في ظل الازمة الاقتصادية القابعة على انفاس اللبنانيين كان من المتوقّع ان يتراجع سوق منتجات العناية بالبشرة خاصة ما يسمىMEDICAL PROUDUCTS لعدة أسباب منها:
ارتفاع سعر جلسة الكشف عند DERMATOLOGISTS، وعلى مقلب آخر الصعوبة في استيراد هذه المواد بحيث ان معظم الشركات موادها تّصنّف SUPER LUXURY BRANDS أي CLASS A وبالتالي من الطبيعي ان يكون سعرها بالدولار، على سبيل المثال: FILORGA، CLARINS، VICHY، SKIN CEUTICALS، SO SKIN وغيرهم من الأسماء التي تعتبر HIGH QUALITY ومعروفة في الأوساط الطبية كمواد للعناية بالبشرة تدخل في اطار العلاج، بمعنى آخر تكون عن طريق وصفات أطباء الجلد او الاختصاصيين ومع كل ما تقدم فقد تضاعفت المبيعات وازدهرت على عكس ما يتناهى لذهن أي شخص ان الأمور سيئة بالقدر الذي فرضته الازمات المتلاحقة.
“اللبناني برستيجو قاتلو والجمال ضريبته الفرش دولار”
العناية بالبشرة جزء لا يتجزأ من الاهتمام والنظافة الشخصية وكما يقال، الجلد الرائع لا يخرج عن الاناقة دائما فاللبناني لا يترك الاهتمام بنفسه ابداً.
السيدة شاكر تحدثت لـ “الديار” عن عدم قدرتها الانكفاء عن شراء المواد التجميلية لبشرتها فقالت: مع بداية الازمة استعملت كريمات العناية المتبقية لدي، وعندما شارفت على الانتهاء وجدت نفسي اذهب أشتريها من جديد وأومأت الى ان بعض الماركات كان سعر المنتج بـ 40000 ل.ل اضحى اليوم 1500000 ل.ل ومع ذلك اشتريته لأنني استخدمه عبر وصفة طبيب الجلد الخاص بي.
اما دكتور خير الله فقال انا بصراحة استخدم مواد العناية بالبشرة والتي تتكون في تركيبتها من الكافيار سعر المنتج الواحد 2500000 ل.ل هذا عندما كان الدولار 1500 واليوم بات المنتج بـ 7000000 ل.ل. واستكمل لا اخفيكم سرا انني اشتري بين الفينة والأخرى الا انني أحاول ان “اقنن” في الاستعمال كيلا ينتهي بسرعة واضطر للشراء من جديد.
نمو ملحوظ
في الحقيقة ان هذا القطاع سجّل نمّوا ملحوظا تخطى التوقعات التي اخذت بعين الاعتبار الوضع العام من ازمة وارتفاع سعر صرف الدولار وترنُّحه تارة صعودا وأخرى هبوطاً وتدنّي الأجور وانعدام قيمة الليرة اللبنانية وليضحي تسوّق مستحضرات العناية بالبشرة الطبية والتجميلية أولوية كالمأكل والمشرب لاعتباره من الضروريات وليس شيئا كماليا يمكن الاستغناء عنه.
في المقابل كان قد سجّل سوق مستحضرات العناية بالبشرة تراجعاً مع بداية الازمة بحسب صاحب صيدلية فيتال في جل الديب الدكتور فادي أبو جودة بنسبة 30 الى 40% الا انه ما لبث ان عاود الانتعاش وانما في مناطق معينة على حساب أخرى بحسب زبائن كل صيدلية ورجّح الخبراء في هذا المجال ان نمو المبيعات تضاعف بسبب الموسم السياحي وعودة جزء من المغتربين الى ربوع وطنهم في إطار إنعاش الوضع الاقتصادي من جهة ومساندة ذويهم من جهة أخرى.
“الديار” جالت على صيدليات في مختلف المناطق اللبنانية وسألت الصيادلة عن قطاع بيع منتجات المواد التجميلية والعناية بالبشرة وانقسمت الآراء لتأتي على الشكل التالي بحسب المنطقة والزبائن والصيدلية.
