تحذير أممي من “انهيار كامل” للنظام العام في غزة

Share to:

نداء الوطن

مع تكثيف إسرائيل قصفها الوحشي لقطاع غزة وتعميق توغّلها الميداني فيه، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة غير مسبوقة إلى مجلس الأمن من «انهيار كامل وشيك للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس» في القطاع، الأمر الذي يجعل مستحيلاً تقديم مساعدة إنسانية «حتّى لو كانت محدودة»، متطرّقاً للمرّة الأولى منذ تولّيه الأمانة العامة في 2017 إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تُتيح له «لفت انتباه» المجلس إلى ملف «يُمكن أن يُعرّض حفظ السلام والأمن الدوليَّين للخطر».

وإذ اعتبر غوتيريش أن الوضع «قد يُصبح أسوأ مع انتشار أوبئة وزيادة الضغط لتحرّكات جماعية نحو البلدان المجاورة»، حذّر من «خطر كبير يتمثل في انهيار النظام الإنساني»، بحيث أنّ «الوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة قد تكون لها تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى السلام والأمن في المنطقة»، مشدّداً على وجوب إعلان وقف إنساني لإطلاق النار.

في السياق، رأى المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك أن الفلسطينيين في القطاع يعيشون في «رعب مطلق يتفاقم»، متحدّثاً عن «مخاطر متزايدة» بوقوع «جرائم فظيعة» من «إبادة» و»جرائم ضدّ الإنسانية» و»جرائم حرب» في مثل هذه «الظروف الإنسانية الكارثية»، فيما اعتبر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي خلال مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أن نزوحاً جماعيّاً للفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة سيكون «كارثيّاً»، مشدّداً على ضرورة وقف إطلاق النار.

ميدانيّاً، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن قواته في غزة تعمل «في قلب مدينة خان يونس» للمرّة الأولى، لافتاً إلى أن الجنود «وصلوا إلى وسط خان يونس… وبدأوا غارات مستهدفة في قلب المدينة»، التي وصفها بأنها رمز لحكم حركة «حماس» العسكري والإداري، في حين أوضح الجيش أن رئيس «حماس» في غزة يحيى السنوار «غير موجود فوق الأرض» بل تحتها، مؤكداً أن مهمّة الجيش هي «الوصول إليه وقتله». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد زعم أن قواته تُحاصر منزل السنوار، وأن القبض عليه «مسألة وقت».

وبدت شوارع مدينة خان يونس شبه خالية أمس، بينما كان يُمكن سماع أصوات الاشتباكات العنيفة بين المقاتلين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين، وفق وكالة «فرانس برس»، فيما أعلنت «كتائب القسّام» استهداف 15 آلية إسرائيلية، وقنص 6 جنود إسرائيليين في شمال القطاع وجنوبه.

وتواصل تدفّق القتلى والجرحى إلى المستشفيات، لا سيّما إلى «مستشفى ناصر»، المستشفى الأكبر في جنوب القطاع، في وقت شوهد آلاف المدنيين يفرّون من المنطقة مشياً أو على درّاجات نارية أو على عربات محمّلة بأمتعتهم. وهم باتوا محاصرين في منطقة تتقلّص مساحتها يوماً بعد يوم قرب الحدود مع مصر.

في الأثناء، أفادت منظمة «السلام الآن» الإسرائيلية غير الحكومية بأنّ الحكومة الإسرائيلية وافقت في شكل نهائي على بناء 1738 وحدة استيطانية في مستوطنة في جنوب شرق القدس الشرقية، بينما قُتل 3 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية أمس.

إلى ذلك، أجرى وزيرا خارجية الصين والولايات المتحدة محادثات هاتفية تناولت الحرب بين إسرائيل و»حماس»، واتفقا على ضرورة خفض التصعيد. وناقش الوزير الأميركي هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، معتبراً أنها «تهديد غير مقبول للأمن البحري والقانون الدولي الذي يتعيّن على كلّ الدول احترامه»، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أرض – أرض أُطلق نحو إسرائيل، بعد تفعيل صفارات الإنذار في مدينة إيلات.

وتبنّى المتمرّدون الحوثيون المدعومون من طهران هجمات جديدة ضدّ الدولة العبرية، بينما تلقّت وكالة عمليات التجارة البحرية البريطانية تقارير عن حادث يتعلّق بطائرة بلا طيّار مشتبه فيها فوق البحر الأحمر غرب ميناء الحديدة اليمني، وحذّرت السفن العابرة في المنطقة لتوخّي الحذر، وفق وكالة «رويترز». كذلك، تعرّضت قاعدة «عين الأسد» التي تضمّ قوات أميركية في غرب العراق، لهجوم بـ»طائرة مسيّرة»، كما أفاد مسؤول عسكري أميركي وكالة «فرانس برس»، من دون أن يُسفر الهجوم عن إصابات وأضرار.

Exit mobile version