Share to: 
بعد ساعات من هجوم مسلح في مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام” أعلنت الحكومة السورية المؤقتة رفع الجاهزية تحسباً لأحداث دامية شمال سوريا، بعد فلتان أمني وخلافات وتغييرات في صفوف فصائل سورية معارضة.
وزارة الدفاع لدى الحكومة السورية المؤقتة، أصدرت بياناً مساء الأربعاء 13 نيسان/أبريل 2022، دعت فيه إلى توخي الاستعداد والحذر على الحواجز ونقاط التفتيش الأمنية، بعد ساعات من هجوم مسلح أودى بحياة 3 أشخاص، نفذ في شارع الجلاء داخل مدينة إدلب.
جهاز الأمن العام التابع لـ “هيئة تحرير الشام” المسيطرة على المنطقة التي وقع فيها الهجوم، أوضح أن مطلق النار ينحدر من ريف دمشق، وردد عبارات مشابهة لما تطلقه خلايا تنظيم داعش من قبيل “قتل مرتدين” و”ثأر للأخوات.
وذكر “الأمن العام” أن الشاب جاء إلى الشمال السوري منذ ستة أشهر، ويعمل في أحد المطاعم في مدينة إدلب، ونفى وجود أي مشكلة سابقة أو قضية ثأر مع الضحايا، معلناً في الوقت ذاته محاصرة المهاجم وقتله.
ومع تزايد نشاطات خلايا تنظيم داعش في مناطق سورية مختلفة، وبعد هجوم إدلب بساعات خرجت وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة ببيانها، داعية للاستعداد لحماية أمن المدنيين في مناطق سيطرتها.
مخططات “عدو”!
بيان الحكومة المؤقتة طلب من التشكيلات العسكرية في “الجيش الوطني”، وإدارة “الشرطة العسكرية”، اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية اللازمة، لحماية المدنيين من أي اعتداءات محتملة يخطط لها “العدو” في أيام شهر رمضان.
ولم تذكر وزارة الدفاع تفاصيل عن هوية “العدو”، أو طبيعة مخططاته، إلا أنها تتزامن مع حالة انفلات أمني واشتباكات متكررة بين الفصائل العسكرية المعارضة التابعة للحكومة المؤقتة أو مع أطراف أخرى مسلحة.
وكان أحد عناصر الجيش الوطني المدعوم من أنقرة ويدعى “محمد الجزار” تعرض لمحاولة اغتيال، إثر إطلاق مسلحين يستقلون دراجة نارية النار عليه أمام منزله في حي عفرين القديمة، ما أدى لإصابته بجروح بالغة حول على إثرها للمشافي التركية.
وقبل ذلك انفجرت سيارة مفخخة على حاجز للشرطة المدنية على طريق الراعي عند المدخل الشمالي لمدينة الباب شرقي حلب، ما أدى لمقتل عنصر من فيلق الشام يدعى “بكري حداد” وإصابة اثنين آخرين.
خلافات دامية بين الفصائل
وإلى جانب تلك الهجمات، التي تشهدها مناطق سيطرة الجيش الوطني، تكررت الخلافات بين فصائله والتي تطورت في مرات كثيرة لاشتباكات أودت بحياة مدنيين.
قبل بيان الدفاع المؤقتة بساعات قليلة، اندلعت اشتباكات بين مجموعات من فرقة الحمزات التابعة للجيش الوطني في بلدة الباسوطة، وجبل الأحلام في ريف عفرين شمالي حلب.
الأحد الماضي، أصيب الشاب “أحمد الفارس” باشتباكات بين عناصر الشرطة المدنية ومسلحين من فرقة الحمزات في بلدة الغندورة، ضمن ريف جرابلس شرقي حلب.
كما شهدت بلدة كفر كلبين شمالي حلب، مشاجرة تطورت لإطلاق رصاص، وهجوم على منزل رئيس المجلس المحلي “مصطفى أنور”، دون معرفة الأسباب.
اشتباكات أخرى جرت في بلدة احتيملات شمالي حلب، بين مسلحين وعناصر حاجز الفرقة 51 التابعة للجيش الوطني، على خلفية مقتل شاب برصاص عناصر الحاجز.
وأسفرت تلك الاشتباكات عن إصابة الشابين باسل وخالد المصطفى بجروح خطيرة، برصاص عناصر الحاجز نفسه.
واندلعت مشاجرة تبعتها اشتباكات طفيفة بين مجموعة عسكرية تابعة لفصيل “السلطان سليمان شاه”، الذي يقوده محمد الجاسم، المعروف بإسم “أبو عمشة”، ومجموعة عسكرية أخرى تابعة لـ “فرقة الحمزة”.
واستمرت المشاجرة لنحو ساعة، في مدينة رأس العين شمالي الحسكة دون وقوع إصابات بشرية.
تغييرات بفصائل المعارضة
لم تنفصل تلك التغييرات عن اندماجات وتغييرات ضمن فصائل الجيش الوطني، آخرها إعلان فصيل “جيش إدلب الحر” التابع لـ”الجبهة الوطنية للتحرير” تغيير قائده الحالي، وتعيين قيادات جديدة للفصيل.
