بين “تيم ملي” و”الشيطان الأكبر”.. حكاية عشق

Share to:

أجواء برس: سامر الحلبي

تبدأ الخطوات متسارعة في الأحداث الدموية التي شهدتها الدولة الآسيوية، إيران، فقد أثار اعتقال ومقتل الشابة مهسا أميني ابنة 22 عاما عاصفة من ردود الأفعال العالمية المنددة بهذا الفعل الوحشي وكانت الولايات المتحدة في طليعة المستنكرين.. تدحرجت الكرة سريعا حتى وصلت إلى مسامع اللاعبين الايرانيين الذين رفضوا في مباراتهم الافتتاحية اداء النشيد الوطني..انقسم المدرج الايراني بين مؤيد ومعارض… دخلت هذه الدولة في نفق المجهول لقد كانت ايران ذات يوم دولة تعيش في البهرجة والرفاهية على ايام حكم الشاه رضا بهلوي وعقليته فرح ديبا..، كانت ايران محط أنظار الجميع، كان الشعب يعيش في الفقر وينكوي بالجهل والاضمحلال كانت هناك طبقية واضحة لكي يحيا الملك على عرشه..

تحولت الأمور بعدها ودخلت ايران في عصر الثورة التي رغبت في تحسين ظروف الناس لكن القمع ازداد وارتفع معه البطش وتحول العداء واضحا مع الشيطان الاكبر “أمريكا”… لكن اميركا بدورها دولة عرف عنها الجبر والطغيان، فهي تحكم العالم بقبضتها وترفع من تشاء وتحط من قدر من تشاء عندما تتنافى الأمور مع مصالحها.

التقى لاعبو المنتخبين في مونديال 1998 وسط تبادل الورود والهدايا وكأن إيران ارادت ان تهدي الولايات المتحدة أغلى ما تملك وهو الزعفران الذي ينبت بين الصخور وفي أعالي الجبال والذي لا منة ليد الانسان فيه.. انتصرت ايران يومها وسجلت فوزا مدويا وانتثرت فيوضات جميلة ابهرت العالم والكرة المستديرة.. انها يد الطغيان التي انكسرت في فرنسا وركعت أمام “تيم ملي” وهو اللقب الذي يطلق على منتخب ابناء فارس..

اليوم الكل يطلقة صرخة واحدة “ازادي ازادي..” اي الحرية وهي أثمن ما أعطاه الخالق لعباده.. فأنفاس الحرية لها مذاق يصطبغ بكرامة المرء وكينونته.. اليوم تشعر بذاتك حين تفك الأصفاد التي تلوي ذراعك وتغدر بشبابك وعمرك.. ها هما المنتخبين سيلتقيان يوم الثلاثاء 29 الجاري مجددا تحت شعار كرة القدم تجمعنا وكأس العالم الذي بات ملتقى لشعوب البسيطة وقطارا للسلام يعبر كل 4 سنوات ونبذا للعنف..

فعلى أرض قطر التي تلألأت بين دول العالم وكانت “الدرّة” المضيئة على الكوكب إذا نظرت لها من الأعلى، تجمع مباراة جديدة سيكتب عنها التاريخ ويجتمع حولها عشاق المنتخبين بدون أي قيود وبعيدا عن السياسة ومكايدها وزواريبها الضيقة.. فبينهما “حكاية عشق” حكاية ترويها الساحرة المستديرة في زمن “الرحلة”.

Exit mobile version