فماذا يقول الدكتور سهيل دريان في صيدلية مازن – كورنيش المزرعة لـ “الديار” عن هذا القطاع والشركات التي تسوّق موادها داخل الصيدلية باعتبارها تعد من الدرجة الأولى لما تحتويه من كافة المواد التجميلية.
يوصّف دريان الوضع قائلا، عندما بدأت الازمة الاقتصادية كان الناس في حال من الضياع والتشتت والدولار لا يرسو على سعر فتوقفت عملية بيع المواد التجميلية حوالي 60% الى ان تأقلم الناس على هذا الوضع المستجد ووعوا الى ما يحدث وعلى مقلب الأجور فقد صُحِحَت المداخيل الفردية لترتفع الى حد ليس كبير مقارنة بتلك القديمة فعادت الأمور الى مجاريها. وأردف ان المبيع عاد أفضل من ذي قبل بالالتفات الى ركود المبيع فترة التأزم وما لبث ان استقرّت الأمور في نصابها المعهود.
اما صاحب صيدلية فيتال في جل الديب دكتور فادي أبو جودة فقال ان هذا القطاع الذي كان شرار ونار تراجع منذ بداية الازمة بنسبة 30 الى 40% كما ان هذا الامر انسحب على الادوية والمكملات الغذائية بما فيها ادوية السعال وذلك بسبب ارتفاع الأسعار التي تفوق الأجور والرواتب للأفراد.
وتابع، اليوم ما ينعش هذا القطاع في الواقع هم من يأتون لشراء هذه المواد ويواظبون على استعمالها وملتزمون بعلاج معين لبشرتهم كالبثور او الحساسية وغيرها من الامراض الجلدية التي لا يمكن غض النظر عنها.
وأردف، اما كل ما ينطبق على مستحضرات الشيخوخة والترطيب بالإشارة الى انها أيضا توصف ضمن إطار علاج معين انكمشت مبيعاتها بسبب انعدام القدرة الشرائية لدى المواطنين. وأشار بالقول، من كان مدخوله الشهري 1000000 ل.ل. بالتأكيد لن يأتي لشراء منتج يفوق أربعة اضعاف راتبه.
وغمز، الى ان بعض الصيدليات ممن زبائنهم ليسوا لبنانيين او مغتربين لم تتأثر مبيعاتهم ولفت الى ان الموسم السياحي وقدوم السوّاح العرب والأجانب والمغتربين اللبنانيين رجّح كفّة مبيعات مستحضرات العناية بالبشرة.
وخلص أبو جودة بالقول، لبنان الذي كان واجهة الشرق الأوسط وبالتحديد المرأة اللبنانية باعتبار ان كل ما تقوم به او تتبعه يصبح “تريند” في العالم العربي اليوم هذه الأمور باتت من الكماليات المستحيلة او الصعبة واعطي مثالا على ذلك، هذا القطاع في تطور دائم فلو احدى الماركات طرحت مستحضرا جديدا في السوق بات من الشدّة او التعثّر ان ينزل في السوق اللبناني واقامة الافتتاحيات المعهودة من الشركات على مستويات عالية.
والعودة اليوم الى هذا المستوى ليس صعبا وانما يتطلب إصلاحات من المسؤولين تشمل تصحيح الأجور التي هي الأساس في تحديد القدرة الشرائية للمواطنين. وانتعاش القطاع لا يمكن ان يكون قائما او رائجا بالاعتماد على موسم واحد بل يجب ان يكون على مدار السنة كما كان من قبل.
الوصفات الطبية تنعش المبيع
في هذا السياق دلّل دريان، ان مواد العناية بالبشرة التي ما زال مبيعها رائجا او متقدّما هي تلك التي تأتي عن طريق الوصفات الطبية لا بل على العكس لم يتأثر وضعها على الاطلاق وأعني بطبيعة الحال لبنان لجهة الوضع النقدي والاقتصادي ولم تتراجع الوصفات الطبية بهذا المجال وما زلنا نرى “الرشتات” بأنواع مختلفة من الماركات الخاصة بعناية الوجه وتلك المتعارف عليها مضادة للتجاعيد او ANTI OXIDANT PRODUCTS والتي تحمي البشرة من تلف انسجتها او تقلّص مرونتها.
وفي الموازاة قال دكتور أبو جودة ان الوصفات الطبية لا تتوقف كونها تصبّ في إطار العلاج البحت والذي لا يمكن تأجيله.
