بكركي «بقت البحصة»…. الموارنة في خطر

بشارة الراعي

Share to:

الديار – ميشال نصر

في التاريخ القديم كما الحديث، وكل «ما دق الكوز بالجرة» كان الصرح البطريركي عرضة للقصف المركز، خصوصا في الفترات المفصلية، نظرا لعلاقة بكركي بالغرب، رغم انه خيّب املها و»ورّطها» في الكثير من المطبات التي انتهت الى خيبات، دفع فيها المسيحيون ثمن خيارات قياداتها السياسية، التي طالما تخطت العباءة الدينية رافضة الاتحاد والتضامن تحت رايتها.

فالجيش الاسود، كما اصطلح على تسميته، يخوض منذ عام 2019 معركة يرى فيها الكثيرون، من مسيحيين وغيرهم، انها جعلت من الصرح طرفا، خصوصا تأييد شعار «كلن يعني كلن»، وهو ما ادى الى قيام حملات شعواء طالت الكنيسة وشخص البطريرك الماروني، لتبلغ الامور حدا ما عاد السكوت عنه جائزا، ليطفح الكيل ويبق البطريرك البحصة في مجموعة من «الوعظات» التي رفع فيها السقف الى حد غير مسبوق، رافضا اي هدنة او مساومة، فالمعركة هي معركة وجود وبقاء كما تراها الكنيسة.

وآخر ما فاض به الكلام، ما قاله سيد بكركي من دير مار مارون في روما، خلال عظة يوم الاحد، والتي بيّنت المنحى الذي ستسلكه مشاوراته في الكرسي الرسولي، واتجاهها العام،ا ذ صوّب مباشرة باتجاه مجلس النواب، معتبرا ان ثمة استهدافا للموارنة.

مصادر مقربة من بكركي ومطلعة على اجواء اجتماعاتها ولقاءاتها، اكدت ان نقاشات جدية خيضت، وجلسات كثيرة عقدت على فترات، تناولت الاوضاع التي وصلت اليها الامور والحملات التي تعرضت لها بكركي وسيدها، خصوصا بعد «ثورة 17 تشرين» والدور الذي لعبه الصرح، خلصت الى ان السكوت ما عاد ممكنا، وتجاهل الوقائع واخذها من باب حسن النية ما عاد جائزا، بعدما تحوّلت حملات التخوين والمس بالكرامات من وسائل التواصل الاجتماعي الى اجراءات تخطت كل الحدود والاعراف، عبر المس باعلى مرجعية روحية مسيحية في لبنان.

وتابعت المصادر، بانه رغم كل الكلام المتداول عن استهداف شخصي للبطريرك الماروني على خلفية مواقفه، وهو امر دقيق وصحيح، الا ان الاخطر والذي يقلق الاساقفة، هو ان ثمة خطة واضحة بدأت ملامحها تتضح هدفها ضرب المسيحيين، بعدما كانت استعيدت بعض الحقوق، وخف الاحباط الذي ولدته احداث بداية التسعينات وما لحق بالقيادات المسيحية يومها، وهو ما اشار اليه في عظة الاحد من روما بشكل واضح وصريح.

وخلصت المصادر الى ان تطويق الصرح البطريركي ومحاولة عزله، او ليّ ذراعه لن تمر، فبكركي لا تتعاطى السياسة من بابها الضيق، ولا تتعامل مع القضايا من زاويتها الفئوية، انما وظيفتها وواجبها التدخل في الشؤون ذات الطابع الوطني، وهو فرض كنسي لا يجوز التخلف عنه، فالراعي يقف الى جانب رعيته في الازمات ودوره التخفيف والنصح والمساعدة.

وحول الحديث عن «استراتيجية رئاسية» تراجعت عنها بكركي، تجزم المصادر بانها لم تحصل اساسا انما كان ثمة افكار طرحت، الا ان المسألة تخطت كل الحدود، وما عادت قابلة للتسوية بعد مسلسل التعطيل المستمر، وطريقة التعامل المعتمدة والمتعمدة، مع تحويل الموقع المسيحي الاول الى مكسر عصا، اذ تحول الشغور في بعبدا الى عرف بين اي عهدين.

وعن الجهة التي تتكل عليها بكركي، والتي جعلتها «رضعانة حليب سباع»، اعتبرت المصادر انها اولا وقبل كل شيئ ان ما تطالب به هو مرتبط بالحقوق الدنيا للانسان وكرامته، وثانيا ان البطريركية معنية «بتعلية» الصوت ليسمع العالم اجمع، خصوصا ان الصرح «ام الصبي» فيما خص قيام لبنان، وعليه بالتأكيد لا تنكر بكركي علاقاتها بالفاتيكان وبدول الغرب وبصداقاتها العربية، التي تشكل رافعة طبيعية ودعما معنويا لطروحاتها، خاتمة كيف يمكن للكنيسة ان تقدم نموذجا صالحا اذا وقفت ضد شعبها وناسها؟

Exit mobile version