انعكست الأوضاع الأمنية المتوترة في الداخل السوري بلبلة عند الحدود اللبنانية الشمالية وتحديداً في القرى والبلدات الحدودية في منطقة الدريب الأوسط والدريب الأعلى (قرى وبلدات وادي خالد والمشاتي) التي استعادت مشاهد الحرب السورية عام 2011 والأحداث التي شهدها لبنان في تلك الفترة جراء تسلل المسلحين من وإلى الداخل السوري، ما أدى إلى نشر الفوضى في المنطقة قبل عودة الاستقرار النسبي إلى سوريا عام 2016.
وأدّى تواتر الأخبار عن عمليات خطف لبنانيين وسيطرة الفصائل المسلحة على حلب وتحركها باتجاه حماه، مخاوف من عودة نشاط الخلايا النائمة التي تستفيد من التداخل بين لبنان وسوريا على طول الشريط الحدودي الممتد على مسافة 25 كلم، وهو ما دفع بالمهرّبين، أو «أسياد الحدود» (كما يطلقون على أنفسهم) الذين يسيطرون على المعابر الترابية غير الشرعية التي تربط بين لبنان وسوريا إلى الإعلان عن وقف عملهم بشكل كامل، قبل أن يعمدوا مساء أمس إلى الإعلان عن عودة فتح طريق حمص فقط أمام الراغبين بالذهاب إلى سوريا شرط أن يتم الحجز والتنسيق مسبقاً. وتزامن ذلك مع تخفيف الإجراءات من الجانب السوري الذي كان قد عمد قبل أيام إلى ضبط الحدود بشكل كامل على المعابر غير الشرعية التي تنشط في مجال تهريب الأشخاص (معابر الغوازي، حرفوش، الجحاش، خط البترول، شهيرة…). ومع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجانب السوري من معبر قرحة ـــ الجوبانية تعطّلت حركة العبور غير الشرعي بشكل تام بين لبنان وسوريا.
وأكّد «أسياد الحدود» في منشورات على حالاتهم الخاصة على «واتساب» أن السوريين الوافدين من حلب وإدلب سيتم «استلامهم» من جسر تلبيسة شمال حمص، مؤكدين حصر الحركة من حمص باتجاه الأراضي اللبنانية بعد تخفيف الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش السوري قبل يومين إثر تراجع المسلحين من حدود حماه إلى حلب.
إلى ذلك، أُعيد افتتاح معبر العريضة الحدودي الذي أغار عليه طيران العدو الإسرائيلي قبل أيام أمام المارة والسيارات الخاصة تسهيلاً لعودة اللبنانيين الذين غادروا إلى سوريا خلال العدوان الإسرائيلي. وأكّد المتعهد ربيع الحلبي أن العمل جارٍ لإعادة بناء الجسر الحديدي بالمواصفات المطلوبة بعد إعداد الخرائط الفنية اللازمة لعودة حركة العبور والترانزيت بين لبنان وسوريا إلى سابق عهدها.
مصادر الأمن العام اللبناني أكّدت لـ«الأخبار» أن المعاينة للمعبر ستتم في أسرع وقت ممكن والعمل جارٍ لإصلاح الأعطال التقنية في المركز تمهيداً لفتحه بشكل طبيعي أمام جميع المارة، «أما حالياً فهناك تعليمات بتسهيل أمور اللبنانيين الذين غادروا إلى سوريا بسبب الحرب ومنهم من غادر من دون حركة مغادرة أو مستندات وبالتالي سيتم إدخالهم من دون بيان دخول. أما دخول السوريين فغير ممكن حالياً».