كافة الطبقات المجتمعية
لفت دريان ان الطبقات الاجتماعية التي تأتي الى الصيدلية للتسوّق هم بمعظمهم من يتقاضون مداخيلهم بالفرش دولار او ممن يرسل لهم ذويهم في بلاد الاغتراب. بطبيعة الحال هؤلاء لم تتأثر قدراتهم الشرائية بل على العكس يشترون بشكل طبيعي ولا يقبلون ان يدفعوا بغير الدولار لظنّهم اوفر لهم.
شركات صفّت بضاعتها
يصوّب دريان حقيقة الامر ان بعض الشركات لجأت الى تصفية بضاعتها او سحبها ليس بسبب الوضع انما القصة وما فيها هذه الشركات اما باعت بضاعتها او دمجتها مع أخرى، ولفت الى ان الـ BRANDS عبارة عن TOP QUALITY لذا لم يطال من هذه المجموعات أي تصفية او سحب للبضاعة. وتطرّق دريان الى شركات قلّ الطلب عليها فعلى سبيل المثال “الستاند” الذي كان ممتلئا بالبضاعة من شركة معينة بات فارغا والطلب فقط عبر خدمة UPON REQUEST او عندما تأتي وصفة بهذا المنتج يتم طلبه من شركته حصرا بقطعة او بالكمية التي يريدها المريض. وعليه لم يعد قائما كـ “ستاند”.
وعن المندوبات اللواتي يسوّقن منتجات شركاتهن قال دريان، انهن ما زلن يعملن ولم تترك احداهن عملها لأي سبب وما زلن ينزلن لبيع مواد شركاتهن داخل الصيدلية بشكل يومي.
العروضات تضاءلت
يجيب دريان ان OFFERS التي كانت تقدمها الشركات بهدف تشجيع الزبائن على الشراء انعدمت مع بداية الازمة وتوقفت الهدايا والعينات التي تعطى للزبائن بهدف تشجيعهم على الاستخدام ومعاودة الشراء لاحقا، الا انه ما لبثت ان عادت الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بعد اضحى الوضع مستقرا لجهة الأزمات التي تبدأ بالمحروقات والمواد الغذائية الى جانب الدولار والمحروقات وهلمّ جر الى جانب الأجور الفردية تذللت العقبات التي كانت قائمة مع بداية الازمات التي ذكرتها سابقا فعادت القدرة الشرائية للمواطنين تنتعش والعروضات كما ان الشركات عاودت نشاطها لجهة قيامها ما يسمى بـ SPECIAL PROMOTION WITHOFFERS AND GIFTS للزبائن والصيدلية في آن معا لجهة اجرء حسومات على المنتج بهدف تنشيط حركة المبيع.
السائحون أنعشوا هذا القطاع
استكمل دريان، على الرغم من التدني بالأجور والوضع العام الغير ثابت لا اعتقد ان شركات ستقفل او تعمد الى تصفية موادها، فالزبائن يأتون من كافة الطبقات من الفقير وحتى الملياردير وهذا ان دلّ على شيء فيدلّ على ان الناس ما زالت تّقدم على الشراء بالإشارة الى انه ما ساهم في تنشيط هذا القطاع هم الذين يأتون الى لبنان من مغتربين وسوّاح أجانب وخليجيين وعراقيين وكويتيين والجدير ذكره بحسب دريان ان اعدادهم هذه السنة كانت كبيرة جدا فكانوا يأتون للسياحة ولتسوق المواد التجميلية ومنتجات العناية بالبشرة كما ان لبنان يعد المكان الأنسب لثقة الأجانب بحيث يوجد فيه كل ما هو SUPER LUXURY كما ان المنتجات هي اوريجينال مئة في المئة وهذا ما يعزز الثقة بالمجيء الى لبنان ولشراء هذا المواد الموجودة في كل بلدان العالم الا ان في لبنان تسويقها مختلف كما انه السباق دوما بالاختلاف والتميّز مشيرا الى ان هؤلاء يشترون كميات كبيرة وفاتورة الزبون الواحد تتراوح بين الـ 1000 و1500 دولار ويتم دفعها بالفرش دولار على الصندوق.