في وقت لم يستفق فيه اللبنانيون بعد من تبعات الانفجار الهائل الذي ضرب بيروت قبل أكثر من 4 أشهر، بفعل مواد كيمياوية متفجرة، كان «حزب الله» يخزنّها في مرفأ المدينة، تبدو عاصمتهم على موعد مع كارثة أخرى، قد تكون أشد تدميراً، جراء الممارسات التخريبية للحزب.
في وقت لم يستفق فيه اللبنانيون بعد من تبعات الانفجار الهائل الذي ضرب بيروت قبل أكثر من 4 أشهر، بفعل مواد كيمياوية متفجرة، كان «حزب الله» يخزنّها في مرفأ المدينة، تبدو عاصمتهم على موعد مع كارثة أخرى، قد تكون أشد تدميراً، جراء الممارسات التخريبية للحزب.
ويمثل مطار بيروت، المسرح المنتظر للكارثة التي يحذر منها خبراء حقوقيون في الشرق الأوسط، يؤكدون أن المعطيات تفيد بأن «حزب الله» بات يخزن الآن صواريخ بين جنبات هذه المنشأة الحيوية، التي تبسط تلك الجماعة الطائفية الدموية سيطرتها عليها، في إطار هيمنتها على الكثير من مؤسسات الدولة اللبنانية.
ووفقاً للتحذيرات التي أطلقتها منظمة «شورات هدين» الإسرائيلية، يُخفي الحزب في الوقت الحاضر، أعداداً غير محددة من الصواريخ، في مستودعات سرية بمطار بيروت، الواقع على بعد 9 كيلومترات لا أكثر، من وسط العاصمة اللبنانية، ما يجعل أي انفجار محتمل فيه، بمثابة خطر داهم يُحدق بسكان المدينة، الذين أوقع الانفجار الذي ضرب مرفأها في آب الماضي، أكثر من 200 قتيل منهم، وما يزيد على 6500 جريح، فضلاً عن تشريد نحو 300 ألف آخرين.
وأثار ذلك الانفجار، الذي شبهه الكثيرون بالانفجار النووي الذي دمر مدينة هيروشيما اليابانية قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية، غضباً واسع النطاق بين اللبنانيين، الذين خرجوا إلى الشوارع عقب وقوعه، في احتجاجات عنيفة استمرت عدة أيام، للمطالبة بإجراء تحقيق دولي في هذا الملف، الذي يجمع المراقبون على مسؤولية «حزب الله» عنه، بسبب تخزينه كميات كبيرة من مادة «نترات الأمونيوم» في المرفأ.
ويقول خبراء إن تخزين «حزب الله» صواريخه في مستودعات أقامها في مطار بيروت، يعود إلى خشيته من تعرض ترسانته من هذه الأسلحة، إلى هجوم يستهدف تدميرها، وذلك وسط تصاعد مخاوف قادته، من أنهم قد يكونون هدفاً لهجمات وشيكة، خاصة بعد الاغتيال الغامض للعالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده أواخر الشهر الماضي.
وكشفت صحيفة «ألجامينار» الأميركية النقاب عن أن المنظمة الإسرائيلية، وجهت رسائل إلى شركات الطيران الدولية، التي تستخدم مطار بيروت، وكذلك إلى شركات التأمين التي تؤمّن الطائرات التي تصل إلى هذا المطار أو تقلع منه، وذلك لتحذيرها من أن صواريخ «حزب الله» المُخزّنة هناك، تُعرّض أرواح الركاب للخطر. وتطالب الرسائل شركات الطيران بوقف استخدام المطار، الذي يحمل منذ حزيان 2005، اسم «مطار بيروت – رفيق الحريري الدولي»، نسبة إلى رئيس الوزراء اللبناني الراحل الذي يحمل الاسم نفسه، واغتيل في 14 شباط من العام ذاته. ومن المأمول أن تدفع رسائل التحذير شركات الطيران والتأمين إلى التحرك، بالنظر إلى أن بقاء الصواريخ في مخازنها «يعني أن مطار بيروت، ليس سوى مأساة لبنانية أخرى تنتظر الحدوث».
وأشارت «ألجامينار» إلى أن الكشف عن مستودعات الصواريخ السرية لـ«حزب الله» في مطار بيروت، يأتي في وقت يشعر فيه اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم، بـ«الرعب من الخطر الكامن في مخزونات الأسلحة الضخمة التي يخبئها الحزب في مختلف المناطق الآهلة بالسكان في شتى أنحاء البلاد، ويرفض الاستجابة للمطالب التي تدعوه إلى التخلص منها».
ويحذر مراقبون من أن بقاء الحال على ما هو عليه، يعني أن الأمر ليس إلا مسألة وقت، قبل أن يقع الانفجار التالي، ويقتل عدداً كبيراً من المدنيين مرة أخرى في بيروت، وذلك في ضوء ما هو معروف، من أن «حزب الله» لا يتورع عن تخزين الأسلحة والصواريخ والقذائف، في المدارس والمساجد والمستشفيات والمباني السكنية، فضلاً عن استخدامه المدنيين اللبنانيين دروعاً بشرية لتأمين تلك الترسانة.