيين، إنتفاضة وحراكاً كنسياً تمثّل بمطلب الراعي، وهو في طريق العودة الى لبنان من بريطانيا حيث كان على متن الطائرة، فبدأ إتصالاته للإفراج عن وليام نون، رافضاً بشدة طريقة التعامل مع خال وليام الاب جورج صوما من قبل احد العناصر الامنية خلال مشاركته المعتصمين، الذين عملوا على إقفال اوتوستراد جبيل ليل الجمعة تضامناً مع نون.

واشارت المصادر المذكورة الى انها المرة الاولى التي تنتفض فيها الكنيسة، من خلال التحرّك الذي قام به مطران جبيل ميشال عون وكهنة المدينة، رفضاً لما تعرّض له الاب صوما الذي إعتبر تطاولاً على رجل دين، وهو سابقة خطيرة غير مسبوقة، كما دعا المطران عون الى الإفراج فوراً عن نون لانه لم يفعل أي شيء، سوى الدفاع عن قضية محقة لمعرفة مَن تسبّب بمقتل الضحايا، كما كانت لفتة هامة من قبل راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم، الذي أصدر بياناً مع ” جماعة كنيسة من أجل لبنان”، ومجموعة من الكهنة إعتبروا خلاله ” أنّ التعدّي على أهالي الضحايا والشهداء والحريّات والتوقيف الإعتباطي، سوف يُواجه من قبلنا ومن قبل شعبنا بكل الوسائل القانونية المتاحة للحدّ من هذا الإسفاف القانوني”. مع الإشارة الى انّ راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، حضر الى مبنى أمن الدولة – فرع الرملة البيضاء برفقة عدد من النواب للمطالبة بإطلاق نون، كما شدّد على ضرورة الإسراع بالتحقيق في قضية مرفأ بيروت لكشف الحقيقة وإحقاق الحق.

وفي سياق مختلف، دعت المصادر الى ضرورة ان يكون مسيحيو الشريط الحدودي، ضمن إهتمام كبير للمسؤولين الروحيين، كي لا يشعروا انهم غرباء في بلدهم، خصوصاً انهم منسيون من قبل دولتهم، لذا فالإهتمام الكنسي بهم مطلوب وبقوة، مع ضرورة إجراء زيارات متواصلة الى تلك المناطق من قبل المرجعيات الكنسية، وفي طليعتهم البطريرك الراعي، لانّ الاهالي هناك تواقون الى مثل هذه الزيارات، التي ترفع معنوياتهم وتزيدهم تمسكاً بأرضهم.

Exit mobile version