عماد موسى – نداء الوطن
دَرَجَ “الحزب”، والناطقون باسمه، والمفتونون بتجربته الديمقراطية الفذة، والمطبّلون له، ومريدوه، وقادة جيوشه الإلكترونية، والدائرون في فلكه، وأزلامه السياسيون والإعلاميون والمؤثّرون، على تخوين كل من ينتقد خياراته السيئة، القاتلة، والمدمرة، ووصفهم بـ “صهاينة الداخل”، وباتت أهزوجة “صهيوني صهيوني…” مرآة لثقافة نمت عليها أجيال وأجيال، لا توفّر رئيسًا لحكومة، كما حصل مع نواف سلام في مدينة كميل شمعون الرياضية ولم يُستثنَ من تهمة “الصهينة” رئيس حزب يميني أو سياسي مستقل أو إعلاميّ أو ناشط خارج عن هيمنة “الحزب”.
حسين شكر ابن شقيق القائد فؤاد شكر.
الممرض في مستشفى الرسول الأعظم محمد شعيتو.
المنشد “الصالح” محمد صالح.
المدير المالي في مستشفى راغب حرب محمود أيوب.
وكثيرون من المنتمين للبيئة اللصيقة بـ “الحزب”، ومن مختلف الاختصاصات، قدموا للعدو خدمات جلّى ومعلومات أمنية مقابل بضعة آلاف من الدولارات، ولم يخرج صوت يهتف في هستيريا جماعية: “محمد صالح صهيوني” …
واضح أن البيئة الحاضنة للمقاومة أرض خصبة للعملاء، كما هي الحال في البيئة الحاضنة لنظام الملالي والحرس الثوري. ساعد العملاء في سرقة أرشيف البرنامج النووي ( 2018) وفي اغتيال محسن فخري زادة ( 2020) وفي تنفيذ سلسلة انفجارات في منشآت نووية بين العامين 2020 و2022.
وفي المسلسل عينه، عقب وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث طائرة غامض، حضر عناصر من الموساد حفل تنصيب خليفته مسعود بزشكيان، لينفّذوا بعد الحفل عملية اغتيال دقيقة استهدفت قائد حركة حماس إسماعيل هنية، في دار ضيافة محصنة تابعة للحرس الثوري.
واضح من مسار الأحداث أن قوات العدو المتغطرس والجبان عملت براحتها في الأراضي الإيرانية، واتكلت على أعين داخلية محبّة، آخذة وقتها في تجهيز مسيّرات للانقضاض على مراكز عسكرية ونووية. لا يكاد يمرّ يوم إلا وتعلن السلطات الإيرانية عن تفكيك خلايا تجسس أو اعتقال عملاء مرتبطين بإسرائيل، وإن دل هذا الأمر على شيء فإنما يدل على حجم غباوة القيادة الأمنية ومدى انكشافها الأمني بوجود بيئة حاضنة للعملاء.
لديهم مثل ما لدينا. عملاء باب أول، يعرفون “البيضة مين باضها والقن مين عمّروا”، ويتعاونون مع العدو بكل ضمير وتشمل خدماتهم الدليفري حيث يوصلون معلومات الرصد وجداول مواعيد القيادات والصور والفيديوات من دون أي أجور إضافية على الفاتورة، كما يبرع العملاء في الزراعة، زراعة أجهزة التنصت في انتظار موسم الحصاد.
في تلك البيئة الحاضنة للعدالة الإنسانية والقيم ينشط العملاء ويتألقون.وفي تلك البيئة كل معارض للنظام والحرس الثوري هو حتمًا صهيوني.